يفغيني بريغوزين رجل أعمال روسي مقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، ولد في الأول من يونيو/حزيران 1961 في مدينة سانت بطرسبرغ وترعرع فيها، وتخرج صيدلانيا من معهد لينينغراد.

يُطلق عليه لقب “طباخ بوتين” لأن مطاعمه وشركاته مسؤولة عن تقديم الطعام لضيوف بوتين من الرؤساء والملوك والأمراء خلال زياراتهم الرسمية إلى روسيا.

يوميا يقدم بريغوزين أيضا طعام الغداء لأعضاء مجلس الوزراء الروسي في مطعمه الواقع داخل مقر الحكومة، كما أنه يعدّ المورد الرئيسي للغذاء للجيش الروسي.

يسيطر بريغوزين على شبكة من الشركات بما فيها مجموعة “فاغنر” (Wagner) شبه العسكرية، التي تجنّد مسلحين مرتزقة في عدة مناطق في العالم مثل سوريا وليبيا وأوكرانيا ومناطق الصراع في بعض دول الصحراء والساحل في أفريقيا لدعم الأطراف الموالية لروسيا ورعاية مصالح موسكو.

المولد والنشأة

ولد يفغيني فيكتوروفيتش بريغوزين في الأول من يونيو/حزيران 1961 في مدينة سانت بطرسبورغ (لينينغراد سابقا) الواقعة على دلتا نهر نيفا، شرق خليج فنلندا على بحر البلطيق، وكان والده يعمل مهندسا للتعدين.

يفغيني بريغوزين يقدم الطعام لضيوف بوتين من الرؤساء والملوك والأمراء (الصحافة الروسية)

الدراسة والتكوين العلمي

درس بريغوزين في مدرسة داخلية لألعاب القوى، وتخرج منها عام 1977، وكان في شبابه مغرما بالتزلج الذي تعلمه على يد زوج والدته، مدرب التزلج صموئيل زاركوي.

بعدها تخرج بريغوزين من معهد لينينغراد للكيميائيات الصيدلانية “إل إتش إف آي” (LHFI) بدرجة صيدلاني، وهو متزوج وله ولدان.

تجربة السجن

في نوفمبر/تشرين الثاني 1979، حُكم على بريغوزين بالسجن مع وقف التنفيذ بتهمة السرقة.

وبعد ذلك حُكم عليه أيضا بالسجن لمدة 12 عاما في قضايا سرقة واحتيال وإشراك مراهقين في الجريمة، قضى منها 9 سنوات ثم أطلق سراحه عام 1988 بعد أن تم العفو عنه.

الوظائف والمسؤوليات

شارك بريغوزين بشكل احترافي في التزلج الريفي على الثلج، وعمل مدربا في المدرسة الرياضية في منطقة كراسنوغفارديسكي في مدينة نيفا.

في عام 1990، بدأ بريغوزين عمله في بيع النقانق، ومنذ العام 1991 توسّع نشاطه التجاري وافتتح العديد من محلات السوبر ماركت، وأصبح في عام 1995 مالك مطعم وحانة “واين كلوب” (Wine Club) في جزيرة فاسيليفيسكي.

أدرك بريغوزين أن مشروعه لن يكون مربحا من دون خبير في النبيذ، وهو ما وجده بالفعل لدى الإنجليزي توني جير، الذي طرح عليه فكرة افتتاح مؤسسة أخرى لتقديم الطعام حيث يمكن للزوار تناول النقانق مع شرب البيرة.

وفي عام 1995 أيضا، أنشأ بريغوزين مبنى مؤسسة “كونكورد”، وهو عبارة عن قرية مطورة في شمال فرساي، تولت لاحقا تنظيم المآدب في الكرملين وأصبحت رائدة في خدمات تقديم الطعام، وضمت في هيكلها مؤسسات شهيرة لتقديم الطعام مثل “غلوس” (Gloss) و”بليندونالتس” (Blindonalts) و”راشيان إمباير” (Russian Empire).

