تحدث الصدمة النفسية نتيجة التعرض لحدث مرهق ومؤلم شعوريا بصورة كبيرة، مما يزعزع إحساسك بالأمان ويهدد سلامتك النفسية أو الجسدية.

وتتجاوز الصدمات قدرة الشخص على التأقلم واستيعاب المشاعر المرتبطة بالتجربة، وبالتالي يمكن أن تسبب الصدمة النفسية شعورا ممتدا بالعجز، وتتركه في دوامة من المشاعر والذكريات المؤلمة والقلق المزمن.

كذلك قد تترك الصدمة النفسية والعاطفية شعورا بالخدر والانفصال وعدم القدرة على الوثوق بالآخرين، وقد يستغرق الأمر وقتا للتغلب على الألم ولكي تشعر بالأمان مرة أخرى.

الصدمة النفسية وأهمية التعافي منها

سواء حدثت لك تلك التجربة المؤلمة منذ سنوات أو قبل أيام معدودة فالصدمة هي حالة فردية وتختلف وفقا لاستعداد وقدرة احتمال كل شخص.

وللتغلب على حالة العجز الممتدة تعتمد تجربتك الفريدة في الشفاء من الصدمة على العديد من العوامل، بما في ذلك معتقداتك وتصوراتك، ومستوى التأقلم والمرونة لديك، علاوة على اتصالك بعدد من الأشخاص الداعمين.

ويتضمن التعافي من الصدمة القدرة على العيش في الحاضر دون أن تطغى عليك أفكار ومشاعر الماضي.

لن يشكل التعافي غيابا تاما للذكريات أو المشاعر المصاحبة للحدث المؤلم، ولكنه ينطوي على وضع الحدث خلفك بحيث لا يكون مسيطرا على عواطفك وحياتك.

خطوات للتعافي من الصدمة النفسية

نظرا إلى أن الصدمة ليست هي الحدث أو التجربة نفسها، بل هي استجابة جسمك وعقلك لها فقد تنتج عنها حالة من الإجهاد الحاد الذي يؤثر على الدماغ وقدرة الشخص على العيش بصورة طبيعية، الأمر الذي يجعل من الضروري اتخاذ خطوات نحو التعافي والتخفيف من آثار الصدمة النفسية والألم العاطفي قدر الإمكان، ويمكن ذلك باتباع الخطوات التالية وفقا لموقع “ويب ميد” (WebMD) للصحة والطب:

  • إيجاد الدعم المناسب

أولا وقبل كل شيء تجاوز الصدمة النفسية يكمن في الرغبة بالشفاء والاستعداد لقبول المساعدة والدعم، صحيح أن رحلة تعافيك تعتمد عليك تماما بشكل فردي، لكنها ستتضمن الكثير من الدعم ممن حولك أيضا.

قد تتلقى دعما من أحبائك وأسرتك وعائلتك أو من الطبيب النفسي، أو المعالج السلوكي الذي قد تلجأ إليه، أو من الأصدقاء أو الزملاء ممن حولك.

الجزء المهم هنا هو إدراكك أن الآخرين قد يكونون قادرين على مساعدتك، وأنك على استعداد لتلقي المساعدة.

من المهم إدراك أن الآخرين قد يكونون قادرين على مساعدتك وأنك على استعداد لتلقي المساعدة (بيكسلز)

إن التواصل مع الآخرين هو مفتاح السعادة والشعور بالألفة والانتماء كبشر، وبالتالي فإن عزل نفسك أثناء التعامل مع الصدمة يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية حادة مثل الاكتئاب، لهذا احرص على قضاء الوقت مع الأصدقاء عندما تشعر بالقدرة على ذلك، ومشاركة من حولك بما تخوضه من تجارب عندما تشعر أنك على ما يرام.

  • بذل الجهد البدني

كشفت الدراسات العلمية أن التمارين الرياضية تحسن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة المعروف باسم “بي تي إس دي” (PTSD).

وبالإضافة إلى مساعدتك المباشرة على التعافي من الصدمة النفسية فإن التمارين والحركة البدنية تزود جسمك أيضا بالمواد الكيميائية التي يحتاجها بشدة للشعور بالراحة مثل الإندورفين.

أما إذا كنت لا تحب التمرينات الرياضية يمكنك عوضا عن ذلك المشي أو القيام بشيء ممتع، مثل ركوب الدراجة أو الرقص أو اليوغا أو أي جهد بدني تراه متماشيا مع مزاجك العام.

ببساطة، أي شيء يتضمن تحريك جسمك سيساعدك على الشفاء.

المشي
التمارين الرياضية وأي مجهود بدني تخفف أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (شترستوك)
  • التوقف مع مشاعرك

تدوين اليوميات تعد طريقة شائعة لإدارة التوتر والمرور بالأحداث المعقدة، إذا لم تشعر أن عملية كتابة مشاعرك وأفكارك بصورة مجردة على الورق مجدية معك فسيظل من المفيد قضاء بعض الوقت مع مشاعرك.

فقط، ابذل قصارى جهدك لتوضيح ما تشعر به فعلا، ولا تنكر ذلك على نفسك مخافة أن يجلب هذا المزيد من الإرهاق، بل على العكس اسمح لنفسك بتجربة مشاعرك بالكامل لبضع لحظات، ثم لاحظ كيف ستبدأ في استيعابها والتعافي من المؤلم فيها، بحسب موقع “هيلث لاين” (Healthline) للصحة.

الشعور بمشاعرك وقبولها هما مفتاح الشفاء من الصدمة، قد تشعر ببعض المشاعر الصعبة خلال العملية، مثل الغضب أو حتى الانهيار، ولكن تذكر أنه لا بأس بذلك.

  • قم برعاية نفسك

الرعاية الذاتية والعناية بالنفس تقللان الشعور العام بالتوتر، فهما تجعلانك تشعر بالهدوء والراحة واللطف مع ذاتك، وذلك من خلال اتخاذ إجراءات منتظمة خلال اليوم للقيام بأشياء تشعرك بالرضا والمحبة لنفسك.

يمكن أن تكون أعمال الرعاية الذاتية بسيطة، مثل مكافأة نفسك بكوب قهوة في مقهاك المفضل، وقد تكون عادية تماما مثل جلسة استحمام طويلة.

ما يهم هو أن تخصص وقتا للاعتناء بنفسك وتدليلها، وأن تفعل أشياء تجعلك تشعر بالحب والاسترخاء.

خصص وقتا للاعتناء بنفسك وتدليلها وافعل أشياء تجعلك تشعر بالحب والاسترخاء (غيتي)
  • لا تنس أن ترتاح

عند الانتقال إلى مرحلة الشفاء من الصدمة العاطفية قد تجد أنك متعب أكثر من المعتاد، إذ قد تشعر أن لديك طاقة جسدية لكن عقلك لا يعمل بشكل جيد، لأن الشفاء من الصدمة يتطلب الكثير من الطاقة.

أفضل طريقة للتعامل مع انخفاض الطاقة خلال هذا الوقت -سواء من الناحية الجسدية أو العقلية- هي أن تكون لطيفا مع نفسك، بحسب موقع “فيري ويل مايند” (Very Well Mind)، لذلك خذ فترات راحة حتى من القيام بأشياء ممتعة والالتزامات الاجتماعية مع الآخرين بدعوى عدم عزل نفسك.

فقط توقف وأعطِ نفسك لحظة لالتقاط الأنفاس والحفاظ على طاقتك، لضمان ألا تصاب بالإرهاق.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.