يحتفل العالم بأسبوع التمنيع العالمي 2022، من 24 إلى 30 أبريل/ نيسان الجاري، ويهدف إلى تسليط الضوء على العمل الجماعي اللازم لتعزيز استخدام اللقاحات من أجل حماية الأفراد على اختلاف أعمارهم من الأمراض، وفقا لموقع منظمة الصحة العالمية.

اللقاحات أنقذت الملايين من الموت

قال سليم بدور، العالم التركي المختص في الفيروسات والمناعة، إنه بفضل اللقاحات تم إنقاذ حياة 20 مليون شخص أصيبوا بأمراض مميتة، بين عامي 2000 و2021.

وأضاف الطبيب التركي -في حديث للأناضول- أن اللقاحات أسهمت أيضا خلال الفترة المذكورة، في منع 500 مليون مرض، و9 ملايين إعاقة دائمة.

وشدد على أن هذه المعطيات تؤكد أهمية اللقاحات بالنسبة إلى صحة المجتمع.

وأوضح أن مرض السحايا هو من أكثر الأمراض التي يمكن تجنب الإصابة بها عبر اللقاحات.

وأفاد بأن اللقاحات تسهم في إنقاذ حياة حوالي 5 ملايين مريض من الموت سنويا.

من جهتها، تقول منظمة الصحة العالمية “أصبح لدينا الآن لقاحات للوقاية من أكثر من 20 مرضا مهددا للحياة، مما يساعد الناس من جميع الأعمار على العيش حياة أطول وأكثر صحة. ويقي التمنيع حاليا مما يتراوح بين مليونين و3 ملايين حالة وفاة كل عام بسبب أمراض مثل الدفتيريا والكزاز والسعال الديكي والإنفلونزا والحصبة”.

#أسبوع_التمنيع_العالمي منظمة الصحة العالمية WHO لقاحات لقاح تطعيم التطعيم

ما التطعيم؟

التطعيم طريقة بسيطة ومأمونة وفعالة لحماية الأشخاص من الأمراض الضارة قبل التعرض لها. ويستخدم التطعيم وسائل الدفاع الطبيعية لجسمك لبناء القدرة على مقاومة أمراض محددة، فضلا عن أنه يقوّي جهازك المناعي، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وتدرب اللقاحات جهازك المناعي على تكوين أجسام مضادة، تماما كما يحدث عندما يتعرض لمرض ما. ولكن، نظرا لأن اللقاحات تحتوي فقط على أشكال ميتة أو ضعيفة من الجراثيم مثل الفيروسات أو البكتيريا، فإنها لا تسبب المرض ولا تعرضّك لمخاطر مضاعفاته

وتُعطى غالبية اللقاحات عن طريق الحقن، في حين يُعطى البعض الآخر منها عن طريق الفم أو برشّها في الأنف.

كيف يعمل اللقاح؟

اللقاحات تحد من مخاطر الإصابة بالمرض من خلال ارتكازها على وسائل الدفاع الطبيعية لجسمك لبناء القدرة على حمايته. فعندما تتلقى اللقاح تكون هناك استجابة من جهازك المناعي، إذ إنه:

  • يتعرف على الجرثومة الغازية، مثل الفيروس أو البكتيريا.
  • ينتج الأجسام الأضداد (Antibodies)، وهي عبارة عن بروتينات ينتجها الجهاز المناعي بشكل طبيعي لمكافحة المرض.
  • يتذكر المرض وكيفية محاربته، إذا تعرضت للجرثومة في المستقبل، فسيكون بوسع جهازك المناعي تدميرها بسرعة قبل أن تشعر بالاعتلال.

وبناء على ذلك، فإن اللقاح هو وسيلة آمنة وذكية لتوليد استجابة مناعية في الجسم، دون أن يسبب المرض.

وتتمتع أجهزتنا المناعية بالقدرة على التذكّر. فبمجرد أن نتعرض لجرعة أو عدة جرعات من اللقاح، نظل عادة محميين من المرض لسنوات أو عقود أو حتى مدى الحياة. هذا ما يجعل اللقاحات فعالة للغاية، إذ إنها تهدف أولا إلى وقايتنا من المرض قبل اللجوء إلى العلاج بعد الإصابة به.

