منذ سيطرة جماعة أنصار الله الحوثيين على صنعاء عام 2014، ظهرت للعلن سلطة جديدة تعرف بـ”سلطة المشرفين”، وهي السلطة الفعلية التي تدير بها الجماعة البلاد، وتشكل كيانا موازيا لسلطات الدولة.

وبموجب هذه السلطة، يكون المشرف على المحافظة -أو المؤسسة أو منطقة معينة- هو صاحب السلطة الأولى، وصلاحياته واسعة إلى حد بعيد، ولا سيما أنه يعين من أعلى هرم الجماعة.

وأما أحدث مآسي سلطة المشرف، فترتبط بطفل صغير لم يتجاوز الخامسة من عمره يدعى أدهم، والده يعمل في بيع الخضروات في صنعاء، وكان أحد مشرفي المدينة يبتز البائع أمام طفله الصغير، ويجبره على دفع الأموال له، فاستاء الطفل الصغير وهب للدفاع عن والده، لكن المشرف لم يتحمل تصرف الطفل فما كان منه إلا أن حمله عاليا وطرحه أرضا.

ورغم أن المشرف كان يحمل سلاحا، فإن الأب سارع لنجدة طفله ورفع عصاه بوجه المشرف، فقام الأخير بإطلاق الرصاص بالهواء لإخافة الأب والطفل الذي أصيب بأضرار في الرأس والظهر واضطر للرقود في المستشفى.

وتسببت هذه الحادثة بإثارة موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي في اليمن، وتابع برنامج “شبكات” (2023/3/26) بعضا من هذه التغريدات، حيث علق الناشط طه اليمني غاضبا: “وفي صنعاء تأتيك الدواهي، مشرف حوثي يرمي طفلا لا يتجاوز عمره 6 سنوات عدة أمتار على الزفلت، إن الله ينصر الدولة العادلة حتى لو كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة حتى لو كانت مؤمنة”.

أما كينغ فدافع عن المشرفين، ورأى أن هذا التصرف لا يمثلهم، وكتب: “هذا مش مشرف ولا يعبر عن المسيرة.. المشرفين هم عملهم خدمة الناس مش هم مدراء أو أصحاب حق عشان يبطشوا أو يظلموا، هو جاء عشان يحل ويكون عون للناس”.

بدوره طالب المغرد شمسان التويتي بتطبيق أقصى العقوبات في حق المشرف، وقال: “يجب رفعه إلى المحكمة وإنزال أقصى العقوبات عليه”.

من جهته، أشار المغرد عبد الرحمن الحكيم إلى أن قصة الطفل أدهم ليست الوحيدة، وقال: “هذه حالة من حالات كثيرة.. لا بد من تفعيل الدور الرقابي بكفاءة أعلى، وتشجيع المجتمع على الإبلاغ عن أي تصرفات مماثلة. لا بد من عمل حملات تخلي اللي يعمل هكذا تصرفات وبطلجة يخاف”.

وعلق الإعلام الأمني بوزارة الداخلية التابعة للحوثيين في صنعاء على الحادثة، موضحا أن الجاني كان يبتز والد الطفل بمبالغ مالية، وعندما رفض دفع الأموال التي طلبها، أقدم على الاعتداء على الطفل بوحشية، كما قام آخرون كانوا رفقة الجاني بإطلاق النار لتهديد والد الطفل. وقد تمكن مركز شرطة دار سلم من ضبط الجاني وإحالته للإجراءات القانونية.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.