مدة الفيديو 01 minutes 12 seconds

لم يكن أحد يتوقع أن “العملية العسكرية الخاصة” الروسية في أوكرانيا ستطول إلى هذا الحد ولا أن كييف لديها فرصة لمقاومة الجيش الروسي العملاق، ولكن بعد 3 أشهر من الحرب، يبدو أن القناعة بأن روسيا ستنتصر بسهولة في هذه الحرب قد اهتزت؛ وبالتالي يظهر كل جانب تصميمه، فالأوكرانيون يصممون على الدفاع عن سيادتهم ووجودهم، والروس يركزون على العمل من أجل تفادي الهزيمة والإذلال، لترتفع الخسائر بين الطرفين بشكل كبير.

بهذه المقدمة، افتتحت صحيفة “لوفيغارو” (Le Figaro) الفرنسية تقريرا بقلم مايول ألدبير، قال فيه إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمر قواته يوم 24 فبراير/شباط الماضي، “بإلحاق أكبر عدد من الضحايا” بالقوات الروسية، لتبدأ حرب إنزاف يعاني فيها كلا الطرفين وتزهق فيها كثير من الأرواح.

ومع أن أيا من الطرفين لم يقدم حصيلة واضحة، فإن الرئيس الأوكراني ذكر أن ما بين 60 و100 جندي أوكراني يموتون يوميا في دونباس، كما أفادت وزارة الدفاع البريطانية مؤخرا أن الكرملين خسر عددا كبيرا من الجنود يضاهي ما كان قد فقده خلال الحرب التي شنها الاتحاد السوفياتي في أفغانستان.

وعلى الرغم من صعوبة تحديد الخسائر في النزاعات بشكل عام، فإن المعلومات المتاحة عبر الشبكات الاجتماعية وصور الحرب المباشرة، والمعلومات الاستخبارية تمكن من الحصول على صورة عن حجم هذه الخسائر، يقول محلل في وزارة القوات المسلحة الفرنسية إن “جمع هذه البيانات العامة يوفر الكثير من المعلومات، لا سيما مع الاستخدام النشط لوسائل التواصل الاجتماعي في النزاعات منذ الحرب في سوريا على وجه الخصوص”.

خسائر بشرية

وأشار الكاتب إلى أن هناك عدة مؤشرات تتيح الحصول على تقدير لعدد الجنود الذين لقوا حتفهم منذ بداية الحرب في أوكرانيا، منها على الجانب الروسي مثلا، أن الكرملين اعترف -في بيان بتاريخ 25 مارس/آذار الماضي- بمقتل 1351 جنديا، إلا أن الأوكرانيين يزعمون أن عدد القتلى الروس قد بلغ 30 ألفا.

وقد رجح الخبراء الذين قابلتهم صحيفة لوفيغارو أن عدد القتلى بين الجنود الروس في أوكرانيا يتراوح بين 12 ألفا و15 ألفا، وقد قدره الاختصاصي الأميركي مايكل كوفمان في منتصف مايو/أيار الماضي بأنه بين 10 آلاف و12 ألف قتيل.

أما على الجانب الأوكراني، فإن آخر بيان رسمي من كييف يعود إلى نهاية مارس/آذار الماضي، حين أشار زيلينسكي إلى مقتل 2500 أو 3 آلاف جندي، مع أن الخبراء يرون أن أوكرانيا ربما تكون فقدت نحو 15 ألف جندي، إلا أنه يجب أن يضاف إلى هذه الوفيات عدد الجرحى والجنود الذين خرجوا من الخدمة، ويقدرون عادة بـ3 مقابل كل قتيل.

الخسائر المادية

في هذه الحرب العنيفة -كما يقول الكاتب- تبدو الخسائر المادية كبيرة بسبب تصادم الدولتين اللتين تراهن كل منهما على إنهاك العدو، يقدم الكندي مايكل بوند جدولا كميا لهذه الخسائر استنادا إلى مدونة “أوريكس” (Oryx) الجادة التي تقدم إحصاء للخسائر المادية انطلاقا من صور الحرب.

وقد حددت البيانات المأخوذة من المصادر المفتوحة أن أكثر من 700 دبابة روسية قد فقدت على سبيل المثال، وإن كانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد أوصلت هذا العدد إلى ألف دبابة، إلا أن المؤكد هو أن الجيش الروسي فقد جزءا كبيرا من مخزونه في أثناء الحرب، حتى إنه الآن -حسب الباحث فيليب غروس- ينفض الغبار عن الدبابات القديمة للجيش السوفياتي السابق لتعويض هذه الخسائر التي قد تصل إلى 50% من القوة العاملة المشاركة في أوكرانيا.

من ناحية أخرى، تكبدت أوكرانيا خسائر أقل -وفقا لبيانات المصادر المفتوحة التي نشرتها مدونة أوريكس- مع أنها تظل متواصلة، كما يفهم من طلبات كييف المستمرة على الأسلحة من حلفائها الغربيين، ويحذر فينسان توري، الباحث في مؤسسة البحث العلمية الفرنسية التي تراقب الحرب، من أن “استنزاف القوات الأوكرانية قوي جدا”، مشيرا إلى أن الدفاع الأوكراني يواجه مشكلة خطيرة في دونباس، حتى إن وزير الخارجية دميترو كوليبا اعترف بأن الوضع العسكري أسوأ مما يقوله الناس.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.