ما الأمراض التي تقي منها اللقاحات؟

تحمي اللقاحات من أمراض مختلفة عديدة، بما في ذلك:

  • الكوليرا
  • الدفتيريا (الخُناق)
  • التهاب الكبد البائي B
  • الإنفلونزا
  • التهاب الدماغ الياباني
  • الحصبة
  • التهاب السحايا
  • النُكاف
  • الشاهوق
  • الالتهاب الرئوي
  • شلل الأطفال
  • داء الكلب
  • الفيروسة العجلية (Rotavirus)
  • الحصبة الألمانية
  • الكزاز
  • التيفود
  • الحُماق (جدري الماء)
  • الحمى الصفراء
  • سرطان عنق الرحم

ويجري حاليا إعداد أو تجربة بعض اللقاحات الأخرى، بما في ذلك اللقاحات التي تحمي من الإيبولا أو الملاريا، ولكنها غير متاحة بعد على نطاق واسع على الصعيد العالمي.

هل اللقاحات آمنة؟

تؤكد منظمة الصحة أن “التطعيم يعد مأمونا، كما أن الآثار الجانبية للّقاح عادة ما تكون خفيفة ومؤقتة، مثل الشعور بألم في الذراع أو بحمى خفيفة. ويمكن أن تترتب عليه آثار جانبية أكثر خطورة، ولكن هذه الحالة نادرة جدا”.

وقبل الترخيص باستخدام لقاح ما، فإنه يخضع لاختبار دقيق ويمر بعدة مراحل من التجريب، كما أنه يُعاد تقييمه بانتظام بمجرد بدء استخدامه. ويرصد العلماء أيضا باستمرار المعلومات الواردة من عدة مصادر بحثا عن أي مؤشر يوحي بأن اللقاح قد يشكل خطرا على الصحة.

هل هناك آثار جانبية للقاحات؟

يمكن أن تسبب اللقاحات، مثل أي دواء، آثارا جانبية خفيفة مثل الحمى المنخفضة الدرجة أو الألم أو الاحمرار في موضع الحقن. وتختفي التفاعلات الخفيفة تلقائيا في غضون بضعة أيام.

ومن النادر جدا أن تترتب على اللقاح آثار جانبية وخيمة أو طويلة الأمد، فهناك احتمال واحد في المليون أن يسفر عن تفاعلات خطيرة.

وتخضع اللقاحات لرصد مستمر بغرض ضمان مأمونيتها والكشف عن الأحداث الضارة التي تعتبر نادرة، وفقا لمنظمة الصحة.

هل هناك ارتباط بين اللقاحات والتوحد؟

تؤكد منظمة الصحة العالمية أنه لا توجد أي بيّنات تدل على وجود ارتباط بين اللقاحات واضطراب التوحد، وقد تجلى ذلك في العديد من الدراسات التي أجريت على أعداد كبيرة جدا من السكان.

لكن من أين أتت هذه المغالطة بأن التطعيم يؤدي إلى التوحد؟

تعود هذه المغالطة إلى عام 1998 عندما نشر الطبيب أندرو وكفيلد دراسة في المجلة الطبية البريطانية “لانسيت” وشملت 12 طفلا مصابا بالتوحد، وزعم فيها أن المطعوم الثلاثي (MMR) الذي يعطى ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية قد يؤدي إلى الإصابة بالتوحد.

وبعد نشر الدراسة تم إجراء عدة مراجعات لها، وتبين الآتي:

  • المراجعون وصفوا البحث بـ”التزوير المتقن”. وتم إجراء عدة أبحاث لاحقة، لكن لم ينجح أي منها في إثبات مزاعم وكفيلد. في عام 2010 سحبت مجلة لانسيت الدراسة، وفي العام نفسه تم سحب ترخيص وكفيلد لممارسة الطب في المملكة المتحدة.
  • وفي قرار المجلس الطبي البريطاني بسحب الترخيص قال المجلس إن وكفيلد كان بإمكانه التراجع عن نتائج بحثه والاعتراف بوجود إشكاليات، ولكنه لم يفعل وتصرف بصورة غير صادقة وغير مسؤولة.
  • كما لفت إلى حادثة حصلت قام فيها وكفيلد بدفع 5 جنيهات إسترلينية لأطفال حضروا حفل عيد ميلاد مقابل تبرعهم بالدم لدراسة يجريها.
  • ورغم ثبات بطلان مزاعم وكفيلد فإن هذه الدراسة ما زال يستخدمها معارضو التطعيم لدعم مزاعمهم التي كثيرا ما يتم تقديمها مع مزاعم بوجود “مؤامرة” من قبل جهات معينة أو شركات الأدوية التي تصنع التطعيمات ولا تريد للناس معرفة الحقيقة للحفاظ على أرباحها على سبيل المثال.

وتؤكد منظمة الحصة العالمية أنه “يجب علينا جميعا أن نحرص على اتخاذ التدابير اللازمة لكي لا نتبادل إلا المعلومات العلمية الموثوقة عن اللقاحات والأمراض التي تقي منها”.

المصدر : الجزيرة + وكالات + منظمة الصحة العالمية + وكالة الأناضول

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.