|

حسنا، نحن لم نبالغ بوصفها بأنها أخطر شركة في العالم، لكن الغريب أن هذه الشركة لا تقع في الولايات المتحدة أو في الصين ولا حتى في روسيا، بل إنها لا تقع في أيٍّ من الدول الأعضاء في مجموعة العشرين. في الحقيقة، تقع شركة “TSMC” التي تحتكر معظم إنتاج العالم من الرقاقات عالية التقنية، التي توجد شرائحها على الأرجح في الكثير من أجهزتك الإلكترونية ومنها حاسوبك أو هاتفك الذي تتصفح هذا التقرير منه الآن، في جزيرة صغيرة تبعد 140 كيلومترا عن شواطئ الصين وتتجاوز مساحتها بالكاد 36 ألف كيلومتر، ولا يعترف باستقلالها سوى 22 دولة فقط من أصل 196 دولة حول العالم، ألا وهي تايوان.

تنتج الشركة التايوانية ثلثي ما يستهلكه العالم سنويا من الشرائح الإلكترونية وأكثر من 90% من الرقاقات الأكثر تطورا، وتتجاوز قيمتها السوقية 300 مليار دولار، ما يجعلها ثاني أكبر شركة في آسيا من حيث القيمة بعد شركة أرامكو السعودية، ومن العشرين الأكبر عالميا، ولكن بصرف النظر عن قيمتها السوقية، وبالنظر إلى أهمية وحساسية المنتج الذي توفره، تحتل الشركة مكانة حاسمة في الصراع التقني والعسكري المحتدم بين الصين والولايات المتحدة.

تأسست “شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة” (TSMC) عام 1987 بمباردة حكومية، وهي تُصنِّع الرقاقات الإلكترونية اليوم لصالح شركات عديدة مثل “أبل” و”إنفيديا” و”كوالكم”، وغيرها من آلاف الشركات. للتعرف على حجم سيطرة الشركة ربما علينا أن نشير إلى أنه قبل ثلاثين عاما، حين كانت “TSMC” قد شرعت لتوِّها في صناعة الرقاقات الإلكترونية، كانت شركة “إنتل” (Intel) الأميركية تصنع نحو 65% من الرقاقات الإلكترونية في العالم، أما اليوم، فتُصنِّع “إنتل” أقل من 10%، في حين تهيمن الشركة التايوانية على سوق الرقاقات.

في هذا الفيديو من ميدان، نتعرف عن قرب على قصة نشأة شركة أشباه الموصلات التايوانية وأسرارها، وكيف تحولت تايوان، الجزيرة الصغيرة، إلى معقل لواحدة من أهم الصناعات في العالم، وكيف استطاعت الحفاظ على موقعها متفوقة على عمالقة التقنية الأميركيين. كما نتطرق إلى مكانة الشركة في صراع الهيمنة التقني بين واشنطن وبكين، وصولا إلى السؤال الأصعب: ماذا إذا قامت حرب في تايوان قريبا؟ هل ستتدخل الولايات المتحدة للدفاع عنها من أجل حماية مصالحها في صناعة الرقائق؟ وكيف يمكن أن يتأثر العالم بمثل هذا السيناريو؟

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.