قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الروسية تقصف مواقع أوكرانية على الخطوط الأمامية بالمدفعية، وإن المنطقة الشرقية وحدها تعرضت لما يقرب من 400 ضربة أمس الأحد، في حين أدانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قصف محطة زاباروجيا النووية، واعتبرت أنه يهدد بكارثة نووية كبرى.

وقال زيلينسكي في خطاب مصور “أعنف المعارك، مثلما كان من قبل، تقع في منطقة دونيتسك. ورغم وقوع عدد أقل من الهجمات اليوم (الأحد) بسبب سوء الأحوال الجوية، فإن حجم القصف الروسي لا يزال للأسف مرتفعا للغاية”.

وأضاف “في منطقة لوغانسك، نتحرك ببطء إلى الأمام أثناء القتال”، وأن القوات في الجنوب “تدمر بشكل ثابت ومحسوب إمكانات المحتلين” حسب تعبيره.

وسحبت روسيا قواتها من مدينة خيرسون الجنوبية هذا الشهر ونقلت بعضها لتعزيز مواقعها في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الشرقيتين، في منطقة صناعية تعرف باسم دونباس.

وقالت كييف يوم السبت إن نحو 60 جنديا روسيا قُتلوا في هجوم مدفعي بعيد المدى في الجنوب، وهي المرة الثانية خلال 4 أيام التي تزعم فيها أوكرانيا أنها تسببت في خسائر كبيرة في هجوم واحد.

كما قال الرئيس زيلينسكي إن روسيا استخدمت 4 آلاف و700 صاروخ منذ بداية الحرب، وإن قواتها تسببت بإحراق مئات المدن والبلدات، وقتلت مئات الآلاف من البشر، وأن الملايين من اللاجئين غادروا إلى دول أخرى.

وأكد الرئيس الأوكراني على ضرورة وقف ما وصفه بالعدوان الروسي لتكون عودة السلام ممكنة. وقالت الرئاسة الأوكرانية إن محاولات الغرب إقناع كييف بالتفاوض مع موسكو غريبة، وتصل حد المطالبة بالاستسلام.

مدفيديف: كييف مدينة روسية وستتم استعادتها

من ناحية أخرى؛ قال ديمتري مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إن العاصمة الأوكرانية كييف هي مدينة روسية وستتم استعادتها أيضا.

وقال مدفيديف إن ما يكتبه على تليغرام يأتي في سياق الرد على التهديدات الأوكرانية باستعادة شبه جزيرة القرم، بحسب ما نقلت قناة روسيا اليوم.

وتابع مدفيديف أن كييف هي أولا عاصمة روسيا القديمة، وهي ثانيا من المدن الروسية الكبرى إبان الإمبراطورية الروسية، وثالثا هي عاصمة إحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي.

وخلص إلى أن كييف -ببساطة- مدينة روسية لطالما فكر وتحدث سكانها باللغة الروسية.

تعاون إيراني روسي في صناعة المسيرات

من جهة أخرى، نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا جاء فيه أن إيران ستساعد روسيا لبدء تصنيع مئات الطائرات المسيرة على الأراضي الروسية، وفقا لمعلومات استخبارية جديدة اطلعت عليها وكالات أمنية أميركية وغربية أخرى.

ويؤكد مسؤولون غربيون أن الاتفاق إذا تحقق بالكامل سيمثل تعميقا إضافيا للتحالف الروسي الإيراني، الذي قدم بالفعل دعما حاسما لحملة موسكو العسكرية المتعثرة في أوكرانيا.

ويمكن لروسيا أن تزيد بشكل كبير من مخزونها من أنظمة الأسلحة الرخيصة نسبيا وشديدة التدمير، التي غيرت في الأسابيع الأخيرة طابع حرب أوكرانيا.

وقال المسؤولون إنه لم يتضح نوعُ المساعدة التي تطلبها طهران من موسكو في المقابل، بخلاف الأموال والمزايا التي تأتي من تعزيز التحالف، في حين أفادت وسائل إعلام غربية أن إيران ربما تسعى للحصول على مساعدة نووية إضافية مقابل مساعدتها في الحملة العسكرية الروسية.

قصف محطة زاباروجيا النووية

وقد تعرضت محطة زاباروجيا الأوكرانية للطاقة النووية، التي تسيطر عليها روسيا، لقصف أمس الأحد، مما أثار إدانة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة التي قالت إن مثل هذه الهجمات قد تتسبب في حدوث كارثة كبرى.

وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن أكثر من 10 انفجارات هزت أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا مساء السبت ويوم الأحد. وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بقصف المنشأة.

وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي إن “الأخبار الواردة من فريقنا أمس وهذا الصباح مزعجة جدا”.

وأضاف “حدثت انفجارات في موقع هذه المحطة النووية الكبرى، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق. أيا كان من يقف وراء ذلك، يجب أن يتوقف على الفور. كما قلت مرات كثيرة قبل ذلك، أنتم تلعبون بالنار”.

ونقلا عن معلومات من إدارة المحطة، قال فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية هناك إن أضرارا لحقت ببعض المباني والأنظمة والمعدات في الموقع لكن أيا منها لا يشكل أي خطورة على السلامة والأمن النوويين حتى الآن.

وقال غروسي في بيان صدر في وقت لاحق اليوم الأحد إن الفريق يعتزم إجراء تقييم للأضرار اليوم الاثنين؛ لكن شركة الطاقة النووية الروسية روس إنيرجو آتوم قالت إنه ستكون هناك قيود على ما يمكن للفريق أن يفحصه.

وقال رينات كارتشا مستشار الرئيس التنفيذي للشركة لوكالة تاس للأنباء “إنهم يفسرون تفويضهم على أنه ليس له حدود. الأمر ليس كذلك”.

وأضاف “إذا كانوا يريدون تفتيش منشأة لا علاقة لها بالسلامة النووية، فلن يتم السماح لهم بدخولها”.

وأثار القصف المتكرر للمحطة الواقعة في جنوب أوكرانيا، والتي سيطرت عليها روسيا بعد فترة وجيزة من بدء حربها على أوكرانيا في فبراير/شباط، مخاوف من احتمال وقوع حادث خطير على بعد 500 كيلومتر فقط من موقع أسوأ حادث نووي في العالم، وهو كارثة تشرنوبيل عام 1986.

وتبادلت كييف وموسكو الاتهامات بمهاجمة المحطة والمخاطرة بوقوع حادث نووي عدة مرات خلال الحرب، وشهد أمس أحدث تبادل للاتهامات بهذا الشأن.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.