وفي عام 1996، افتتح بريغوزين أول مطعم راق في المدينة أطلق عليه اسم “أولد كاستمز” (Old Customs)، وبعد ذلك ظهرت مطاعم أخرى مملوكة له مثل “كيتش روسي” و”سفن فورتي” و”قصر ستروغانوف”.

تدريجيًا نمت عائدات بريغوزين، وفي عام 1997 وضع جانبا من استثماراته في المطعم العائم الفاخر “نيو آيسلاند” (New Island) في سانت بطرسبورغ، والذي احتفل فيه فلاديمير بوتين بعيد ميلاده آنذاك.

في عام 2001، انضم بريغوزين إلى الدائرة المقربة من بوتين عندما بدأ الرئيس الروسي في التردد على مطعمه العائم، وفي عام 2009، افتتح بريغوزين مطعما داخل مقر الحكومة في الاتحاد الروسي.

وإضافة إلى مجال الضيافة والمطاعم، يرأس بريغوزين مجموعة إعلامية موالية للكرملين تحمل اسم “الوطني”، تقول إنها تعمل على مواجهة الإعلام “المعادي لروسيا”، الذي “لا يلاحظ الإيجابيات التي تحدث في البلاد”.

وتضم الشركة 4 مواقع إخبارية مقرها سانت بطرسبورغ، هي وكالة “آر آي إي فان” للأنباء، و”نارودني نوفوستي”، و”إيكونوميكا سيغودينيا”، و”بوليتيكا سيغودينيا”.

في ربيع عام 2008، تم افتتاح مطعم “إس بي بي” في العاصمة الروسية موسكو، الذي أصبح وجهة مفضلة لقضاء العطلات لسكان شمال بالميرا، الذين يأتون للعمل في موسكو. وفي عام 2012 حصل بريغوزين على عقد لتوريد وجبات إلى الجيش الروسي بقيمة 1.2 مليار دولار سنويا.

في الأول من مايو/أيار 2014، أسس مجموعة فاغنر، وهو ما اعترف به بريغوزين في تعليق كتبه على صفحة شركته كونكورد بمواقع التواصل الاجتماعي قائلا “أنا، مثل العديد من رجال الأعمال الآخرين، ذهبت إلى ساحات التدريب، وحاولت دفع الأموال من أجل تجنيد مجموعة من شأنها أن تحمي الروس”.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، أصيب حوالي 130 من تلاميذ رياض الأطفال بالإسهال، إذ تقدم شركة كونكورد وجبات لعدد من المدارس في موسكو، وفي 31 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أمرت محكمة مشانسكي في موسكو شركة بريغوزين بدفع تعويضات لآباء الأطفال المتضررين.

يفغيني بريغوزين - المصدر: الصحافة الروسية
يفغيني بريغوزين اشتهر بلقب “طباخ بوتين” في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قربه إليه (الصحافة الروسية)

قائمة العقوبات

أدرجت الحكومة الأميركية بريغوزين على قائمة العقوبات للاشتباه في تورطه في التلاعب في الانتخابات الأميركية عامي 2016 و2018.

واشنطن تتهم بريغوزين بأنه عبر شركته كونكورد يدعم ماديا وكالة أبحاث إنترنت تتخذ من سانت بطرسبورغ مقرا لها، وتنشئ حسابات زائفة على مواقع التواصل الاجتماعي بغرض التأثير على الناخبين الأميركيين.

وفي فبراير/شباط 2018، أدرجت هيئة محلفين أميركية بريغوزين وشركته كونكورد وشركاءه في الأعمال ووكالة أبحاث الإنترنت ضمن الجهات المتهمة بالتدخل في الانتخابات.

بريغوزين وجهت له اتهامات أيضا في أعقاب صدور التقرير الذي أعده المستشار الأميركي الخاص روبرت مولر، الذي كان يحقق في مزاعم محاولة روسيا دعم حملة دونالد ترامب الانتخابية.

ورغم نفي بريغوزين لهذه الاتهامات، فإن الولايات المتحدة فرضت، في يوليو/تموز 2020، عقوبات على 3 مواطنين روس و5 شركات مرتبطة ببريغوزين.

