يستكشف الأطفال الصغار والرضع العالم من حولهم، ويعد رمي الأشياء على الأرض إحدى تلك التجارب الاستكشافية، لكن قد يصبح إلقاء الأشياء في أوقات معينة أمرا غير صحيح وغير مقبول، وقد يؤثر بشكل سلبي على شخصية الطفل. من المهم أن تعرف الأم لماذا يرمي صغيرها الأشياء، ومتى يبدأ هذا السلوك، وكذا سبل إثنائه عن ذلك؟

لماذا يرمي الصغار الأشياء؟

تختلف أسباب رمي الأطفال للأشياء، وعلى الأم إدراكها حتى تستطيع التعامل معها. ومن تلك الأسباب بحسب موقع “بارينتينج فيرست كراي” (Parenting.firstcry):

  • التعبير عن المشاعر

يجد الصغير صعوبة في التواصل والتعبير عن مشاعره من خلال الكلمات، وفي هذه الفترة من العمر عادة ما يتواصل من خلال الأفعال، مثل البكاء أو رمي الأشياء. ويمكن أن يكون رمي الأشياء وسيلة للتعبير عن الغضب أو الحزن أو الشعور بالتعب أو الجوع.

يتمتع الطفل عادة بالفضول والرغبة في الاستكشاف، وقد يكون رمي الأشياء وسيلة يستخدمها لاستكشاف محيطه وما يحدث فيه، وربما لمعرفة طبيعة هذه الأشياء وخصائصها وتأثيرها، وما سيحدث لها أو ما ستُحدثه إذا تم رميها.

يمكن أن يرمي الطفل الأشياء من أجل المتعة فقط، أو لأنه يشعر بالملل من اللعب بنفس اللعبة وبنفس الطريقة، فيبحث عن طرق مختلفة لاستخدام نفس الأشياء. وقد يكون مما يمتعه أن يرى الأشياء وهي ترتد على الأرضيات أو تتكسر أو تتناثر على الجدران.

رمي الأشياء أحد الأشياء التي يفعلها الطفل لجذب الانتباه والشعور بالاهتمام. قد يستخدم تلك الطريقة إذا وجد أمه مشغولة عنه، وربما يكررها باستمرار إذا نجحت في جذب الانتباه إليه.

متى يبدأ الأطفال رمي الأشياء؟

لا يدرك الصغار والرضع سبب سقوط شيء ما بدلا من ارتفاعه أو ارتداده، ولا يفهمون لماذا يحدث شيء ما ضوضاء عندما يصطدم بشيء آخر؟

ووفقا لموقع “بلاي ليرن ثريف” (Playlearnthrive) يبدأ الأطفال برمي الأشياء في عمر 12 شهرا تقريبا، وبحلول سن 18 شهرا تقريبا يبدؤون في التحكم في عضلاتهم والتنسيق الجيد بين اليد والعين، ويكونون قادرين على رمي الأشياء لمسافات أبعد من ذي قبل.

إذا لم يتم إيقاف الطفل في الوقت المناسب فقد يكرر سلوك رمي الأشياء في أي مكان وأي وقت (بيكسابي)

تأثير رمي الأشياء

في حال أصبح رمي الأشياء عادة متأصلة ونمطا سلوكيا لدى الطفل، فقد يطور لديه سلوكيات أخرى سيئة بحسب موقع “مام جانكشن” (Momjunction) ومن تلك السلوكيات:

إذا لم يتم إيقاف الطفل في الوقت المناسب، فقد يكرر ذلك السلوك في أي مكان وأي وقت، بغض النظر عما إذا كان ذلك مناسبا. ومع اعتياده ذلك يصبح غير منضبط وغير مهتم إلا بما يريده فقط.

في حال عدم تقويم العادات غير الملائمة، فقد تصبح جزءا لا يتجزأ من شخصية الطفل، إذ يكبر على الاعتقاد بأنه من المقبول رمي الأشياء للتعبير عن الغضب أو الإحباط. وقد تستمر تلك العادة حتى سنوات مراهقته وتتطور إلى عنف أكبر.

الصغار الذين يرمون الأشياء قد يزيدون من مخاطر الحوادث لهم ولأفراد الأسرة الآخرين، كالإصابات والجروح وحتى تحطيم الأشياء القيمة.

الحل

ينصح موقع “بيبي سنتر” (Babycenter) الأم باتباع بعض الإستراتيجيات التي من شأنها أن تثني الطفل عن رمي وإلقاء الأشياء، ومن بينها:

من الطبيعي أن يلقي  الصغير الأشياء على الأرض، لأن ذلك أحد أشكال التعبير عن مشاعره ما دامت تعوزه الكلمات. ويعد تفهم الأم لهذا الفعل أولى الخطوات لمعرفة السبب وراءه، هل بغرض الاستكشاف؟ أم الغضب؟ أم التعب؟ حتى تستطيع التعامل مع ذلك السلوك وتبعاته.

إذا كانت الأم تلقي الأشياء بشكل عرضي في البيت فمن الطبيعي أن يحاكي الطفل سلوكها (بيكسابي)

هناك بعض الأشياء التي يمكن للصغير رميها بغرض اللعب والاستكشاف، ودور الأم أن تحدد هذه الأشياء، مثل رمي الكرات الخفيفة داخل سلة، أو بعض الألعاب التي لا يشكل رميها خطرا.

كما يجب على الأم أن تنتبه وتثني طفلها عن رمي الأشياء الخطيرة أو الثقيلة، وتبعدها عن متناوله، وأن تعلمه أن هذا السلوك جيد لكن له حدودا، وأن عليه أن يمارسه دون أن يشكل خطرا على نفسه أو على غيره أو على محيطه.

  • التجاهل أحيانا

منذ الأيام الأولى التي يبدأ فيها الطفل رمي الأشياء، قد يكون تجاهل سلوكه هذا أمرا فعالا، فلو اكتشف أنه يستطيع جذب انتباه أمه بذلك فسيعمل على تكراره كثيرا.

الصغار يتعلمون من خلال التكرار، فإذا كان الطفل يلقي الأشياء على أقرانه، أو يلقي أشياء ثقيلة أو يمكن أن تسبب ضررا، فيجب على الأم التفاعل معه وإثناؤه عن ذلك بهدوء كل مرة وبنفس الطريقة، وأن توضح له أن ما يفعله ليس صحيحا.

  • التعبير بالكلمات

إذا لاحظت الأم أن الطفل يلقي بالأشياء عندما يشعر بالغضب، لابد من تشجيعه على التعبير عن شعوره، وتدريبه على ذلك باستخدام كلمات بسيطة مثل “لا أريد اللعب الآن” أو “أنا غاضب منك” وكذلك في حالة الجوع أو الشعور بالألم.

في حال كرر الطفل إلقاء الأشياء غير المسموح بها، فلا بأس أن تخبره الأم بأنها غير سعيدة بسلوكه من خلال نبرة صوت قوية وحازمة، وإن لم يلتزم يمكن أن تمنعه من اللعب وتسحب منه الأشياء التي يلقيها ويلعب بها.

يتعلم الطفل من خلال متابعة سلوك أمه، فإذا كانت تلقي الأشياء بشكل عرضي في البيت، فمن الطبيعي أن يحاكي الطفل سلوكها، ومن الضروري أن تكون الأم مثالا جيدا لطفلها.

ويمكن للأم أن تتحرك في البيت مع الطفل وتلقي الجوارب في سلة الغسيل والألعاب في صندوق الألعاب، من خلال ذلك يتعلم الطفل الأشياء المسموح برميها والمكان المخصص لذلك.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.