بدأت في مدينة إسطنبول اليوم الجمعة جلسة التوقيع على الاتفاق الروسي الأوكراني لتصدير الحبوب برعاية الأمم المتحدة ووساطة تركية.

وتجري مراسم توقيع الاتفاق في قصر دولمة بهجة التاريخي بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وفي وقت سابق، قال أردوغان إنه سيزف البشرى إلى العالم بأسره بتوقيع اتفاقية ممر الحبوب في إسطنبول اليوم بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة ومندوبين عن أوكرانيا وروسيا.

ووفقا للاتفاق، سيُستأنف تصدير الحبوب الأوكرانية من 3 موانئ في مقاطعة أوديسا جنوب أوكرانيا والمطلة على البحر الأسود وهي أوديسا وتشورنومورسك ويوجني.

وقال الكرملين إن الاتفاق بشأن الحبوب مهم لروسيا بسبب أزمة الغذاء الوشيكة، وإنه من الضروري فتح طرق الإمداد للأسواق العالمية.

وقد وصل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى إسطنبول اليوم الجمعة للمشاركة في توقيع الاتفاق بشأن نقل الحبوب عبر البحر الأسود.

من جهته، قال ميخائيلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني إن بلاده لن توقع اتفاقية نقل الحبوب مع الروس، بل سيوقع البلدان اتفاقيات متوازية مع الأمم المتحدة.

وأضاف أن اتفاق الحبوب لا ينص على مرافقة روسية للسفن الناقلة، وأنه لا وجود لمراقبين روس ضمن الاتفاق.

تفاصيل الاتفاق

وينص الاتفاق على إنشاء مركز مشترك للتنسيق والقيادة مقره إسطنبول للإشراف على سير العمليات وحل الخلافات، وسيشارك في المقر الطرفان المتحاربان ومسؤولون من تركيا والأمم المتحدة.

ويعتقد مسؤولو الأمم المتحدة أن إنشاء المركز سيستغرق 3 إلى 4 أسابيع، وهذا يعني أن شحنات الحبوب قد لا تبدأ بالتدفق بأقصى سرعة قبل النصف الثاني من أغسطس/آب المقبل.

ولا تريد أوكرانيا أن تتحقق روسيا من عدم وجود شحنات أسلحة على متن سفنها لدى عودتها إلى مرافئها.

وعوضا عن ذلك ستشرف الأطراف الأربعة على تفتيش السفن في أحد المرافئ التركية لدى عودتها إلى أوكرانيا، وسيكون ذلك على الأرجح في إسطنبول.

ولم يعرف بعد على وجه التحديد من سيُسمح له بالصعود على متن السفن الأوكرانية.

ممران إنسانيان

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة فتح ممرين إنسانيين لحركة السفن باتجاه البحر الأسود وبحر آزوف ودونيتسك جنوب وشرق أوكرانيا.

وقالت الوزارة في بيان إن الممر الإنساني في البحر الأسود سيسمح للسفن بالعبور يوميا من الساعة الثامنة صباحا حتى السابعة مساء بتوقيت موسكو لمغادرة موانئ خيرسون ونيكولايف وتشورنومورسك وأوتشاكوف وأوديسا ويوجني في اتجاه الجنوب الغربي.

وأضافت الوزارة أن ممر بحر آزوف سيعمل على مدار الساعة، ويمكن للسفن الراسية في ميناء ماريوبول المغادرة عبره باتجاه البحر الأسود، حسبما نقلت قناة “روسيا اليوم”.

بدوره، رحب المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس بالاتفاق المرتقب اليوم بشأن تصدير الحبوب من أوكرانيا.

وأشاد برايس بما وصفه بـ”العمل الدؤوب” الذي قام به الأمين العام للأمم المتحدة وتركيا من أجل التوصل إلى الاتفاق، وأكد أن واشنطن ستواصل مساءلة روسيا من أجل تنفيذه.

أزمة عالمية

وأسفرت الحرب في أوكرانيا عن تعطيل الإمدادات العالمية من الغذاء والوقود والأسمدة، وأدى ذلك إلى تفاقم الوضع المأساوي لملايين الأشخاص في جميع أنحاء القارة الأفريقية، وتعقيد عمل وكالات الإغاثة التي تكافح من أجل مساعدتهم.

وتعد أوكرانيا وروسيا من بين أكبر الدول المصدرة للمواد الغذائية في العالم، وتخضع موانئ أوكرانيا -بما فيها ميناء أوديسا الرئيسي- لحصار يفرضه أسطول روسيا في البحر الأسود.

ويوجد نحو 20 مليون طن من الحبوب العالقة في صوامع في أوديسا، حيث تقطعت السبل بعشرات السفن بسبب هجوم موسكو الذي تصفه بأنه “عملية عسكرية خاصة”.

ووصل مؤشر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة لأسعار الغذاء -الذي يقيس التغير في الأسعار الدولية لسلة من السلع الغذائية الأساسية- إلى أعلى مستوياته على الإطلاق في فبراير/شباط 2022، وقفز إلى مستوى قياسي جديد في مارس/آذار الماضي.

وبحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، يعود هذا الارتفاع في المؤشر إلى الزيادة الكبيرة في أسعار الحبوب والزيوت النباتية بسبب تأثير الحرب في أوكرانيا على سلاسل التوريد.

وتعتقد الأمم المتحدة أن إعادة فتح الموانئ الأوكرانية قد تساعد في تجنب المجاعة بأجزاء من العالم.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.