|

أعلن السياسي التركي القومي سنان أوغان -الذي حلّ ثالثا في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية- أنّه “منفتح على الحوار” مع كلا المرشّحين للدورة الثانية: الرئيس رجب طيب أردوغان وزعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو.

وأوغان الذي انشقّ عن الحركة القومية، الحزب المتحالف مع معسكر الرئيس أردوغان، حصل في الدورة الأولى على 5.17% من الأصوات، بحسب النتائج الرسمية غير النهائية.

ولم يحصل الرئيس أردوغان وأبرز منافسيه زعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو على الأكثرية المطلقة (أكثر من 50% من الأصوات) اللازمة للفوز من الدورة الأولى، ولذلك فقد تأهّلا إلى دورة ثانية حاسمة يوم 28 مايو/أيار الجاري.

وحصل أردوغان في الجولة الأولى التي أجريت الأحد الماضي على 49.51% من الأصوات، في حين حصل كليجدار أوغلو على 44.88%، وسنان أوغان على 5.17%، وحصل المرشح المنسحب محرم إينجه على 0.44%، ليتأهل أردوغان وكليجدار أوغلو إلى جولة الإعادة.

ويرى مراقبون أن توجيه أوغان للناخبين الذين أدلوا بأصواتهم له في الجولة الأولى لصالح أحد المرشحين في الجولة الثانية، من الممكن أن يكون له أثر كبير في تحديد هوية رئيس تركيا المقبل، في حين يرى آخرون أنه لا يملك مثل هذا التأثير.

وقال أوغان الذي ترشح باسم تحالف “الأجداد” -في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية- إنّه “منفتح على الحوار” مع كلا المرشّحين، وأضاف “سيتمّ اتّخاذ قرار بعد محادثات مع أردوغان وكليجدار أوغلو”، وتابع النائب السابق “يمكننا القول إنّنا لا ندعم حاليا أيّاً من المرشّحَين”.

وقال حزب العدالة والتنمية الذي يتزعّمه أردوغان إنّه لا علم له في الوقت الراهن بشأن أيّ اجتماع مقرّر بين الرئيس المنتهية ولايته وأوغان، وفق سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأكّد أوغان أنّه لم يتفاجأ بعدد الأصوات التي حصل عليها الأحد، والتي ينسبها إلى “قوميين أتراك وشباب يعتبروننا أكثر ثقافة وسئموا من الوجوه السياسية القديمة”، وفق تعبيره.

من جهة ثانية، أكّد السياسي القومي أنّه يؤيّد اعتماد موقف حازم من القضية الكردية، ويعارض “الإرهاب بجميع أشكاله”. وقال “أنا أعارض كلّ منظّمة لا تنأى بنفسها عن الإرهاب”، في إشارة إلى حزب الشعوب الديمقراطي الذي يعتبر أبرز مؤيّد للأكراد وتتّهمه الحكومة بالارتباط بحزب العمّال الكردستاني المصنّف في أنقرة تنظيماً إرهابياً.

وكان حزب الشعوب الديمقراطي دعا إلى دعم كليجدار أوغلو، وعزا محلّلون النتيجة التي أحرزها تحالف كليجدار أوغلو إلى عوامل عدّة من بينها التصويت الكردي، وإذا تقرّب كليجدار أوغلو من أوغان فهو يخاطر بذلك بخسارة الأصوات الكردية.

من أوغان وما توجهاته؟

وأوغان أكاديمي وباحث وسياسي قومي تركي ينحدر من أصل أذربيجاني، وهو عضو سابق في حزب الحركة القومية التركي، وبرلماني سابق. ترشح للانتخابات الرئاسة التركية عام 2023 عن تحالف الأجداد (ATA)، وهو تحالف يضمّ أحزابا قومية متطرفة، أهمها حزب الظفر الداعي لترحيل اللاجئين من البلاد.

وعقب الإعلان عن نتائج الجولة الأولى من الرئاسيات وتوجّه الأنظار نحو مصير الكتلة الانتخابية التي حصل عليها، قال سنان أوغان إنه لا يمكن أن يدعم مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو في جولة الإعادة إلا إذا وافق على ألا يقدم تنازلات لحزب مؤيد للأكراد.

وأضاف أوغان، في تصريحات صحفية، “سنتشاور مع قاعدة ناخبينا قبل التوصل لقرار حول جولة الإعادة، لكننا أوضحنا أن محاربة الإرهاب وإعادة اللاجئين السوريين هي أهم نقاط الحزب للتفاوض لدعم أردوغان أو كليجدار أوغلو”.

وأضاف المرشح الرئاسي أن تحالف المعارضة الرئيسي لم يكن قادرًا على إقناع الناخبين بإمكانية حل مشكلات تركيا.

وكان من أبرز الوعود الانتخابية لسنان أوغان قبيل دخوله الانتخابات: إلغاء النظام الرئاسي والعودة إلى النظام البرلماني، وحل المشاكل الديمغرافية التي سببتها -بحسب رأيه- هجرات الشعوب الأخرى باتجاه تركيا.

وكذلك التأكيد على تأمين عودة آمنة للمهاجرين وخصوصا السوريين إلى بلادهم في أقرب وقت ممكن، وتشكيل اقتصاد إنتاجي ودعم قطاع الزراعة والوصول إلى الاكتفاء الذاتي غذائيا، وكذلك دعم الديمقراطية في تركيا وتحقيق العدالة والدفاع عن حقوق الإنسان.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.