تعد تهيئة الطفل لخلع الحفّاظات وتدريبه على استخدام الحمام من المعالم المهمة التي تحدد استقلاله النسبي. ومع ذلك، يعد أمرا شاقا للأم والطفل على حد سواء لأنه يستدعي التدريب على عادات جديدة.

ماذا يعني التدريب على استعمال المرحاض؟

التدريب على استخدام المرحاض هو تعليم الطفل التعرف على إشارات جسده للتبول وحركة الأمعاء واستخدام المرحاض -أو “النونية”- الخاص به بشكل صحيح، وفي الأوقات المناسبة.

التطور العقلي واستخدام المرحاض

هناك عامل مهم يؤثر على تدريب الطفل وهو التطور العقلي وتأثير نمو الدماغ، حيث يلعب الدماغ دورا مهما في وظائف الجسم مثل التبول والتغوط حتى عند البالغين. وعندما تكون المثانة ممتلئة أو عند حدوث حركة الأمعاء، يتلقى الدماغ إشارة تفيد بأن الوقت قد حان للذهاب إلى الحمام.

وعند الرضع والأطفال الصغار من سن 3 إلى 5 سنوات يحدث تبول لا إرادي، لأن الإشارة العصبية تصل من المثانة إلى النخاع الشوكي وليس الدماغ، ووفق “بارينتينغ ساينس توداي” (Parenting science.today) لا تصل الإشارة مباشرة من المثانة إلى الدماغ في سنوات الطفل الأولى.

وعند سن معينة يصبح الطفل مدركا للإحساس بامتلاء المثانة والرغبة في التبول، ويختلف توقيت هذا الإدراك من طفل لآخر. وقبل إنشاء هذا الارتباط بين العقل والمثانة، عادة ما تصبح محاولات التدريب على استخدام الحمام محبطة.

هناك عامل مهم يؤثر على تدريب الطفل؛ وهو التطور العقلي وتأثير نمو الدماغ (بيكسلز)

متى تبدأ؟

لا يوجد عمر محدد لبدء التدريب على استعمال المرحاض، لكن يمكن أن يبدأ التدريب عندما يُظهر الطفل علامات تدل على استعداده لذلك.

ووفق “مايوكلينيك” (Mayoclinic) يتوقف نجاح التدريب على استخدام الحمّام -أو “النونية”- الخاص بالطفل على المعالم الجسدية والسلوكية، وليس العمر، حيث يُظهر العديد من الأطفال علامات استعدادهم للتدريب على استخدام الحمام بين 18 و24 شهرا. ومع ذلك، قد لا يكون الأطفال مستعدين لهذا التحول حتى يبلغوا سن الثالثة.

وعادة، ما يحقق الطفل السيطرة على المثانة خلال النهار عندما يكون عمره من عام ونصف إلى عامين. ومع ذلك، فإن التحكم في المثانة أثناء الليل لا يكتمل إلا في سن أكبر من هذه، ويحدث عادة عندما يبلغ الطفل سن الثالثة إلى الخامسة. وفي أغلب الحالات، يكون هذا التحول عند الفتيات أسرع منه عند الأولاد.

العاطفة والنجاح

وهناك عوامل عاطفية يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي كبير على نجاح تدريب الطفل على استخدام المرحاض وقبوله ذلك بدون مقاومة، وفقا لمؤسسة “هيلثي تشيلدرين” (HealthyChildren)، منها:

  • الرغبة في الاستقلال والسيطرة على الذات.
  • حاجة الطفل إلى التحكم في بعض جوانب بيئته.
  • اختبار الحدود والقواعد.
  • الرغبة في كسب إشادة والديه.
  • الرغبة في تقليد الآباء أو سلوك الأطفال الآخرين أو التوافق معه.

التدريب المبكر وأضراره

إذا لم يُظهر الطفل استعدادا للتدريب على استخدام الحمام، لا ينبغي إجباره على خوض تلك التجربة. ووفقا لـ”جاست بايرنت” (Justparent)؛ عدم النجاح في استخدام المرحاض يمكن أن يكون له تأثير كبير سلبي على الطفل والأم، منه:

  • تدني احترام الذات.
  • الإفراط في الاعتماد على الوالدين.
  • شكوك حول تحقيق الهدف أو حتى المهام البسيطة.
  • الإحباط والضغط النفسي.
  • الانخراط في لوم النفس.
هناك عوامل عاطفية يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي كبير على نجاح تدريب الطفل على استخدام المرحاض (بيكسلز)

