يعقد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أول مهرجان انتخابي له اليوم السبت في “واكو” التي شهدت مواجهة بين جماعة مناهضة للحكومة والأمن الفدرالي أوقعت قتلى في 1993، في وقت يواجه فيه عددا من التحقيقات الجنائية التي تهدد مسعاه للعودة إلى البيت الأبيض.

وإذ وصفه بأنه أول تجمع انتخابي كبير له من أجل السباق للرئاسة في عام 2024، دعا ترامب أنصاره إلى التجمع في مطار بمدينة واكو في تكساس وتشجيعه بينما يحاول نيل ترشيح الحزب الجمهوري.

وتحيي مدينة واكو بولاية تكساس الأميركية الذكرى الـ30 لحادثة دهم شنّها عملاء اتحاديون على “طائفة الفرع الداوُدي” الدينية هناك وأسفرت عن مقتل 86 شخصا، من بينهم 4 أفراد من جهات إنفاذ القانون. ويرى بعض ممن ينتمون لليمين المتطرف أن المداهمة لحظة فارقة من تجاوزات الحكومة، كما تشكل المدينة مرجعا لهم؛ حيث يتغنون بمقاومتها لما يعدّونه تجاوزات الحكومة.

وقال متحدث باسم حملة ترامب في رسالة بالبريد الإلكتروني إن واكو اختيرت لأنها تقع بين عدة مراكز سكانية رئيسة ولديها البنية التحتية اللازمة لاستضافة حدث كبير.

ويأتي المهرجان السياسي وسط موجة من التصريحات العدائية المتزايدة لترامب الذي يندد “بحملة مطاردة” من جانب مدعين يصفهم بأنهم “حثالة” يلاحقونه في قضايا في نيويورك وواشنطن وأتلانتا.

ويتوقع أن يخاطب الزعيم الجمهوري 15 ألفا من أنصاره، في وقت يحصن فيه موقعه أمام اتهامات محتملة متعلقة بدفع المال لنجمة إباحية في مقابل شراء صمتها على علاقة جنسية، قبل أيام من انتخابات 2016.

ودعا ترامب البالغ 76 عاما، والذي واجه إجراءات عزل بتهمة التحريض على تمرد، الأسبوع الماضي، أنصاره للاحتجاج تنديدا بمدعي مانهاتن العام ألفن براغ، وتوقع الرئيس السابق “توقيفه” من دون تقديم إثبات على ذلك.

وتشكل سلسلة من التحقيقات الجنائية المستمرة تهديدا قانونيا متناميا لترامب. ومن بين هذه التحقيقات واحد في مانهاتن يتعلق باتهام بمنح نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز مبالغ مالية لشراء صمتها خلال حملته عام 2016 للوصول إلى البيت الأبيض.

وسعى ترامب إلى تصوير قضية مانهاتن على أنها ذات دوافع سياسية واستغلها في جمع أموال وحشد مؤيدين، كما أطلق أمس الجمعة تحذيرا مروعا قال فيه إن البلاد ستشهد “موتا ودمارا” محتملا إذا اتُّهم بارتكاب جريمة.

فوضى عنيفة

وقد جاء بعض الذين وصلوا إلى واكو من ولايات أخرى متحمسين لرؤية ترامب يعود إلى المكتب البيضاوي. وارتدى كثير منهم قبعات بيسبول كتب عليها عبارة “ماغا”، وهي اختصار الشعار “لنجعل أميركا عظيمة مجددا”، أو لوحوا برايات داعمة لحملته.

وقال كيلي هيث (49 عاما) الذي جاء من ولاية جورجيا “لدينا قوة عارمة خلف دونالد ترامب لم نطلق العنان لها بعد”، مضيفا “ستُصابون بالذهول”.

وتوجه أنصار ترامب إلى “نصب حصار واكو” الذي يخلد ذكرى نحو 80 شخصا لقوا حتفهم في المواجهة في مجمع لأتباع ديفيد كوريش، بعدما حاصره عناصر الأمن الفدراليون في 1993.

وقال القس المساعد في موقع النصب بيتر كريستيان إن “واكو في الحقيقة مركز الحركة الوطنية، الحركة لمساعدة أميركا في العودة إلى جذورها.. تمكين المواطنين كي تكون لهم حقوق دستورية”.

ونشرت صحيفة “هيوستن كرونيكل” مقالة الخميس تتهم ترامب بإقامة مهرجانه في الذكرى الـ30 ليكون “بوقا صادحا” للمتطرفين من أنصاره.

وكتبت ماري ترامب ابنة شقيقه المنتقدة له على تويتر “إنها خدعة لتذكير جماعته بحصار واكو السيئ السمعة عام 1993، عندما حاربت جماعة مناهضة للحكومة مكتب التحقيقات الفدرالي”.

وأضافت “مات عشرات الأشخاص. وهو يريد أن تقع أعمال الفوضى العنيفة نفسها لإنقاذه من العدالة”.

موت ودمار

وبينما يواجه ترامب العديد من التحقيقات، وجّه يوم الجمعة تحذيرا بشأن عواقب صدور قرار اتهام، متوقعا احتمال وقوع “موت ودمار.. قد يكون كارثيا على بلدنا”.

وأشار إلى أن براغ الذي يقود التحقيق بشأن دفع الأموال لإسكات الممثلة “مريض نفسي منحط يكره الولايات المتحدة حقا”.

ويلفت مراقبون إلى أنه تجاهل عن قصد الطلب من مناصريه أن تكون المظاهرات سلمية هذه المرة.

ويُعتقد أن ترامب هو الأوفر حظًّا بفارق كبير للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2024.

والمنافسون المحتملون الآخرون، الذين يتقدمهم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، امتنعوا في البداية عن انتقاد نجم تلفزيون الواقع السابق، لكنهم بدؤوا في الفترة الأخيرة ينتقدون شخصيته والفضائح المتواصلة المحيطة به.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.