شهدت عدة مدن إيرانية تجمعات ليلية مناهضة للنظام الحاكم في البلاد، ورفع بعض المحتجين في العاصمة طهران ومدن أخرى شعارات مناهضة للنظام من نوافذ منازلهم، بينما شهدت عدة مدن غربية مظاهرات داعمة للاحتجاجات.

ودخلت الاحتجاجات الشعبية في إيران أسبوعها السادس، وهي التي بدأت في 16 سبتمبر/أيلول الماضي بعد وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما)، بعد 3 أيام من توقيفها من جانب “شرطة الأخلاق” في طهران لانتهاكها قواعد اللباس المحتشم.

كما شهدت عدة مدن إيرانية أخرى، منها مدينة سنندج غربي البلاد، ومدينة دزفول في الجنوب الغربي، ومدينتا أراك ومهاباد غربي البلاد؛ تجمعات ليلية مشابهة، رفع المحتجون خلالها شعارات مناوئة للنظام. وقد استخدمت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

وخرجت مظاهرات في عدد من الجامعات الإيرانية، تنديدا باعتقال الشرطة طلابا جامعيين بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات الأخيرة.

ورفع المحتجون شعارات مناوئة للمسؤولين الإيرانيين، وأخرى مؤيدة لحقوق المرأة، كما شهدت بعض المدن الإيرانية تجمعات احتجاجية بعد دعوات للتظاهر أمس السبت والأربعاء القادم.

ونفذ تجار وعمال في مدن إيرانية عدة إضرابا السبت، في إطار الاحتجاجات التي اندلعت قبل أكثر من شهر إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني، حسبما أفادت منظمات غير حكومية.

وأدت حملة قمع الاحتجاجات -وهي الأوسع منذ الاحتجاجات التي شهدتها إيران عام 2019 على ارتفاع أسعار الوقود- إلى مقتل 122 شخصا على الأقل، بينهم أطفال، وفق منظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ أوسلو مقرّا لها.

في الأثناء، دعت إحدى نقابات المعلمين إلى إضراب وطني في البلاد الأحد والاثنين، للتنديد بحملة “القمع” التي أودت بحياة 23 طفلا على الأقل، وفق منظمة العفو الدولية.

واتهم ناشطون السلطات الإيرانية بشنّ حملة اعتقالات جماعية وحظر سفر على رياضيين وصحافيين ومحامين ومشاهير.

وتقلّل السلطات من أهمية هذه المظاهرات، وتعتبر أن معظمها “أعمال شغب”، وحمّلت “أعداء” الجمهورية الإسلامية مثل الولايات المتحدة، مسؤوليتها.

ضحية التضليل

من جانبه، قال وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني محمد مهدي إسماعيلي -أمس السبت- إن بلاده “ضحية” للمعلومات المضللة والتشويهات والأكاذيب في وسائل الإعلام.

وأضاف إسماعيلي لوكالة الأناضول، بعد حضوره الاجتماع الذي استمر يومين لوزراء الإعلام في منظمة التعاون الإسلامي بمدينة إسطنبول، إن بلاده تعاني منذ عقود مشكلة التضليل الإعلامي.

وفي إشارة إلى الاحتجاجات الأخيرة في إيران، قال إسماعيلي “لقد حولوا قضية طبيعية تماما إلى ذريعة لخلق مناخ إعلامي قاس ضد إيران”.

وحثّ الوزير الإيراني على التضامن بين دول المنظمة، قائلا إن الدول الإسلامية يجب أن تقف إلى جانب بعضها.

وحذّر إسماعيلي من أن أي دولة أخرى يمكن أن تواجه هذه المشكلة غدًا.

وكان المرشد الإيراني علي خامنئي حذر من أنه لا ينبغي لأحد أن تواتيه الجرأة للتفكير أن بإمكانه اجتثاث الجمهورية الإسلامية، متهما خصومها بإشعال الاضطرابات. وذكر التلفزيون الرسمي أن 26 من أفراد قوات الأمن قُتلوا.

التحذير الأخير

وفي سياق متصل، اتهم الحرس الثوري الإيراني -أمس السبت- شيخا سنيا بالتحريض على الجمهورية الإسلامية، وحذره من أن ذلك قد يكلفه ثمنا باهظا، بعد أن قال إن مسؤولين بينهم المرشد الأعلى يتحملون المسؤولية عن مقتل العشرات في زاهدان الشهر الماضي.

وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن قتلت 66 على الأقل في حملة قمع أعقبت صلاة الجمعة في زاهدان يوم 30 سبتمبر/أيلول.

وقال مولوي عبد الحميد، الشيخ السني البارز في زاهدان، خلال خطبة الجمعة، إن مسؤولين من بينهم خامنئي مسؤولون أمام الله عن القتلى الذين سقطوا يوم 30 سبتمبر/أيلول، ووصف قتلهم بأنه مذبحة، قائلا إن الرصاص أطلق على الرؤوس والصدور.

وقد جاء في بيان مقتضب على موقع “سباه نيوز” الإخباري الرسمي للحرس الثوري: “السيد عبد الحميد، تشجيع الشباب وتحريضهم ضد جمهورية إيران الإسلامية المقدسة قد يكلفك ثمنا باهظا! هذا هو التحذير الأخير!”.

وذكرت وسائل إعلام رسمية وقت أحداث العنف أن “مسلحين مجهولين” فتحوا النار على مركز للشرطة، مما دفع قوات الأمن إلى الرد بإطلاق النار.

وقال الحرس الثوري إن 5 من أفراده ومن متطوعي قوة الباسيج قتلوا أثناء الواقعة، وألقت السلطات باللوم على جماعة بلوشية متشددة، ولم تعلن هذه الجماعة ولا أي فصيل آخر الضلوع في العنف.

مظاهرات في الخارج

وفي ألمانيا، احتشد عشرات الآلاف في العاصمة برلين -أمس السبت- لإظهار التضامن مع المتظاهرين المناهضين للحكومة في إيران.

ورفع المتظاهرون الأعلام الإيرانية ولافتات كتب عليها “إيران حرة”، و”لا للديكتاتورية”، و”المرأة، الحياة، الحرية”، و”تسقط الثيوقراطية (الحكومة الدينية)”.

كما شهدت العاصمة الأميركية واشنطن مظاهرات للإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة والأميركيين ذوي الأصول الإيرانية، دعما للاحتجاجات في إيران ومنددة بمقتل مهسا أميني.

وردد المتظاهرون هتافات من قبيل “احذرونا فنحن موحدون”، كما حملوا علم إيران ولافتات كتب عليها “الحرية لإيران” و”مهسا أميني”.

وشهدت مدينتا سيدني وملبورن في أستراليا، ومدينتا تورنتو ومونتريال في كندا، تجمعات مشابهة نظمها الإيرانيون المقيمون في هذه المدن تضامنا مع المحتجين.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.