أعلنت السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك أن القوات الروسية أحكمت تطويق مدينة باخموت الإستراتيجية، وبينما أفاد مسؤول أميركي للجزيرة بأن حزمة المساعدات الجديدة لكييف ستتضمن صواريخ دقيقة، طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بردع محاولات أوكرانيا قصف الأراضي الروسية المتاخمة لها.

يأتي هذا في وقت جددت فيه بولندا جاهزيتها لتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز “إف-16” (F-16) في حال موافقة حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO)، في حين انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إرسال الغرب دبابات قتالية إلى أوكرانيا.

وقال يان غاغين مساعد القائم بأعمال زعيم دونيتسك الموالي لروسيا إن باخموت تخضع حاليا لحصار مشدد، وإن معارك تدور للسيطرة على الطريق السريع جنوب غرب المدينة.

لكن يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، التي تقاتل إلى جانب القوات الروسية، نفى أن تكون مدينة باخموت قد طوّقت “عملياتيا”.

من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها سيطرت على مواقع مهمة، ودمرت مستودع أسلحة وذخائر للقوات الأوكرانية في دونيتسك.

في المقابل، قال متحدث باسم القوات الأوكرانية إن قتالا ضاريا يجري قرب باخموت، وإن القوات الروسية قصفت المنطقة أكثر من 150 مرة.

وفي وقت سابق، قالت مصادر عسكرية أوكرانية إن المعارك تدور في شرق مدينة باخموت وشمالها، وأكدت أنه رغم صعوبة الوضع فإنه “تحت السيطرة”.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الوضع العسكري في شرقي أوكرانيا أصبح أكثر صعوبة.

ويأتي تصريح زيلينسكي متزامنا مع تصريحات رئيس بلدية كراماتورسك شرقي البلاد بأن قصفا روسيا للمدينة الليلة أدى إلى سقوط قتلى ومصابين.

وأعلنت السلطات الأوكرانية مساء أمس الأربعاء مقتل شخصين وإصابة 7 آخرين جراء سقوط صاروخ روسي على مبنى سكني في مدينة كراماتورسك.

وتقع كراماتورسك في المنطقة الشرقية من مقاطعة دونيتسك، التي يسيطر الانفصاليون المدعومون من الكرملين على أجزاء منها، بما في ذلك أكبر مدنها منذ عام 2014.

وتسعى موسكو إلى السيطرة على المنطقة بأكملها بعد إعلانها جزءًا من الأراضي الروسية العام الماضي.

قنابل ذكية

وفي سياق متصل، أفاد مسؤول أميركي للجزيرة بأن حزمة المساعدات الجديدة لأوكرانيا سوف تتضمن ذخيرة للمدفعية وصواريخ لراجمات هيمارس وصواريخ دقيقة.

وحول مسألة تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، قال إن الأمر لم يحسم بعد بانتظار توقيع الرئيس جو بايدن على حزمة المساعدات.

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) إن الحزمة الجديدة من المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا قد تعلن بعد غد الجمعة، ومن المتوقع أن تتضمن “القنابل الذكية” بعيدة المدى لأول مرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القنابل صغيرة القطر تثبّت على الصواريخ ويجري توجيهها بدقة فائقة، ويمكن إطلاقها براجمات الصواريخ من قبيل نظام هيمارس.

ويمكن لتلك الصواريخ أن تضرب أهدافا على بعد أكثر من 150 كيلومترا، أي قرابة ضعف مدى صواريخ منظومة هيمارس البالغ 80 كيلومترا، والتي غيرت مجريات الحرب عندما أرسلتها واشنطن الصيف الماضي.

وقد يعني ذلك أن كل شبر من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا، باستثناء معظم مناطق القرم، يمكن أن يكون في مرمى نيران القوات الأوكرانية قريبا، وذلك يجبر موسكو على نقل بعض الذخيرة ومواقع تخزين الوقود إلى داخل الأراضي الروسية.

وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مسؤولين أميركيين أن الولايات المتحدة تستعد لتقديم حزمة مساعدات أمنية جديدة لكييف بقيمة مليارين ومئتي مليون دولار، وأنها ستتضمن للمرة الأولى صواريخ بعيدة المدى.

رد موسكو

في المقابل، قلل المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف من أهمية تزويد واشنطن كييف بصواريخ بعيدة المدى، وقال إنها لن تغير شيئا في سير هذه العملية. لكنه أضاف أن إمداد كييف بهذه النوعية من الصواريخ سيصعد مستوى الصراع.

