“أعتقد أنني أستحق الفوز بجائزة الكرة الذهبية كل عام، من اللاعب المفضل بالنسبة لي؟.. أنا!”، “أنا أول وثاني وثالث أفضل لاعب في العالم”؛ اثنان من أكثر التصريحات إثارة للجدل في تاريخ البرتغالي كريستيانو رونالدو، التي كشف فيها عن أنه لا يرى أحدا غيره في القمة بين نجوم كرة القدم، على الأقل من أبناء جيله، رغم وجود غريمه الأزلي الأرجنتيني ليونيل ميسي.

يحفل تاريخ النجم البرتغالي بالكثير من الألقاب الجماعية والفردية، سواء مع الأندية التي دافع عن ألوانها (مانشستر يونايتد، ريال مدريد، يوفنتوس)، أو مع منتخب بلاده البرتغال.

وقد اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ثلاثية كريستيانو رونالدو في شباك إسبانيا، بمونديال روسيا 2018، من ضمن أفضل 100 لحظة تاريخية في تاريخ كؤوس العالم.

في تلك المباراة التي أقيمت يوم 15 يونيو/حزيران 2018، منح “الدون” منتخب بلاده التقدم مرتين، وفي كل مناسبة تعود إسبانيا بالتعادل، قبل أن تخطف السبق بالهدف الثالث عن طريق ناتشو فيرنانديز.

وقبل دقيقتين من نهاية تلك المباراة، تقدّم كريستيانو لضربة حرة مباشرة، وضعها فوق الحائط البشري، لتستقر في الشباك، أعلى الزاوية اليسرى للحارس الإسباني دافيد دي خيا، محرزا هدف التعادل الذي أجبر مدرب “لاروخا” فيرناندو هيرو على التصريح بالقول “عندما يكون هناك لاعب مثل رونالدو، يمكن أن تحدث هذه الأشياء”.

أول مباراة لرونالدو مع منتخب البرتغال

خاض كريستيانو رونالدو مباراته الدولية الأولى مع منتخب البرتغال يوم 20 أغسطس/آب 2003، وكانت مواجهة ودية.

ومنح المدرب البرازيلي الخبير فيليبي لويس سكولاري الشاب كريستيانو (18 عاما و6 شهور و15 يوما) فرصة اللعب ضد كازاخستان لمدة 45 دقيقة، في الودية التي انتهت بفوز البرتغال بهدف نظيف.

الهدف الدولي الأول لرونالدو

اللافت في الأمر أن أول أهداف كريستيانو الدولية تأخر حتى المباراة الثامنة، وكانت ضد اليونان في افتتاح كأس أمم أوروبا (يورو 2004)، وذلك يوم 12 يونيو/حزيران 2004.

حينها لم يكن ذلك الهدف كافيا لإنقاذ أصحاب الأرض من الخسارة، في المباراة التي انتهت بسقوط البرتغال 1-2.

كريستيانو في كأس أوروبا ودوري الأمم والقارات

منذ ظهور كريستيانو مع منتخب البرتغال، أصبح الفريق دائم الحضور في كافة المسابقات الأوروبية والعالمية.

ففي كأس أوروبا، قاد كريستيانو منتخب بلاده للمشاركة في جميع النسخ بدءا من 2004 حتى 2020، وحقق فيها منتخب البرتغال اللقب بفرنسا في يورو 2016.

وانتزع كريستيانو عرش هدافي بطولات اليورو من الفرنسي ميشيل بلاتيني (9 أهداف)، بعدما أحرز 5 أهداف في يورو 2020، رفع من خلالها رصيده إلى 14 هدفا في تاريخ المسابقة.

ومنح “صاروخ ماديرا” منتخب بلاده لقبا دوليا جديدا، بالتتويج ببطولة كأس الأمم الأوروبية في نسختها الأولى 2018-2019.

لكن كريستيانو فشل في تحقيق الأمر ذاته مع منتخب بلاده في النسختين التاليتين.

كما وصل النجم البرتغالي مع منتخب بلاده إلى نصف نهائي كأس القارات 2017، وهي المشاركة الوحيدة للبرتغاليين في هذه البطولة.

سجّل كريستيانو هدفين في تلك النسخة، ضد روسيا ونيوزلندا، وفشل أمام المكسيك ثم تشيلي في نصف النهائي، قبل أن يغيب عن المباراة الترتيبية ضد المكسيك أيضا.

كريستيانو في تصفيات كأس العالم

ساهمت شخصية كريستيانو رونالدو القوية وقدرته التهديفية الكبيرة، في رفع طموحات البرتغاليين من أجل المشاركة دائما في كأس العالم.

