نقلت وكالة رويترز عن مسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أن الولايات المتحدة نصحت أوكرانيا بتأجيل شن هجوم مضاد كبير على القوات الروسية، إلى حين حصولها على إمدادات.

يأتي ذلك فيما تعهد حلفاء كييف أمس الجمعة بتقديم مزيد من الدعم العسكري لها، إلا أنهم فشلوا في تسوية الانقسامات بشأن إرسال دبابات قتالية إليها، وذلك خلال اجتماع رفيع المستوى في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا.

كما أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن التحالف الدولي لمساعدة أوكرانيا قوي، وأن عشرات الدول تريد أن تحصل كييف على ما يلزمها للدفاع عن نفسها.

وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يلحق الضرر بشعبه وجيشه الذي يتكبد يوميا خسائر مروعة” في أوكرانيا.

وأشار مسؤول أميركي كبير الجمعة إلى أن على أوكرانيا ألا تسعى للدفاع عن مدينة باخموت -مركز القتال حاليا في شرق البلاد- بأي ثمن، وأن تركز أكثر على الاستعداد لشن هجوم مضاد كبير.

هجوم إستراتيجي

ورأى المسؤول الأميركي أن الأولوية المعطاة للقتال في باخموت تعرقل أوكرانيا في مهمتها الأساسية المتمثلة في التحضير لهجوم إستراتيجي على الروس في جنوب البلاد خلال الربيع.

وقدّر أنه كلما طالت مدة القتال في باخموت، تعزز وضع روسيا التي تمتلك إمكانات مدفعية أكبر وأفضلية عددية من ناحية المقاتلين.

وأضاف المسؤول -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن انتصار روسيا في باخموت لن يغير مجرى الحرب، ويمكن للقوات الأوكرانية الانسحاب إلى مواقع يسهل الدفاع عنها.

ورأى أن تخفيف التركيز على المدينة يتيح لأوكرانيا تمكين عدد أكبر من عسكرييها من الاستفادة من برامج التسليح والتدريب التي تديرها الولايات المتحدة، من أجل تشكيل مزيد من الوحدات العالية الكفاءة وتوظيفها في شنّ هجوم في الجنوب.

وأشار إلى أن أسلحة ستستعمل في الهجوم المضاد المرتقب تتدفق حاليا على أوكرانيا، من بينها مئات من المركبات المدرعة هذا الأسبوع، وهي من المعدات التي ستكون مطلوبة لتشكيل قوة هجومية متحركة.

دبابات قتالية

من ناحية أخرى، تعهد حلفاء كييف الجمعة بتقديم مزيد من الدعم العسكري لها، رغم فشلهم في تسوية الانقسامات بشأن إرسال دبابات قتالية إليها، وذلك خلال اجتماع رفيع المستوى في ألمانيا.

وفي حديثه للصحفيين بعد ترؤسه الاجتماع، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنه جرى التركيز بشكل خاص على احتياجات أوكرانيا للدفاع الجوي والعربات المدرعة، وقدم الحلفاء تعهدات كبيرة لتعزيز قواتها المسلحة.

وأضاف أن “الالتزامات الجديدة المهمة تظهر التصميم المستمر لحلفائنا وشركائنا على مساعدة كييف في الدفاع عن نفسها، لأن هذا لا يتعلق بأمن أوكرانيا فحسب، بل بالأمن الأوروبي والعالمي”.

وأشار أوستن إلى أن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة أعلنت عزمها إرسال أنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا، بما في ذلك صواريخ باتريوت.

كما نُقل عن وزير الدفاع الأوكراني أوليسكي ريزنيكوف قوله إن القوات الأوكرانية ستتدرب على دبابات “ليوبارد 2” الألمانية في بولندا، وذلك على الرغم من عدم توصل الحلفاء إلى اتفاق لتزويد كييف بهذا النوع من الدبابات.

وخلال الاجتماع، لم تتعهد الولايات المتحدة بإرسال دبابات “أبرامز إم 1” إلى كييف، فيما تقول ألمانيا إنها لم تقرر بعد بشأن تسليم دبابات “ليوبارد 2” لها.

وكانت كييف ناشدت لتسليمها دبابات “ليوبارد 2” الألمانية، إلا أن الحصول عليها حتى من الدول التي تمتلكها مثل بولندا وفنلندا، يتطلب موافقة برلين.

وتخشى دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن تتسبب بعض الإمدادات العسكرية إلى أوكرانيا في تصعيد وتيرة الصراع، وتحوله إلى حرب مع روسيا.

ويعود إصرار كييف على دبابات “ليوبارد 2” بعدما كشف خبراء عسكريون أنها “ستكون فاصلة في مسار المعارك”، حسبما نقلت وسائل إعلامية.

وتتميز هذه الدبابات بمنحها حماية شاملة لطاقمها من التهديدات مثل العبوات الناسفة والألغام والنيران المضادة للدبابات، فضلا عن احتوائها على أنظمة تبريد في مقصورة الطاقم، ومولد طاقة إضافي، وهاتف يسمح للطاقم بالاتصال الخارجي.

معارك عنيفة

ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على بلدة “كليشيفكا” الواقعة جنوبي باخموت، في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا.

وكانت مليشيا فاغنر الروسية قد أعلنت أول أمس سيطرتها على البلدة، التي تقع على بعد 9 كيلومترات جنوبي باخموت.

وقد رصد مراسل الجزيرة الوضع في باخموت التي تشهد معارك عنيفة بين قوات فاغنر والجيش الأوكراني.

كما أفاد مراسل الجزيرة في كراماتورسك بأن المدينة تعرضت لقصف بصواريخ روسية بعيدة المدى.

ووفقا لبيان السلطات المحلية، فإن صاروخا سقط على مدرسة وروضة للأطفال وسط المدينة، دون الإشارة إلى سقوط ضحايا.

من جهته، قال حاكم مقاطعة دونيتسك الأوكراني بافلو كورلينكو إن الجيش الروسي وسّع عملياته العسكرية في المحاور الجنوبية، وبات يشن هجمات أوسع فيها.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.