يقول خبير عسكري أوكراني إن حصول بلاده على مدافع “هيمارس” و”إم 270″، مع قذائف يصل مداها إلى 300 كلم، كفيل بانسحاب الروس وابتعادهم عن الحدود، بالإضافة إلى أن تزويد أوكرانيا بدفاعات جوّية يتم التفاوض عليها من طراز “سام” النرويجية، سيسهم في حماية كييف وباقي المناطق من القصف بالصواريخ البعيدة المدى.

كييف- قصف مواقع القيادة وتجمّع القوات الروسية ومستودعات الذخيرة بات خبرا يتكرر يوميا في أوكرانيا منذ أكثر من أسبوعين، ولعله مقدمة لعمليات مضادة تعتزم كييف إطلاقها بغية استعادة السيطرة على مناطق الجنوب، بما يشمل زاباروجيا وخيرسون وجزءا من ميكولايف ذات الأهمية الإستراتيجية الاقتصادية.

ويتزامن ذلك مع تصريحات متفائلة لمسؤولين أوكرانيين توحي بأن الأمر حتمي، وأنه مجرد إجراء تنفذ بموجبه القوات أوامر صدرت عن رئيس البلاد فولوديمير زيلينسكي.

ويؤكد سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف، أن تحرير كامل أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم وإقليم دونباس، “سيكون تدريجيا، بناءً على تكليف الرئيس”.

ويذهب رئيس الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف إلى أبعد من ذلك، مؤكدا أن شهري يوليو/تموز الجاري وأغسطس/آب المقبل سيشكلان نقطة تحول في مسار الحرب، وصولا إلى توقف المعارك في نهاية 2022، و”إعلان النصر في 2023″.

فما سرّ هذا التفاؤل الأوكراني؟ رغم أن التفوق العسكري في صالح روسيا التي تتقدم على الأرض شرقا، وتستمر بقصف باقي المناطق عن بُعد، مع مخاوف حقيقية من دخول بيلاروسيا الحرب إلى جانبها من الشمال.

ضباط أميركيون بقرب مدفع “هيمارس” الذي حصلت عليه أوكرانيا وتعتقد أنه سيحدث تحولا في الحرب مع روسيا (الفرنسية)

مدافع “هيمارس” وغيرها

أول إجابة تُذكر ردا على هذا التساؤل في أوكرانيا اليوم تتطرق إلى ما تستلمه البلاد من أسلحة غربية نوعية، وخاصة مدافع “هيمارس” الأميركية الصنع، “الفعالة” كما يقول الرئيس الأوكراني، و”الدقيقة” كما يصفها سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع.

ويقول العقيد المتقاعد والخبير العسكري سيرغي هرابكسي “منذ أشهر، غيّرت روسيا إستراتيجيتها في أوكرانيا، فانسحبت من مناطق وباتت تتقدم في مناطق أخرى بعد سحقها”.

وتابع هرابكسي للجزيرة نت، أن وصول مدافع هيمارس، على قلّتها (9 من الولايات المتحدة، و3 من بريطانيا وفق ما هو معلن)، ومدى قذائفها الذي لا يتجاوز حاليا 80 كلم، أوقف تقدّم الروس في إقليم دونباس بضرب مواقع ومستودعات رئيسية لإمدادهم من الخلف. “فعلى مدى أسبوع مضى، لم يتقدموا مترا واحدا في الإقليم”.

واعتبر الخبير الأوكراني أن “كييف تستطيع بدء مرحلة الهجمات المضادة، إذا حققت نجاحا في منع تقدم الروس”، على حد قوله.

ويرى هرابكسي أيضا أن حصول بلاده على مدافع “هيمارس” و”إم 270″، مع قذائف يصل مداها إلى 300 كلم، كفيل حتى بانسحاب الروس وإبعادهم عن الحدود، بالإضافة إلى أن تزويد أوكرانيا بدفاعات جوّية يتم التفاوض عليها من طراز “سام” النرويجية، سيسهم إلى حد كبير في حماية كييف وباقي المناطق من عمليات القصف بالصواريخ البعيدة المدى.

ويعتقد الخبير أنه “لتحقيق النصر، يحتاج الجيش الأوكراني إلى ألف مدفع هاوتزر من عيار 155 ملم، و300 نظام صاروخي متعدد الإطلاق، و500 دبابة، وألفي وحدة من المركبات المدرعة، وألف طائرة مسيرة”.

قوة ضغط للتفاوض لا النصر

ورغم التصريحات المتفائلة بإنهاء الحرب لصالح أوكرانيا، يحمل محللون آراء متشائمة ترى أن آليات وحجم دعم الغرب لا تكفي لتحقيق نصر على جيش كالجيش الروسي.

يقول مدير مركز دراسات الجيش ونزع السلاح فالنتين بدراك إن “الغرب لم يستعجل تزويد أوكرانيا بالأسلحة، وعندما فعل، لم يعطها ما تحتاجه فعلا من طائرات ودبابات ومدرعات ونظم دفاع جوي، ثم شرع بتزويدها بكميات قليلة من المدافع التي بدأت فعلا تغيّر مسار الحرب، ولكن ببطء”.

وأضاف بدراك “فيما يتعلق بمدافع هيمارس وغيرها، ربما تكون أوكرانيا قد حصلت إلى أعداد أكبر من تلك المعلنة، ولكنها حتما لا تكفي للانتشار كما يجب على جبهات قتال يصل طولها إلى 1200 كلم”.

لكنه يرى أن “قوة ودقة الأسلحة الغربية موجعة للروس، على قلتها، فقد رأينا بعد استخدامها ذلك القصف الهستيري لمختلف المناطق الأوكرانية بأعداد كبيرة وغير مسبوقة من الصواريخ البعيدة المدى وغيرها”.

واعتبر المحلل أن ذلك كاف للضغط على الروس، وتغيير مسار المفاوضات لصالح أوكرانيا في نهاية أغسطس/آب، وهذا ما ألمحت إليه فعلا لجنة التفاوض عن الجانب الأوكراني.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.