فقبل ظهور كريستيانو، شارك منتخب البرتغال في المونديال 3 مرات، وذلك أعوام 1966 و1986 و2002.

وقد سجّل كريستيانو 7 أهداف في التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال ألمانيا 2006، وضعت منتخب البرتغال في صدارة المجموعة الثالثة.

وحين غاب النجم البرتغالي عن التسجيل في تصفيات مونديال 2010، انتهى الحال بمنتخب البرتغال إلى خوض الملحق، الذي نجح فيه بتجاوز البوسنة ذهابا وإيابا بهدفين دون رد، مع استمرار صيام “الدون” عن التسجيل.

وأحرز كريستيانو 4 أهداف في تصفيات مونديال 2014، ومع ذلك ذهب منتخب البرتغال لخوض الملحق أيضا، وفيه انفجر أفضل لاعب في العالم 5 مرات، محرزا أهداف بلاده الأربعة في مرمى السويد، ما بين الذهاب والإياب (4-2) أمام أنظار السلطان زلاتان إبراهيموفيتش.

وانفجر كريستيانو في تصفيات مونديال 2018، وسجل 15 هدفا، لكنها لم تكن كافية ليكون الهدّاف، لأن البولندي روبرت ليفاندوفيسكي سجل هدفا أكثر منه.

لكن الأهم تحقق بالنسبة لمنتخب البرتغال، وهو الصعود إلى مونديال روسيا، بعد صدارة المجموعة الثانية برصيد 27 نقطة، بفارق الأهداف فقط عن سويسرا.

وزار كريستيانو شباك المنافسين 7 مرات في تصفيات كأس العالم 2022 في قطر، وهي أهداف لم تكن كافية للتأهل المباشر، حيث احتاج منتخب “برازيل أوروبا” إلى الملحق مجددا والفوز على تركيا ومقدونيا الشمالية، للسفر إلى الدوحة.

كريستيانو رونالدو في كأس العالم

بلغ كريستيانو مع منتخب البرتغال نصف نهائي مونديال ألمانيا 2006، ليخسر أمام فرنسا بهدف زين الدين زيدان، وهو ما تكرر في المباراة الترتيبية أمام ألمانيا، ولكن بالهزيمة بهدف لثلاثة.

في تلك النسخة، لعب كريستيانو ضد أنغولا وإيران، وغاب أمام المكسيك عقب ضمان التأهل، ثم ظهر في الأدوار الاقصائية أمام هولندا وإنجلترا وفرنسا وألمانيا، مسجلا هدفا وحيدا كان في شباك إيران.

وحمل كريستيانو شارة القيادة في مونديال جنوب أفريقيا 2010، ولعب 4 مباريات، منها 3 في الدور الأول ضد ساحل العاج وكوريا الشمالية والبرازيل، والأخيرة في ثمن النهائي ضد إسبانيا.

زار النجم البرتغالي الشباك مرة أخرى أيضا، وكان المنتخب الكوري الشمالي هو ضحية “الدون”.

أما في مونديال البرازيل 2014، فقد ودّع رونالدو ومنتخب بلاده المنافسات من دور المجموعات، إذ أحرز هدفا وحيدا في مرمى غانا، وفشل في تحقيق ذلك ضد ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية.

حامت الشكوك حول مشاركة “الدون” في تلك النسخة، بسبب معاناته من التهاب في أوتار المنطقة المحيطة برضفة ركبته اليسرى، لكن كريستيانو كان أقوى منها.

انفجر “صاروخ ماديرا” في روسيا 2018، حين هزّ شباك المنافسين 4 مرات، منها 3 كانت من نصيب إسبانيا والأخير في شباك المغرب، وجميعها في الدور الأول.

لم يسجل كريستيانو في مرمى إيران في الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات، وهو الأمر ذاته ضد أوروغواي في ثمن النهائي، ليودع منتخب البرتغال من تلك المرحلة.

رقم قياسي منتظر

وبالنظر إلى أرقام كريستيانو في كأس العالم، فإنه بحاجة إلى تسجيل هدف واحد فقط حتى ينفرد بأحد أرقام المونديال التاريخية.

وفي حال أحرز كريستيانو ذلك الهدف، فسيكون اللاعب الوحيد في تاريخ كأس العالم الذي يسجّل في 5 بطولات مونديالية.

وستُتاح هذه الفرصة أمام كريستيانو 3 مرات على الأقل، حين يلعب منتخب البرتغال ضد غانا وأورغواي وكوريا الجنوبية في دور المجموعات بمونديال قطر.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.