لم يبد ضيوف حلقة برنامج “ما وراء الخبر” تفاؤلا كبيرا بشأن المبادرة التي طرحها مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الله باتيلي لحل الأزمة السياسية في هذا البلد رغم إقرارهم بأن الضغوط الدولية والأميركية -خصوصا- بإمكانها دفع أطراف الأزمة في الداخل والخارج إلى حلحلة مواقفهم.

وأطلق باتيلي أمس الاثنين مبادرة لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في ليبيا خلال العام الجاري، وقال -في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي- “استنادا إلى المادة 64 من الاتفاق السياسي الليبي لعام 2015، وبناء على الاتفاقات التي توصل إليها الأطراف الليبيون في السابق قررت إطلاق مبادرة تهدف إلى التمكين من إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية خلال عام 2023”.

وأوضح أنه يعتزم إنشاء لجنة توجيه رفيعة المستوى في ليبيا للدفع قدما بالتوافق على الأمور ذات الصلة، مثل تأمين الانتخابات، واعتماد ميثاق شرف لجميع المرشحين.

وفي تعليقه على المبادرة الأممية، أشار الباحث والمحلل السياسي محمد محفوظ إلى أن الشريكين الرئيسيين في العملية السياسية (مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة) أثبتا فشلهما ولا يمكن التعويل عليهما، وما يرجح نجاح اللجنة التي سيشكلها المبعوث الأممي هي أنها ستشرك من لهم مصلحة من الانتخابات، مثل زعماء القبائل والأحزاب السياسية والنخب السياسية، مؤكدا أن مسألة النجاح مع ذلك تبقى مرتبطة بالدعم الدولي والضغط الأميركي على الأطراف المعرقلة للعملية السياسية.

بدوره، رأى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أحمد محمد أن المبادرة الأممية لا تختلف عن سابقاتها التي لم تتوصل إلى نتيجة حقيقية بسبب فقدانها آليات واضحة لحل الأزمة الليبية، معلنا رفضه فرض الحلول من الخارج.

وأشار الضيف الليبي -في حديثه لحلقة (2023/2/28) من برنامج “ما وراء الخبر”- إلى أن التوافقات التي حدثت مؤخرا بين مجلسي النواب والمجلس الأعلى للدولة حول إقرار التعديل الدستور الـ13 يمكن البناء عليها، مؤكدا أن المحاولات الليبية لإيجاد حل يمكن أن يكتب لها النجاح.

وأشار إلى أن تقاربا كان قد حدث بين الأطراف الليبية، وجاءت البعثة الأممية السابقة برئاسة ستيفاني وليامز وتدخلت بفرض حلول، لكنها لم تنه الانقسام ولا الأزمة الليبية.

أهمية الضغط الأميركي

أما مدير المركز الليبي للبحوث والتنمية السنوسي بسيكري فشدد على أهمية الضغط الأميركي على جميع الأطراف من أجل حلحلة الأزمة الليبية، قائلا إن واشنطن تتحرك منذ أشهر بفاعلية، وقد زار مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز ليبيا في يناير/كانون الثاني الماضي والتقى رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة واللواء المتقاعد خليفة حفتر، مؤكدا أن الرجلين يتفاعلان مع الطرح الأميركي.

وبينما تحدث عن التحديات والإشكاليات الليبية على الأرض سياسيا وأمنيا واجتماعيا قال بسيكري إن مبادرة المبعوث الأممي لن تفشل نهائيا، وستتوافق اللجنة التي سيشكلها على قاعدة دستورية بديلة وعلى إطار قوانين انتخابية، ولكن كيف سيتم إقناع كل الأطراف بما يتم التوصل إليه، منهيا كلامه بأن حل الأزمة الليبية ليس قريبا.

وفي أول ردود الفعل على إحاطة المبعوث الأممي إلى ليبيا، انتقد مجلس النواب الليبي الإحاطة التي قدمها المبعوث الأممي إلى ليبيا، قائلا في بيان أصدره “نستغرب ما تضمنته إحاطة المبعوث الأممي من مغالطات بشأن فشل مجلسي النواب والدولة في إقرار القاعدة الدستورية”.

وتمر ليبيا بأزمة سياسية تتمثل في وجود حكومتين، الأولى مكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، والأخرى حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض التسليم إلا لحكومة تأتي عبر برلمان جديد منتخب.

وكان مقررا أن تشهد ليبيا انتخابات رئاسية وتشريعية في ديسمبر/كانون الأول 2021، لكنها أرجئت إلى أجل غير مسمى بسبب الخلافات بشأن الأساس الدستوري للانتخابات ووجود مرشحين مثيرين للجدل.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.