وأكد بيسكوف للصحفيين أن البنية التحتية العسكرية الكاملة لحلف الناتو بما في ذلك الأقمار الصناعية تعمل لصالح أوكرانيا ضد روسيا، وأن بلاده ستواصل العملية العسكرية الخاصة باعتبارها الهدف الرئيسي.

وفي وقت سابق أمس الأربعاء، قال بوتين إن المهمة الأساسية أمام موسكو هي وقف وردع أي محاولات قصف من أوكرانيا للأراضي الروسية المتاخمة لها.

وأضاف بوتين في اجتماع بشأن سُبل إعادة إعمار البنية التحتية في الأراضي الروسية المتاخمة لأوكرانيا، أن الحكومة الروسية توصلت إلى حلول لدعم تلك المناطق.

في سياق متصل، نددت الخارجية الروسية بتصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال فيها إن تزويد أوكرانيا بأسلحة نوعية لا يشكل تصعيدا للنزاع، وإنه “لا شيء مستبعد من حيث المبدأ”، وذلك ردا على سؤال بشأن احتمال إرسال مقاتلات إلى كييف.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي “هذا عبثي. هل يصدق الرئيس الفرنسي فعلا أن إرسال أسلحة ثقيلة وطائرات إلى نظام كييف لن يؤدي إلى تصعيد الوضع؟”.

موقف بولندي

وفي شرقي أوروبا، أعرب رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي أمس الأربعاء عن جاهزية بلاده لتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز “إف-16” إذا اتخذ الحلفاء الغربيون بالإجماع قرارا بذلك.

وقال مورافيتسكي في مقابلة مع صحيفة “بيلد” الألمانية، “إذا كان هذا قرار حلف شمال الأطلسي بأكمله، فسأكون مؤيدا لإرسال هذه الطائرات المقاتلة”.

وأشار مورافيتسكي إلى أن على الحلفاء الغربيين تنسيق أي خطوة لإرسال طائرات مقاتلة لأن هذه حرب بالغة الخطورة وبولندا لا تشارك فيها وكذلك حلف الأطلسي، موضحا أن القرار يحتاج إلى بحث إستراتيجي من حلف الناتو بأكمله.

ولم توافق الدول الغربية إلا مؤخرا على إرسال دبابات متطورة إلى أوكرانيا، لكن كييف تلح في طلب تزويدها بطائرات “إف-16” للمساعدة في دحر الغزو الروسي.

واستبعدت الولايات المتحدة حاليا إرسال مقاتلات “إف-16” إلى أوكرانيا، لكن شركاء آخرين أبدوا انفتاحا على الفكرة.

وأعربت سلوفاكيا عن استعدادها لإرسال طائرات مقاتلة روسية الصنع من طراز “ميغ-29″، في حين طرح سياسيون هولنديون في الآونة الأخيرة فكرة إرسال طائرات “إف-16”.

وجاء قرار إرسال دبابات قتالية غربية الصنع بعد أشهر من الضغط من كييف، وأسابيع من المناقشات المكثفة بين الشركاء الغربيين.

وجاءت اللحظة الحاسمة في يناير/كانون الثاني الماضي عندما وافقت برلين على إرسال دبابات ليوبارد إلى كييف بضغط من الحلفاء وخاصة بولندا.

وقال مورافيتسكي إن سياسة برلين المتعلقة بأوكرانيا زادت من حالة “عدم الثقة” في ألمانيا، وخاصة من “دول وسط أوروبا وشرقها”.

وأضاف أن ألمانيا لديها القدرة على تقديم دعم أكثر بكثير مما قدمته حتى الآن، ولديها سلطة اتخاذ القرارات داخل الاتحاد الأوروبي، ويمكنها منح التمويل لأوكرانيا، إضافة إلى ما تملكه من قوة دبلوماسية.

مخاوف أردوغان

من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن إرسال الدول الغربية الدبابات لأوكرانيا محفوف بالمخاطر، ومفيد لبارونات السلاح.

وأشار أردوغان في مقابلة على قنوات “تي آر تي” الرسمية أمس الأربعاء إلى أنه يرى إرسال الدبابات إلى أوكرانيا تصرف محفوف بالمخاطر ولن يساهم في حل الأزمة.

وشدد الرئيس التركي على أهمية دعم المباحثات بين روسيا وأوكرانيا بهدف وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل عادل للأزمة.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.