أعربت الصين عن ثقتها بتحقيق انتصار شامل في معركة السيطرة على جائحة كورونا، في حين أعلنت الولايات المتحدة وإيطاليا إلزام المسافرين الوافدين من الصين بالخضوع لاختبارات “كوفيد-19” بعدما أدى تخلي بكين المفاجئ عن سياساتها الصارمة لاحتواء الفيروس إلى إثارة المخاوف في جميع أنحاء العالم.

وقالت الخارجية الصينية إن معدل الوفيات بالفيروس في الصين هو الأدنى عالميا، مضيفة أن السلطات ستعيد النظام الاقتصادي والاجتماعي إلى سابق عهده مع الحفاظ على صحة المواطنين.

وفي رد على وضع واشنطن تدابير جديدة على القادمين من الصين إلى أراضيها، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية إنه يتعين على جميع الأطراف التعاون لضمان السفر الآمن للأشخاص من مختلف البلدان.

وكانت السلطات الصينية أعلنت إلغاء الحجر الصحي على المسافرين الوافدين إلى البلاد، ضمن إجراءات تخفيف القيود المفروضة منذ ظهور الجائحة.

إجراءات على الوافدين

في الأثناء، نقلت وكالة “بلومبيرغ” (Bloomberg) الأميركية، عن وزارة الصحة الإيطالية اكتشاف إصابة 50% من الركاب القادمين على متن طائرتين من الصين إلى مطار ميلانو بفيروس كورونا، وأنها تجري تحاليل إضافية لاختبارات الفيروس للمصابين.

وأضافت الوكالة نقلا عن السلطات الإيطالية أنها في حالة اكتشاف متحور جديد فمن الممكن أن “تفرض حظرا” على القادمين من الصين.

كما أعلنت الولايات المتحدة أنها ستطلب من المسافرين القادمين من الصين إجراء فحص كورونا، وبذلك تنضم إلى دول أخرى اتخذت نفس القرار بسبب ارتفاع حالات الإصابة في الصين.

وأعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة أنها ستفرض اعتبارا من الخامس من يناير/كانون الثاني المقبل، على جميع المسافرين الوافدين من الصين إبراز نتيجة اختبار “كوفيد-19” سلبية لخطوط الطيران عند المغادرة.

وقال مسؤول صحي أميركي رفيع إن “التفشي السريع الذي تشهده الصين مؤخرا يزيد من مخاطر ظهور متحورات جديدة”.

وأضاف أن بكين لم توفر سوى معلومات محدودة لقواعد البيانات العالمية حول المتحورات المرصودة حاليا في الصين، فضلا عن تراجع حملات الاختبارات والإبلاغ عن الإصابات.

ويأتي تحرك واشنطن في أعقاب إعلان إيطاليا واليابان والهند وماليزيا عن اتخاذ تدابير خاصة لمنع دخول متحورات جديدة محتملة للفيروس من الصين.

واعتبارا من غد الجمعة، ستعيد اليابان فرض اختبارات “بي سي آر” (PCR) على المسافرين الوافدين من برّ الصين الرئيسي.

كما ذكرت وكالة الأنباء البلجيكية أن رئيس بلدية مدينة بروج دعا السياح الصينيين الذين يقصدون المدينة بأعداد كبيرة إلى الالتزام بإجراء اختبارات “كوفيد-19” أو متطلبات اللقاح.

من جهة أخرى، تشهد المستشفيات ومحارق الجثث في الصين حالات اكتظاظ بسبب تفشي فيروس كورونا الذي يؤثر بشكل حاد على المسنين، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وتأتي موجة الإصابات قبيل عيد رأس السنة القمرية الجديدة الشهر المقبل، حيث يتوقع أن ينتقل مئات الملايين من الصينيين إلى مسقط رأسهم للاحتفال مع أقاربهم.

انتهاء الحجر الإلزامي

وعبّر الصينيون عن فرح عارم بعد إعلان بكين الثلاثاء الماضي، انتهاء فترات الحجر الإلزامية عند الوصول إلى البلد في الثامن من يناير/كانون الثاني المقبل.

وهذا الانقلاب المفاجئ في السياسة الصحية الصينية وضع حدا لنحو 3 سنوات من الاختبارات المكثفة وتدابير الإغلاق والحجر المطوّلة التي أربكت سلاسل الإمدادات في البلد وزعزعت الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر الاقتصادات في العالم.

وردا على سؤال عن القيود المعلنة من جانب اليابان، دعت وزارة الخارجية الصينية إلى الإبقاء على تدابير “علمية ومناسبة” ضد “كوفيد-19 لا تربك تنقلات البشر”.

ومنذ مارس/آذار 2020، تَعيّن على كل المسافرين الوافدين إلى الصين التقيد بحجر صحي إلزامي مدته 3 أسابيع في بادئ الأمر قبل خفضها إلى أسبوع واحد في يونيو/حزيران الماضي، ثم 5 أيام الشهر الماضي.

ومن شأن إلغاء فترات الحجر الإلزامية الشهر المقبل، أن يؤدي إلى إعادة تصنيف “كوفيد-19” إلى مرض معدٍ من الفئة “بي”، ما يسمح للسلطات بالتخفيف من إجراءات الترصد.

كما أعلنت سلطات الهجرة الصينية أول أمس الثلاثاء، استئناف منح جوازات السفر لأغراض “السياحة” و”زيارة الأصدقاء في الخارج” على نحو تدريجي اعتبارا من الشهر القادم.

وأحصى المركز الصيني لمراقبة الأمراض والوقاية منها 5231 إصابة جديدة و3 وفيات على الصعيد الوطني أمس الأربعاء.

هونغ كونغ في المرصاد

أما في هونغ كونغ حيث اعتمدت نسخة مخففة من سياسة “صفر كوفيد” الصينية، فقد طالبت السلطات اليابان أمس الأربعاء، برفع القيود على الرحلات المباشرة الآتية من المدينة والتي اعتمدت إثر ارتفاع الإصابات في الصين القارية.

وأعربت وزارة النقل في هونغ كونغ عن “خيبة أملها الشديدة” من هذا القرار الذي اتخذته السلطات اليابانية على عجالة في موسم الذروة للسياحة.

وكشفت أنها اتصلت بالقنصلية اليابانية في هونغ كونغ “للمطالبة رسميا” بإبطال هذا التدبير المزمع دخوله حيز التنفيذ غدا الجمعة.

وطبقت هونغ كونغ نسخة مخففة من إستراتيجية “صفر كوفيد” الصينية للتصدي للوباء، لكن مع فرض قيود على السفر هي من الأكثر شدة في العالم تركت مركز الأعمال هذا معزولا لأكثر من سنتين.

وبدأت المدينة برفع القيود مؤخرا، منهية الحجر الإلزامي في الفنادق لجميع الوافدين إليها.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.