علامات الاستعداد

هناك بعض المؤشرات التي تبين مدى استعداد الطفل لبدء التدريب على استخدام المرحاض الخاص به، وفق مؤسسة “هوبكنز ميديسين” (Hopkinsmedicine)، منها:

  1. رغبته في استخدام المرحاض.
  2. يستطيع قول ذلك بنفسه أو بكلماته الخاصة.
  3. المشي والوصول إلى كرسي الحمام -أو “النونية”- الخاص به.
  4. إخبار الأم برغبته في قضاء الحاجة.
  5. التحكم في العضلات المستخدمة لذلك الغرض.
  6. طلبه تغيير الحفاظات.
  7. إظهار عدم الراحة عندما تكون الحفاظات مبللة أو متسخة.
  8. الاستمتاع بتقليد ما يفعله الآباء أو الأطفال الأكبر سنا.
  9. ملاحقة الأم إلى الحمام لمعرفة كيفية استخدام المرحاض.
  10. قدرته على الحفاظ على الحفاظات جافة لمدة ساعتين على الأقل خلال النهار أو جافة بعد القيلولة.

 

لا يوجد عمر محدد لبدء استعمال المرحاض لكن يمكن أن يبدأ التدريب عند ظهور علامات تدل على استعداد الطفل (بيكسلز)

كيف تدربين طفلك على الحمام؟

عندما يبدي الأطفال استعدادا للتدريب على استخدام المرحاض والتخلص من الحفاظات، تنصح “مايوكلينيك” (Mayoclinic) باتباع الخطوات التالية:

اختيار الكلمات: يجب تحديد الكلمات التي يستخدمها الطفل عند طلب التخلص من فضلاته، مع ضرورة تجنب الكلمات السلبية.

اختيار طريقة واحدة: تفضل بعض الأمهات أن يجلس الطفل منذ البداية على المرحاض، في حين تفضل أخريات أن يستخدم “النونية”، ومن المهم التركيز على أحد الأمرين خاصة في البداية.

إذا قررت الأم استخدام “النونية” الخاصة بالطفل يجب أن تضعها في الحمام أو في أي مكان يقضي فيه الطفل معظم وقته.

وفي حال استخدام المرحاض لا بد من التأكد من أن قدم الطفل تصل إلى الأرض، ويمكن من أجل ذلك وضع كرسي أمام المرحاض.

في حال مقاومة الطفل التدريب لا يجوز الإصرار على إكماله فقد يكون غير مستعد (شترستوك)

تحديد فترات استراحة لاستخدام الحمام: من المهم جعل الطفل يجلس على المرحاض أو “النونية” بدون حفاظات لبضع دقائق كل ساعتين، وكذلك حين يستيقظ في الصباح وبعد القيلولة مباشرة. وبالنسبة للأولاد (الذكور)، غالبا ما يكون من الأفضل التعود على التبول جلوسا.

ربط الموضوع بعمل ماتع للطفل: يمكن أن تقرأ الأم مع الطفل كتابا وهو جالس على المرحاض أو تلعب معه لعبة بسيطة.

الاستجابة بسرعة: عندما تلاحظ الأم علامات تدل على أن طفلها قد يحتاج إلى استخدام المرحاض، مثل التشنج أو القرفصاء يجب الاستجابة بسرعة. ومن الضروري مساعدة الطفل على التعرف على هذه الإشارات والتوجه إلى المرحاض.

مكافأة الطفل: لا بد من مدح الطفل عند طلبه استخدام الحمام، وفي كل مرة ينجح في ذلك يكافأ بأشياء بسيطة مثل ملصق يفضله.

استخدام الملابس الفضفاضة: حتى يسهل خلعها، وتعويض الحفاظات بسراويل التدريب أو الملابس الداخلية المخصصة للتدريب.

شرح مفاهيم النظافة: من المهم تعليم الطفل تنظيف أعضائه بعد استخدام المرحاض وغسل يديه بعد ذلك.

التخلص من الحفاظات: بعد أسبوعين أو 3 من التدريب الناجح في استخدام الحمام والبقاء جافا خلال النهار، يمكن التخلص من الحفاظات.

وفي حال مقاومة الطفل التدريب على استخدام الحمام، لا يجوز الإصرار على إكماله، فقد يكون الطفل غير مستعد. يجب التوقف فورا عن التدريب والعودة إلى الحفاظات ومنحه مهلة إضافية.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.