توقع الجيش الأوكراني أن تكثف القوات الروسية هجماتها في دونيتسك بإقليم دونباس (شرقي أوكرانيا)، وأكد أنه قصف مواقع لها في خيرسون (جنوب)، في حين اتهمت موسكو واشنطن بدفع العالم نحو حرب نووية.

وقالت قيادة الأركان الأوكرانية -اليوم الثلاثاء- إن هناك مؤشرات على أن القوات الروسية تستعد لتكثيف العمليات القتالية باتجاه مدينتي كراماتورسك وباخموت في مقاطعة دونيتسك التي تشكل مع مقاطعة لوغانسك إقليم دونباس، الذي تسعى روسيا للسيطرة عليه بالكامل.

وتعد كراماتورسك المركز الإداري لدونيتسك، ولا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية على غرار مدينة سلوفيانسك.

وبعد سيطرتها شبه الكاملة الأسبوع الماضي على مقاطعة لوغانسك، حوّلت القوات الروسية تركيزها إلى مقاطعة دونيتسك وكثفت القصف، تمهيدا لهجوم محتمل واسع النطاق.

وفي تقييم جديد لها للتطورات على الأرض، قالت الاستخبارات البريطانية -اليوم الثلاثاء- إن القوات الروسية تواصل هجومها على طول طريق الإمداد الرئيسي باتجاه مدينتي  كراماتورسك وسلوفيانسك.

وأضافت أن وزارة الدفاع الروسية قد تلجأ إلى التجنيد غير التقليدي بسبب نقص في أفراد قواتها المسلحة، مشيرة إلى أن التجنيد قد يشمل أفرادا من السجون الروسية لصالح شركة فاغنر العسكرية الخاصة.

وكان مراسل الجزيرة أفاد باستمرار القصف الروسي على طول خط الجبهة في مقاطعة دونيتسك، ويأتي ذلك في وقت يواصل فيه الروس تعبئة قوات احتياط وعربات عسكرية، تمهيدا لتصعيد الهجمات في دونيتسك.

وارتفعت إلى أكثر من 30 قتيلا حصيلة القصف الروسي الذي استهدف -مساء السبت الماضي- بلدة تشاسيف يار جنوب شرق مدينة كراماتورسك بمقاطعة دونيتسك.

القصف والمعارك

وفي تطورات ميدانية أخرى، أفاد مراسل الجزيرة بوقوع سلسلة انفجارات فجر اليوم الثلاثاء في مقاطعة ميكولايف (جنوبي أوكرانيا)، وذلك بعد يوم من مقتل 6 أشخاص في قصف روسي.

وقال المراسل إن قصفا متبادلا بين القوات الأوكرانية والروسية ظل متواصلا طوال الليل على أطراف المدينة.

من جهته، قال رئيس الإدارة العسكرية في خاركيف (شمال شرق)، أوليغ سينيغوبوف، إن القوات الروسية أطلقت 15 صاروخا من طراز “كروز” باتجاه أوكرانيا خلال الليلة الماضية، أصابت خاركيف ومناطق أخرى.

وأفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي صفارات الإنذار فجر اليوم الثلاثاء في العاصمة الأوكرانية كييف وعدد من المدن الشمالية والغربية للبلاد.

واتهم القائد العسكري الأوكراني القوات الروسية بتعمّد قصف السكان المدنيين والبنى التحتية المدنية، وفق تعبيره.

في هذه الأثناء، قال الجيش الأوكراني إنه يواصل قصف مواقع تمركز القوات الروسية في خيرسون وأطراف ميكولايف.

وكان مستشار الرئاسة الأوكرانية أولكسي إريستوفيتش قال إن قوات بلاده استهدفت مستودعا للذخيرة في منطقة نوفايا كاخوفكا بمقاطعة خيرسون الخاضعة للسيطرة الروسية، مشيرا إلى أنه كان يحتوي على أكثر من 40 شاحنة وقود قرب ذخائر مخزنة.

ونشر إريستوفيتش -على صفحته الرسمية عبر تطبيق تليغرام- مقطع فيديو يظهر انفجارا كبيرا يشير فيه إلى أنه في الموقع المستهدف.