وتشمل العقوبات الأميركية 3 طائرات خاصة ويختا يرجح أن بريغوزين وأسرته وشركاءه يستخدمونها، وهي مسجلة في جزر سيشل وكايمان، اللتين تعدّان من ملاذات التهرب الضريبي.

الإدارة الأميركية قالت إن هذه الطائرات قامت بعدة رحلات إلى وجهات في أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا خلال السنوات الأخيرة، ويحظر على الشركات والمواطنين الأميركيين التعامل مع بريغوزين أو تقديم خدمات لطائراته ويخته.

وفي 26 فبراير/شباط 2021، أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي “إف بي آي” (FBI) عن وضع 15 مواطنا روسيا، بينهم بريغوزين، على قائمة المطلوبين لديه بتهمة التحايل على واشنطن في ملفات مرتبطة بالانتخابات الأميركية.

وأوضح “إف بي آي” في بلاغ له أن بريغوزين “مطلوب من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي لتورطه في مؤامرة للاحتيال على الولايات المتحدة من خلال إعاقة الوظائف القانونية للجنة الانتخابات الفدرالية ووزارة العدل الأميركية ووزارة خارجية الولايات المتحدة، وعرقلتها وإفسادها”، وذلك بين مطلع عام 2014 و16 فبراير/شباط 2018.

وقال البلاغ إن “إف بي آي” مستعد لتقديم مكافأة تبلغ 250 ألف دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال بريغوزين.

في اليوم التالي نشرت شركة كونكورد العنوان الذي يمكن العثور فيه على بريغوزين، قائلة في بيانها على شبكة “فكونتاكتي” للتواصل الاجتماعي “يمكن العثور على بريغوزين في العنوان التالي: مدينة سان بطرسبرغ، كورنيش الملازم شميدت، المبنى رقم 7. نرجو دفع 250 ألف دولار لنا مقابل المعلومات المقدمة”.

وفي 28 يوليو/تموز 2022، عرضت وزارة الخارجية الأميركية 10 ملايين دولار للحصول على معلومات عن بريغوزين والكيانات القانونية والأفراد المرتبطين به.

Businessman Yevgeny Prigozhin shows Russian Prime Minister Vladimir Putin his school lunch factory outside Saint Petersburg on September 20, 2010. Kremlin-linked businessman Yevgeny Prigozhin has filed a lawsuit in an EU court to remove him from the bloc's sanctions list, his company said on December 15, 2020. The European Union in October sanctioned Prigozhin -- nicknamed "Putin's chef" because his company Concord has catered for the Kremlin -- accusing him of undermining peace
فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على بريغوزين (يمين) لأن شركته كونكورد كانت تلبي احتياجات الكرملين (الفرنسية)

الأوسمة والجوائز

حصل بريغوزين على عدد من الأوسمة من بينها:

  • وسام بمناسبة ذكرى مرور 300 عام على تأسيس مدينة سانت بطرسبورغ.
  • الجائزة الوطنية “الضيافة 2004”.
  • وسام “الاستحقاق للوطن” من الدرجة الرابعة عام 2014، ولاحقا نال الوسام نفسه من الدرجتين الأولى والثانية.
  • “وسام الاعتراف” لمساهمته الشخصية في تطوير صناعة الضيافة في روسيا.
  • لقب “بطل الاتحاد الروسي”، وهو وسام ولقب شرفي يُعطى لمواطني الاتحاد الروسي، تقديرًا لهم على خدماتهم للدولة الروسية مع ميدالية النجمة الذهبية.

المؤلفات

في عام 2003، كتب بريغوزين مع طفليه بولينا وبافيل كتابا لأطفال المدارس بعنوان “إندراغوزيك” (Indraguziki)، وهو عبارة عن سرد خيالي لسكان بلدة إندراغوزيا، التي يحكمها الملك إندراغوز، حيث يلتف حوله مجموعة من الأقزام ليدافعوا عنه ضد الأعداء.

الكتاب لم يتم عرضه للبيع في المكتبات وأسواق الكتب، بل تم توزيع أكثر من ألف نسخة منه هدايا على كبار الشخصيات والمشاهير.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.