يسابق رجال الإنقاذ الزمن في إسبانيا وإيطاليا لتقديم الإغاثة لآلاف المتضررين، لكن المفارقة أنه في حين يقاوم الإسبان من أجل إخماد الحرائق التي أتت على مساحات واسعة، يكافح نظراؤهم الإيطاليون من أجل تفادي كارثة بسبب الفيضانات التي تشهدها مناطق بشمال شرق البلاد.

وأعلنت السلطات الإسبانية أن رجال الإطفاء الإسبان والبرتغاليين الذين يكافحون حريقا في منطقة إكستريمادورا الإسبانية (غرب) يحقّقون تقدما نحو احتوائه، بعدما أجبرت النيران مئات الأشخاص على إخلاء عدد من القرى.

وقالت منسقة الدفاع المدني نيفيس فيار “نأمل أن نوجه ضربة كبيرة اليوم” السبت للحريق. وأضافت أن “هناك كثيرا من الموارد على الأرض والعمل الذي نقوم به مكثف جدا”، مشيرة إلى أن الرياح ضعيفة في المنطقة.

وتابعت فيار -التي كانت تتحدث من منطقة بينوفرانكيادو القريبة من الغابة المشتعلة- “إنه حريق تم تطويقه بشكل أفضل”، لكنها أكدت أنه “ما زلنا بعيدين عن السيطرة عليه”.

وتقول السلطات إن الكارثة سببها حريق مفتعل، وأوضحت المنسقة أن رجال إطفاء من البرتغال انضموا إلى زملائهم الإسبان، وقالت إن هناك “أكثر من 600 مشارك” في عمليات إخماد الحريق.

رجل إطفاء إسباني يخمد حريقا في منطقة إكستريمادورا غربي البلاد (رويترز)

وتمتد الكارثة على مساحة قدرها نحو 3 آلاف و500 هكتار من الغابات والمساحات المشجرة، كما تم إجلاء نحو 700 شخص من قرى عدة، وفق السلطات المحلية.

وأظهرت بيانات القمر الاصطناعي الأوروبي كوبرنيكوس تضرّر نحو 12 ألف هكتار نتيجة الحريق في أنحاء مختلفة من مقاطعة كاثيراس.

وأشارت وزارة الزراعة في الحكومة الإقليمية إلى مشاركة 14 طائرة إطفاء في إخماد النيران.

وكان عام 2022 سيئا لأوروبا، لا سيما على صعيد حرائق الغابات، وكانت إسبانيا الأكثر تضررا في القارة؛ إذ أتى نحو 500 حريق على أكثر من 300 ألف هكتار من المساحات فيها، حسب منظومة المعلومات الأوروبية لحرائق الغابات.

ويقول العلماء إن التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري يجعل الظواهر المناخية القصوى -مثل موجات الحر والجفاف- أكثر تواترا وشدة.

فيضانات وانهيارات

في سياق مواز، أُجبر أكثر من 36 ألف إيطالي على مغادرة منازلهم بسبب الفيضانات في شمال شرقي البلد، حيث أدى ارتفاع منسوب المياه إلى غمر منازل، وأسفرت الانهيارات الأرضية عن عزل قرى صغيرة، وفق ما أفاد به مسؤولون إقليميون إليوم السبت.

وأدت الأمطار الغزيرة في وقت سابق هذا الأسبوع إلى مصرع 14 شخصا، وحولت شوارع في مدن وبلدات منطقة إميليا رومانيا إلى أنهار.

ومع هطول مزيد من الأمطار، مدّدت السلطات الإقليمية حالة التأهب القصوى حتى الأحد المقبل.

من جهتها، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني اليوم السبت إنها ستغادر قمة مجموعة السبع في اليابان مبكرا للإشراف على التعامل مع الوضع الطارئ.

وصرّحت ميلوني للصحافيين بأنه “لا يمكنني البقاء بعيدا عن إيطاليا في مثل هذا الوضع المعقّد”، وشكرت 5 آلاف شخص من عناصر إنقاذ ومتطوعين ساعدوا المتضررين من الفيضانات.

كما شكرت قادة دول مجموعة السبع على عروض المساعدة.

وأمرت سلطات مدينة رافينا بمنطقة إميليا رومانيا اليوم السبت بالإخلاء الفوري لمزيد من القرى الصغيرة المعرضة للخطر.

وفي أثناء ذلك، تحطمت مروحية قرب مدينة لوغو أثناء مشاركتها في محاولات لإعادة التيار الكهربائي اليوم السبت؛ مما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص الأربعة الذين كانوا يستقلونها، حسب ما ذكره الدفاع المدني.

وخلال 36 ساعة فقط هطلت كمية أمطار تسجل عادة خلال 6 أشهر في منطقة إميليا رومانيا، ووصفت الفيضانات بأنها الأسوأ في البلد منذ قرن. وتسببت الفيضانات في حدوث أكثر من 305 انهيارات أرضية، وألحقت أضرارا أو أغلقت أكثر من 500 طريق في المنطقة.

وقال رئيس بلدية بولونيا ماتيو ليبور اليوم السبت إن إصلاح الطرق والبنية التحتية سيستغرق “شهورا، وربما سنوات في بعض الأماكن”.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.