تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء أمس الثلاثاء عن موقف بلاده إزاء أزمة الغذاء العالمي والمشاكل التي تعيشها أوروبا بسبب نقص إمدادات الغاز، وبينما هزت انفجارات قوية مدينة خاركيف بشرقي أوكرانيا، اتهم البيت الأبيض موسكو بالعمل على ضم المزيد من أراضي أوكرانيا.

وقد اشترط الرئيس الروسي أن يرفع الغرب كلّ القيود التي فرضها على تصدير الحبوب الروسية لكي تسهّل موسكو تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة حاليا بسبب الهجوم الروسي.

وخلال مؤتمر صحافي بطهران عقب قمّة جمعته مع نظيريه الإيراني والتركي، قال الرئيس الروسي “سنعمل على تسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية، لكنّنا ننطلق من فكرة أنّه سيتمّ رفع كل القيود المتعلقة بالنقل الجوي لصادرات الحبوب الروسية”.

وأكد الرئيس الروسي أنّ الأميركيين رفعوا عمليا القيود التي كانت مفروضة على تصدير الأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.

وتابع “إذا كانوا يريدون بصدق تحسين الوضع في أسواق الغذاء العالمية، فآمل أن يحصل الأمر نفسه مع صادرات الحبوب الروسية”.

وكان بوتين أعلن في وقت سابق أمس الثلاثاء إحراز تقدّم في المحادثات حول تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وشكر نظيره التركي رجب طيب أردوغان على “الوساطة” التي يقوم بها في هذا الملف.

مأزق الطاقة

وبشأن الغاز، أكّد بوتين أن شركة الغاز الروسية العملاقة “غازبروم” ستفي بـ”كامل” التزاماتها تجاه عملائها، في وقت خفّضت فيه إمداداتها إلى أوروبا في خضمّ الحرب في أوكرانيا.

وأضاف أن الأوروبيين يحاولون تحميل روسيا وغازبروم المسؤولية عن كل الأخطاء التي يرتكبونها، مشيرا إلى أنّهم راهنوا على “مصادر طاقة غير تقليدية”.

وأكد الرئيس الروسي أنّ “غازبروم مستعدّة لضخ الكميات اللازمة” من الغاز، مشيرا إلى أن الغرب وقع في مأزق لأنه فرض عقوبات على موسكو و”أغلق” قنوات كانت تستخدم لإيصال المحروقات الروسية إلى أراضيه.

وخفّضت غازبروم في الأسابيع الأخيرة شحنات الغاز عبر خط أنابيب “نورد ستريم” بنسبة 60% بدعوى حاجتها إلى “توربين” أرسلته شركة سيمنز الألمانية إلى كندا للصيانة.

وندّدت الحكومة الألمانية بهذا الخفض، معتبرة أنه نتيجة قرار “سياسي” اتّخذه الكرملين للضغط على الغرب، الذي يدعم أوكرانيا في الحرب الدائرة بينها وبين روسيا.

واستندت شركة الغاز الروسية العملاقة إلى “القوة القاهرة” لإخلاء مسؤوليتها من التخفيضات الهائلة التي لحقت بإمداداتها من الغاز إلى أوروبا.

تطورات الحرب

وبشأن مساعي وقف الحرب في أوكرانيا، قال بوتين إن موسكو لا ترى أي رغبة من كييف في التمسك ببنود ما قال إنه اتفاق سلام أولي جرى التوصل إليه في مارس/آذار الماضي. وأضاف أن السعودية والإمارات تعرضان الوساطة.

ميدانيا، هزت سلسلة انفجارات عنيفة مقاطعة خاركيف شمالي شرقي أوكرانيا.

ومن جانبه، قال بافلو كيريلينكو مقاطعة دونيتسك إن شخصا واحدا على الأقل قتل أمس الثلاثاء في هجوم روسي بالصواريخ على وسط مدينة كراماتورسك، مضيفا أن الهجوم أحدث انفجارات مدوية وأدى إلى نشوب حريق في مبنى سكني

وفي خيرسون جنوبي شرقي أوكرانيا، قال مسؤول إقليمي معين من روسيا أمس الثلاثاء إن القوات الأوكرانية قصفت جسرا رئيسيا في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في جنوبي أوكرانيا بصواريخ “هيمارس” التي زودتها بها الولايات المتحدة.

وفي مقطع فيديو نشرته وكالة “تاس” الروسية للأنباء، قال كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة التي عينتها موسكو لمنطقة خيرسون في جنوبي أوكرانيا، إن كييف قصفت جسر أنتونيفسكي وأصابته بأضرار لكن من دون أن يلحق أذى بأحد.

والجسر الذي يبلغ طوله كيلومترا واحدا هو إحدى نقطتي عبور فقط إلى الأراضي التي تسيطر عليها روسيا على الجانب الغربي من النهر، وهي الأراضي التي تشمل خيرسون المدينة الرئيسية في المنطقة والتي كان يقطنها 280 ألف نسمة قبل بدء الحرب الروسية على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط الماضي.

تكرار سيناريو القرم

في سياق متصل، اتّهم البيت الأبيض روسيا بـ”السعي لضمّ أراضٍ أوكرانية” سيطرت عليها في الأشهر الأخيرة، مؤكّدا أن موسكو تستخدم “الطريقة” نفسها التي استخدمتها عندما ضمّت شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014.

وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين إنّ الحكومة الروسية لديها خطط مفصّلة لضم عدد من المناطق في أوكرانيا، بما في ذلك خيرسون وزاباروجيا وكلّ مناطق دونيتسك ولوغانسك.

وأضاف أن السلطات “غير الشرعية” التي فرضتها موسكو في هذه المناطق “ستنظّم استفتاءات مزيّفة بشأن إعادة الاتحاد مع روسيا ربّما في سبتمبر/أيلول المقبل خلال الانتخابات المحلية الروسية”.

وأكد كيربي أنّ روسيا تعمل أيضا على إنشاء مصارف روسية في هذه المناطق لتعميم استخدام الروبل فيها، وتجبر السكّان على التقدّم بطلبات للحصول على الجنسية الروسية، وتفرض أتباعها في الأجهزة الأمنية وفي الوقت عينه تخرّب الإنترنت المدني، على حد قوله.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.