ذكر تقرير نشرته صحيفة فزغلياد الروسية أن الغرب يدرك جيدا أنه يستحيل إلحاق هزيمة ساحقة بروسيا في حربها على أوكرانيا، لذلك يكتفي بتقديم ما يلزم من دعم عسكري وسياسي على أمل إلحاق أكبر ضرر ممكن بالغريم الروسي.

وبحسب التقرير فإن الصحف الغربية نفسها عكست آراء نخب سياسية في الولايات المتحدة وأوروبا توضح أنه يستحيل هزيمة روسيا في هذه الحرب، والمطلوب توحيد الجهود لتمهيد الطريق نحو مباحثات سلام تنهي الصراع.

ونقل تقرير فزغلياد عن الخبير في الشؤون الأميركية مالك دوداكوف قوله إن حديث الإعلام الغربي عن خيارات إنهاء الأزمة الأوكرانية يشير إلى حقيقة الوضع المحرج الذي وجد فيه السياسيون أنفسهم مع صعوبة التعامل مع الناخبين الذين سئموا تداعيات الحرب.

وأضاف دوداكوف أن الغرب يساعد القوات المسلحة الأوكرانية بتوفير الأسلحة المتنوعة لتحسين الوضع في الجبهة ووقف التقدم الروسي في دونباس، وقطع الممر البري إلى شبه جزيرة القرم أمامها.

وأكد أنه وفقا للخطة المرسومة من قبل الغرب، يجب أن تجري هذه الأحداث في الربيع أو الصيف. وبناء عليه، يمكن البدء في المفاوضات في الخريف، لكن في حال فشل ذلك، يمكن الحديث عن مفاوضات إنما بشروط ملائمة لروسيا.

ترتيب أوضاع

ونقل التقرير عن رئيس المجلس الاستشاري الروسي للشؤون الدولية والأمن فيودور لوكيانوف قوله إن الولايات المتحدة تريد ترتيب الوضع حول الصراع الأوكراني بنفسها، موضحا أنه على الرغم من أن تصريحات دول البلطيق وبولندا تتماشى مع المنطق العام لتصرفات الأميركيين، فإنها تتخطى أحيانا حدود المنطق حتى بالنسبة لواشنطن.

وحسب لوكيانوف فإنه حتى إذا تحدث قادة دول البلطيق عن أهمية هزيمة روسيا على جميع الأصعدة، فإن الولايات المتحدة تدرك صعوبة إلحاق الهزيمة الكاملة بروسيا، وهو خيار لا يصب في صالحها من نواح كثيرة.

كما نقل التقرير عن رئيس مجلس الشؤون الدولية الروسي أندريه كورتونوف قوله إن الدعوات الراديكالية لهزيمة روسيا في الصراع الأوكراني موجودة منذ فترة.

ويضيف أن الولايات المتحدة والغرب يدركون أنهم لن يستفيدوا من إلحاق هزيمة كاملة بروسيا، لأن ذلك سيؤدي حتما إلى تعزيز نفوذ الصين، ومن شأنه خلق فراغ في مناطق آسيا الوسطى وجنوب القوقاز وحتى الشرق الأوسط.

وخلص كورتونوف إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن يحاول الحفاظ على الموقف الذي يتيح له خيارات مختلفة لإنهاء الصراع، والاحتفاظ بجميع الأوراق الرابحة، دون توزيعها بين الجهات الموالية للولايات المتحدة.

أكبر ضرر

وبحسب تقرير فزغلياد، يتبنى مندوب حقوق الإنسان في وزارة الخارجية الروسية كونستانتين دولغوف رأيا مماثلا بقوله إن الغرب يدرك في الوقت الراهن استحالة هزيمة روسيا في أوكرانيا.

وأضاف دولغوف أن الإستراتيجية الأميركية لا تحظى بدعم جماعي من النخب الحاكمة في الولايات المتحدة وحتى في أوروبا، مؤكدا أن مسار الأميركيين واضح ويهدف إلى إلحاق أكبر قدر من الضرر بموسكو على جميع الأصعدة، ومواصلة توفير المعدات لاستنزاف الموارد الروسية رغم فقدان أمل انتصار أوكرانيا.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.