حذرت دراسة جديدة صادرة عن جامعة “ستانفورد” (Stanford University) من أنه بحلول عام 2030 سترتفع درجة حرارة العالم بمقدار 1.5 درجة مئوية عما كانت عليه قبل الثورة الصناعية.

ووفق الدراسة التي نشرت بتاريخ 30 يناير/كانون الثاني الماضي في دورية “بروسيدنغز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينسز” (PNAS) فإنه لم يعد بالإمكان تجنب ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى هذا الحد، كما أن الأمر لم يعد متعلقا بارتفاع غازات الدفيئة أو انخفاضها خلال العقد المقبل.

ووفقا لمؤلفي الدراسة، فإن الإجراءات الصارمة التي تم اقتراحها في الأصل لخفض الانبعاثات والبقاء في مستوى أقل من 1.5 درجة مئوية من الاحترار العالمي ستكون مطلوبة الآن على الأرجح لتجنب الزيادة إلى درجتين مئويتين، والتي ستترافق بأسوأ عواقب الاحتباس الحراري على الحياة في هذا الكوكب.

ما نشهده من حرائق غابات وفيضانات وعواصف هو نتاج ارتفاع حرارة العالم بمقدار 1.1 درجة مئوية فقط (غيتي إيميجز)

لماذا نهتم بنصف درجة مئوية من الحرارة؟

يذكر أن ما نشهده الآن من موجات الحر الطويلة وحرائق الغابات المتكررة والفيضانات الشديدة والعواصف العاتية ما هو إلا نتيجة لارتفاع متوسط حرارة العالم بمقدار 1.1 درجة مئوية فقط، أكثر مما كانت عليه قبل احتراق الوقود الأحفوري في القرن الـ19.

ونظرا لظهور هذه التأثيرات بالفعل، فمن المتوقع أن يؤدي كل جزء من درجة الاحترار العالمي إلى زيادة شدة وسوء عواقب الارتفاع الحراري على الناس والنظم البيئية. ومع ارتفاع متوسط درجات الحرارة، من المرجح أن يصل العالم إلى عتبات تسمى أحيانا نقاط التحول، والتي تسبب كوارث جديدة مثل ذوبان الصفائح الجليدية القطبية الكبيرة أو حرائق الغابات الهائلة. وهكذا يتوقع العلماء أن تكون التأثيرات أكثر حدة وانتشارا في حال ارتفعت درجة حرارة العالم درجتين مئويتين.

دقة خوارزميات الذكاء الاصطناعي

لم يستخدم الباحثون نماذج التنبؤ بالمناخ وميزانيات الكربون العالمية لحساب الاحترار المستقبلي، ولكنهم اعتمدوا على تدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي المعروفة باسم الشبكات العصبية باعتماد قاعدة بيانات من التغيرات في درجات الحرارة التي حدثت بالفعل.

The trees in the meadow on one side are perfect, the other side is dry. Climate change - landscape with dry earth, Meadow Global warming concept. esg for life
الذكاء الاصطناعي يتوقع أن تصبح الأرض أكثر سخونة بمقدار درجتين مئويتين في المتوسط (شترستوك)

ووفق بيان صحفي نشر على موقع جامعة “ستانفورد” قال عالم المناخ والمؤلف الرئيسي للدراسة نوح ديفينبو، إذا ظلت الانبعاثات عالية خلال العقود القليلة القادمة فإن الذكاء الاصطناعي يتوقع أن تصبح الأرض بحلول منتصف هذا القرن أكثر سخونة بمقدار درجتين مئويتين في المتوسط، مقارنة بأوقات ما قبل الثورة الصناعية في القرن الـ19.

ووفقا لتقرير نشر على موقع “ساينس ألرت” (Science Alert) قال ديفينبو إن تمتع الذكاء الاصطناعي بهذه الدقة العالية تزيد من الثقة في توقعاته لارتفاع درجات الحرارة في المستقبل.

وتتطابق توقعات الباحثين في دراستهم حول ارتفاع درجة حرارة العالم بمقدار 1.5 درجة مئوية بحلول أوائل الثلاثينيات من القرن الحالي مع الاستنتاجات الواردة في تقرير التقييم السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، الذي نص على أنه “حسب التقديرات فإن عبور عتبة 1.5 درجة مئوية سيكون في أوائل الثلاثينيات من هذا القرن”، وهو الأمر الذي يضيف مزيدا من الثقة في دقة نتائج خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي طورها الباحثون في دراستهم.

smoke from coal power plant, Industry pollution; Shutterstock ID 123205483; purchase_order: ajnet; job: ; client: ; other:
الفريق البحثي يشدد على ضرورة تحقيق أهداف الانبعاثات الصفرية لغازات الاحتباس الحراري (شترستوك)

التعهدات الصفرية

ويعتبر الفريق أنه لا بد من تحقيق أهداف الانبعاثات الصفرية التي تشمل ثاني أكسيد الكربون والميثان والغازات الأخرى المسببة للاحتباس الحراري بحلول منتصف هذا القرن، لتجنب ارتفاع درجة الحرارة بأكثر من درجتين مئويتين.

وفي وقتنا الحالي تهدف معظم البلدان لخفض مستويات الانبعاثات لديها إلى الصفر بين عامي 2050 و2070. وبطبيعة الحال لا يزال هناك بعض الشك بشأن الوقت الذي قد نصل فيه إلى ارتفاع درجتين مئويتين، الأمر الذي يعتبر منطقيا عندما يتعلق الأمر بمحاكاة مستقبل كوكب بأكمله.

وعلق ديفينبو “غالبا ما تتمحور هذه التعهدات الصفرية الصافية حول تحقيق هدف اتفاق باريس الذي نص على ارتفاع بمقدار 1.5 درجة مئوية”، وأضاف “تشير نتائجنا إلى أن تلك التعهدات الطموحة قد تكون ضرورية لتجنب ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين”.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.