قالت السلطات الأوكرانية إنها توصلت إلى أدلة على تعذيب قتلى وضعوا في مقابر جماعية ببلدة إيزيوم (شرقي البلاد) بعد انسحاب القوات الروسية منها، في حين تلجأ موسكو إلى شاحنات متنقلة لتجنيد جنود متعاقدين للمشاركة في الحرب على أوكرانيا.

وذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -أمس السبت- أن بلاده حصلت على أدلة جديدة، تظهر تعذيب الأشخاص المدفونين في هذه المقابر، وأوضح زيلينسكي أن استخراج الجثث وفحصها مستمران في الموقع الذي اكتُشفت فيه المقابر الجماعية على مشارف مدينة إيزيوم.

وكانت إيزيوم التابعة لمقاطعة خاركيف جبهة قتال رئيسية بين القوات الأوكرانية والروسية في الأشهر الماضية قبل أن تسيطر عليها موسكو، ثم تنسحب منها في الأيام القليلة الماضية بعد تحقيق القوات الأوكرانية تقدما سريعا في وقت سابق من سبتمبر/أيلول الجاري في جبهة خاركيف، مما أدى إلى استعادة كييف لأكثر من 20 بلدة.

غرف تعذيب

وتحدث الرئيس الأوكراني عن اكتشاف أكثر من 10 غرف تعذيب في مختلف البلدات والقرى التي استعادتها القوات الأوكرانية بمنطقة خاركيف، وأضاف زيلينسكي أن السلطات عثرت على مقبرة جماعية بها جثث 17 جنديا في إيزيوم. والأسبوع الماضي، قال مسؤولون أوكرانيون إنهم عثروا على 440 جثة في الغابات القريبة من إيزيوم، مشيرين إلى أن معظم الجثث لمدنيين.

ودعت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي أمس السبت إلى إنشاء محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في أوكرانيا، إثر العثور على مئات الجثث في مقابر جماعية قرب إيزيوم.

في المقابل، اتهم رئيس الإدارة المتحالفة مع روسيا، التي تركت منطقة إيزيوم هذا الشهر، الأوكرانيين بتلفيق الفظائع في مدينة إيزيوم. وقال فيتالي جانتشيف لمحطة “روسيا-24” التلفزيونية الرسمية “لم أسمع أي شيء عن عمليات دفن”.

مكاتب للتجنيد

من جهة أخرى، ذكرت وكالة رويترز أن الجيش الروسي نشر شاحنات تجنيد متنقلة لجذب متطوعين للمشاركة في الحرب الروسية على أوكرانيا، ويعرض الجيش على المتطوعين ما يقرب من 3 آلاف دولار شهريا لتحفيزهم، وهو ما يفوق متوسط الأجر في روسيا 3 مرات.

مكتب تجنيد متنقل داخل شاحنة تابعة للجيش الروسي في مدينة روستوف جنوب غربي البلاد (رويترز)

ووضعت وحدة خاصة إحدى هذه الشاحنات في حديقة مركزية في مدينة روستوف جنوب غربي روسيا أمس السبت، وأزالت جانبين منها لتكشف عن مكتب متنقل. وظهر جنود يرتدون ملابس مموهة وأقنعة سوداء أسلحتهم للفت أنظار المارة، ووزعوا نشرات إعلانية بعنوان “الخدمة العسكرية بتعاقد- اختيار الرجل الحقيقي”.

ولم تكشف روسيا أو أوكرانيا عن خسائرهما من الجنود، التي تقدرها وكالات المخابرات الغربية بعشرات الآلاف من كل جانب.

ولم تحدّث موسكو العدد الرسمي لحصيلة القتلى منذ 25 مارس/آذار الماضي، عندما قالت إن 1351 جنديا روسيا قتلوا وأصيب 3825 آخرون. وأعلن الكرملين الأسبوع الماضي أن مسألة القيام بتعبئة عامة على مستوى البلاد لتعزيز القوات ليست محل نقاش حاليا.

وقال الضابط المسؤول عن الشاحنة في روستوف إنه يمكن للروس والأجانب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما ممن أكملوا التعليم الثانوي على الأقل التقدم للتعاقد لمدة 3 أو 6 أشهر للمشاركة في العملية العسكرية الخاصة، في إشارة إلى الحرب على أوكرانيا.

جبهات القتال

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن خسائر القوات الأوكرانية في محور ميكولايف (جنوب غرب) بلغت أكثر من 180 عسكريا في يوم واحد، مشيرة إلى إحباط القوات الروسية هجمات أوكرانية على قرى في مقاطعة خيرسون (جنوب غرب). وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن قوات بلاده نفذت ضربات صاروخية على وحدات واحتياطات الجيش الأوكراني في مقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق).

وذكرت سلطات مقاطعة خيرسون (الموالية لروسيا) القضاء على مجموعة وصفتها بالتخريبية وسط المدينة، مساء أمس السبت، وقالت سلطات المقاطعة إن العملية جرت من دون خسائر مادية جسيمة أو بشرية في صفوف القوات الروسية أو المدنيين، وإن القوات الروسية تسيطر على أراضي مقاطعة ومدينة خيرسون بشكل كامل.

وفي مقاطعة دونيتسك (جنوب شرق)، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) الأميركية عن مصادر أوكرانية قولها إن الوضع بمدينة باخموت أصبح هشا للغاية، مع ضغط القوات الروسية من جبهات عدة لقطع الإمدادات عنها.

ونسبت اليومية الأميركية إلى جنود أوكرانيين متمركزين حول باخموت القول إن القوات الروسية تتكون من مرتزقة شركة فاغنر الروسية.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.