في المقابل، أعلنت الإدارة التابعة لروسيا في خيرسون أن القوات الأوكرانية قصفت مستودعات أسمدة في نوفايا كاخوفكا بصواريخ “هيمارس” الأميركية، مما أدى إلى وقوع انفجارات ضخمة ومقتل 7 وإصابة 70 آخرين.

وتشن القوات الأوكرانية هجمات مضادة في أرياف مقاطعتي خيرسون وزاباروجيا، وأكد قادتها أنهم استعادوا عدة بلدات وقرى خلال الأيام الماضية.

وكانت قيادة العمليات الجنوبية في الجيش الأوكراني قالت إن القوات الروسية تبقى خلف الخطوط الدفاعية ولا تتقدم، في حين ذكر الأمين العام لمجلس الأمن والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف أن “التفوق العددي للجيش الروسي يتم تعويضه بدقة الصواريخ والمدفعية التي تملكها أوكرانيا”.

وفي وقت سابق، وجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزير دفاعه أوليكسي ريزنيكوف بوضع خطة لاستعادة المناطق المحتلة جنوبي البلاد.

سفن أجنبية

في هذه الأثناء، أعلنت البحرية الأوكرانية وصول أول 8 سفن أجنبية إلى موانئ أوكرانية لتصدير المنتجات الزراعية عبر مصب بيستر لقناة الدانوب والبحر الأسود.

وقالت البحرية الأوكرانية إن استخدام القناة أصبح ممكنا بفضل ما وصفته بتحرير جزيرة الأفعى من المحتلين الروس، مما يسمح للقوات الأوكرانية بالسيطرة البرية والجوية الجزئية جنوبي البلاد.

وكان الجيش الأوكراني أعلن -أول أمس الأحد- أنه فتح ممرا للسفن عبر مصب بيستر على البحر الأسود للعمل على نقل المنتجات الأوكرانية الزراعية، لا سيما الحبوب.

وأضاف أن هذه الخطوة جاءت نتيجة رئيسة لاستعادته جزيرة الأفعى التي أخلتها القوات الروسية نهاية يونيو/حزيران الماضي.

وحالت سيطرة روسيا على عدد من الموانئ الأوكرانية ومحاصرتها موانئ أخرى على البحر الأسود دون تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية، لا سيما الحبوب، وأدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الغذاء عالميا، وأثار مخاوف من مجاعات في بعض الدول.

مواجهة نووية ومفاوضات محتملة

على صعيد آخر، قالت الخارجية الروسية اليوم الثلاثاء إن واشنطن تصل إلى حافة صراع خطير بين دولتين نوويتين بإطلاقها مواجهة مع روسيا بسبب أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا إن الولايات المتحدة وحلفاءها، بإطلاقهم العنان لما وصفتها بالمواجهة الهجينة مع روسيا بشأن أوكرانيا، يضعون العالم على شفا حرب نووية، وإن محاولات إلقاء اللوم على موسكو في ذلك أمر غير مقبول على الإطلاق، مضيفة أن الولايات المتحدة وحلفاءها دفعوا الأمور باتجاه حافة مواجهة عسكرية مفتوحة مع روسيا.

وقالت إن ذلك يعني صراعا مسلحا مباشرا للقوى النووية، وإن مثل هذا الاشتباك سيكون محفوفا بالتصعيد النووي، وفق تعبيرها.

وتابعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن “المحاولات لأغراض دعائية لتشويه منطق الردع الذي تستند إليه التعليقات الروسية الرسمية بشأن القضايا النووية وتقديمنا على أننا دولة تهدد بالأسلحة النووية أمر غير مقبول على الإطلاق”.

وكانت موسكو لوحت بعدة خيارات، بينها نشر أسلحة نووية، إذا وصل توسع حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) إلى حدودها.

وفي ما يتعلق بتسوية محتملة مع أوكرانيا، عبّرت الخارجية الروسية عن استعداد موسكو للتفاوض مع كييف إذا تم أخذ الموقف الروسي بعين الاعتبار بالشكل المناسب.

وقالت الوزارة إن من السابق لأوانه الحديث عن احتمال مشاركة الأمم المتحدة لتكون وسيطا في المفاوضات الروسية الأوكرانية.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.