بينما تحتدم المعارك في جبهات أوكرانيا الشرقية خاصة، أعلن عدد من حلفاء كييف الغربيين اعتزامهم تزويدها بمركبات قتالية جديدة ودبابات، في المقابل أعلنت موسكو أن هذه الأسلحة لن تغير شيئا على الأرض، بل ستصبح هدفا مشروعا للقوات الروسية.

ومن المرتقب وصول الدفعة الأولى من تلك الأسلحة الهجومية خلال الشهور القادمة، لكن تلك الخطوة ما زالت موضع سجال داخلي في بعض العواصم الغربية، كما أن التساؤلات تثار حول قدرتها على تغيير مسار الحرب.

فقد أعلنت الحكومة البريطانية عزمها تسليم 14 دبابة من طراز “تشالنجر2” وأسلحة ثقيلة أخرى إلى أوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة، وهو ما يرفع الدعم الغربي لكييف إلى مستوى جديد.

وأوضح مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن المملكة المتحدة ستشرع خلال الأيام المقبلة في تدريب قوات أوكرانية على استخدام هذه الدبابات التي تزن 62.5 طنًا ومزودة بمدفع عيار 120 ملم.

دعم متسارع

ويأتي إعلان بريطانيا ضمن سلسلة من التعهدات الغربية التي تفتح الباب لتزويد الجيش الأوكراني بأسلحة ثقيلة لم يحصل عليها سابقا رغم مطالبات كييف المتكررة.

فقد تعهد رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك -في محادثة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي- بالعمل مع الشركاء الدوليين لتسريع مد أوكرانيا بالعتاد اللازم لاستغلال انتصاراتها الأخيرة في القتال من أجل إنهاء الحرب لصالحها.

وذكر متحدث باسم الحكومة البريطانية في بيان أن سوناك ووزراء حكومته سيتحدثون قريبا إلى الحلفاء في جميع أنحاء العالم لتكثيف الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتأمين مستقبل أفضل لأوكرانيا.

عربات قتالية

ومن سلسلة التعهدات الغربية بدعم أوكرانيا، تعتزم الولايات المتحدة تزويد كييف بعربات قتالية من طراز “برادلي” التي تزن 27.6 طنا ومزودة بمدفع عيار 25 ملم وصواريخ خارقة للدروع.

بدورها سترسل فرنسا مركبات قتالية مدرعة خفيفة من طراز “إيه إم إكس-10 آر سي” (AMX-10 RC) المزودة بمدفع من عيار 105 ملم.

وفي الأثناء، تتزايد الضغوط على ألمانيا لتزويد أوكرانيا بأسلحة قتالية ثقيلة ودبابات حديثة.

وقد أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي أنه سيُجري خلال زيارته برلين محادثات بشأن تسليم دبابات ألمانية الصنع من طراز “ليوبارد” لأوكرانيا.

كما يناقش المسؤولون في ألمانيا إمداد كييف بدبابات قتالية ومدرعات من طراز “ماردر” التي يبلغ عيار مدفعها الأوتوماتيكي 25 ملم.

ما الذي تغير؟

ظلت الدول الغربية لشهور تمتنع عن إرسال الدبابات وعربات المشاة القتالية المتطورة إلى الأوكرانيين، خشية إثارة غضب روسيا.

فما الذي تغير الآن؟ بحسب مراقبين ربما تشي الخطوة بالرغبة في تسريع استعادة أوكرانيا أراضيها التي باتت تحت سيطرة الروس.

كما يرى خبراء أن المركبات القتالية ستساعد أوكرانيا في استكشاف مواقع القوات الروسية، وكذا نقل الجنود وضرب المركبات المدرعة الروسية.

كما أنها توفر ميزة تكتيكية كبيرة، لا سيما إن كان الأوكرانيون يتطلعون إلى إطلاق هجوم لاستعادة الأراضي هذا العام.

لكن في المقابل، لا يعتقد أحد أن الأسلحة الثقيلة الجديدة ستحقق التفوق أو تحدد بمفردها مسار الحرب.

أهداف مشروعة

على الجانب الروسي في المقابل، ترى موسكو أن الأسلحة الثقيلة الجديدة لن تحقق التفوق أو تحدد بمفردها مسار الحرب في أوكرانيا.

وقد حذر الكرملين من أن الخطط الغربية لتزويد كييف بأسلحة أثقل هو ما سيطيل أمد الحرب، كما أنه لن يحدث تغييرا ميدانيا جذريا لمصلحة الأوكرانيين.

وردت السفارة الروسية لدى بريطانيا بأن دبابات “تشالنجر2” البريطانية لن تساعد القوات الأوكرانية في تغيير الوضع على الأرض، بل ستصبح هدفا مشروعا للقوات الروسية.

وأشارت إلى أن إرسال هذه الدبابات لن يقرِّب من نهاية الأعمال القتالية، بل سيسهم في تصعيدها، مما يتسبب في سقوط المزيد من الضحايا، بما في ذلك في صفوف المدنيين.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.