مع كل زلزال كبير، يتساءل الناس عن كل شيء تقريبا، ليس فقط عن أعداد القتلى أو حالة المباني والطرق، بل كذلك عن جودة كل شيء في حياتهم، من الكهرباء وصولا إلى المياه بأنواعها، سواء الجوفية أو مياه الأنهار، فهل حقا تتأثر المياه بالزلازل؟

رواسب الزلازل

بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، فإن جودة المياه يمكن أن تتأثر بالزلازل، خاصة في المواقع التي يكون فيها الاهتزاز قويا بما يكفي للإحساس به، إذ يمكن أن تتعكر مياه الآبار بالرواسب القادمة من المسام والشقوق في الصخور التي تزود البئر بالمياه. لكن الهيئة تضيف أن ذلك غالبا ما يكون مؤقتا، ويستمر لساعات أو أيام فقط.

وبالنسبة لمياه الأنهار، فإن الأمر نفسه محتمل، حيث يمكن للاهتزاز الشديد أن يؤثر على تدفق الرواسب من المنطقة المحيطة بالأنهار، وقد يكون هناك خطر إضافي من التلوث الجرثومي في إمدادات المياه الخام.

لكن إحدى كبرى المشكلات التي تهتم بها الدول عادة بعد الزلازل هي فحص كل جوانب البنية التحتية، إذ يمكن أن تحدث تأثيرات أكثر خطورة على جودة المياه عندما تتسبب الزلازل القوية في إتلاف خطوط الصرف الصحي أو خطوط الغاز، مما قد يؤدي إلى صرف الملوثات في مياه الشرب.

معايير جودة المياه مثل التعكر واللون والأكسجين المذاب ودرجة الحموضة والتوصيل الكهربائي تتغير بالزلازل (غيتي)

دراسات فحصت الحالة

وكان فريق بحثي بقيادة علماء من الجامعة التكنولوجية الماليزية قد أشار في دراسة فحصت أثر الزلزال -الذي بلغت قوته 6 درجات على مقياس ريختر في منطقة رانوا الماليزية- على المياه القادمة لمحطات التصفية، إلى أن معايير جودة المياه المختلفة مثل التعكر واللون والأكسجين المذاب ودرجة الحموضة والتوصيل الكهربائي وإجمالي المواد الصلبة الذائبة قد تغيرت لمدة حوالي أسبوعين بعد الزلزال.

وقد أظهرت دراسة أخرى صدرت من جامعة دورهام البريطانية في 2015 أنه في الأشهر والسنوات التي تلي الزلزال، تظل الرواسب التي تحركها الانهيارات الأرضية فرصة للتسبب في تغير في درجة جودة المياه في الآبار والأنهار.

وقد فحصت هذه الدراسة ما حدث بعد زلزال ونتشوان المدمر عام 2008، والذي تسبب في أكثر من 57 ألف انهيار أرضي في جبال لونغمن شان في سيتشوان بالصين. ووجدت الدراسة أن الأنهار سوف تستغرق عقودا إلى قرون لإزالة الرواسب الدقيقة من الانهيارات الأرضية الناجمة عن الزلازل.

2018 Sulawesi Earthquake And Tsunami - stock photo Photo taken in Palu, Indonesia GettyImages-1270443549
التأثيرات الكيميائية للزلازل تكون بشكل عام صغيرة ومن غير المحتمل أن تشكل خطرا على صحة الإنسان (غيتي)

لكن لا تقلق

لكن في تلك النقطة يجب توضيح أن تلك التأثيرات الكيميائية التي تحدثت عنها الدراستان السابقتان تكون بشكل عام صغيرة، بحيث لا يمكن اكتشافها من دون معدات متخصصة، ومن غير المحتمل أن تشكل خطرا على صحة الإنسان.

أضف لذلك أن الإدارات المختصة على علم بهذا النوع من التغيرات، وتقوم فورا بسحب عينات لقياس جودة المياه من مناطق عدة بعد الزلازل، ثم بعد ذلك تضبط آليات تصفية المياه في محطات المياه لتلافي تلك التغيرات.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.