حثت منظمة العفو الدولية السلطات التونسية على وقف جميع إجراءات “الترسانة القانونية” ضد ناشطين “مارسوا حقوقهم الإنسانية الأساسية، لا سيما حقهم في التعبير عن آرائهم بحرية وسلمية”.

وقالت المنظمة في بيان لها “نحن قلقون من استخدام الترسانة القانونية لإسكات الأصوات الناقدة، لا سيما المرسوم 54 الذي يمثل تهديدا لحرية التعبير والحق في الخصوصية”.

وفي 13 سبتمبر/أيلول الماضي أصدر الرئيس التونسي قيس سعيد مرسوم “عدد 54” المتعلق بمكافحة جرائم أنظمة المعلومات والاتصال، ووردت فيه عقوبات تصل إلى السجن 5 سنوات لكل من نشر أخبارا كاذبة.

وتابع البيان أن المنظمة الدولية قلقة أيضا من “القانون الأساسي (عدد 26)، المتعلق بمكافحة الإرهاب، ومنع غسل الأموال، وبعض مواد القانون الجنائي”.

والقانون “عدد 26” في تونس صدر عام 2015، ويتعلق بمكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال، وجرى تحديثه بمقتضى القانون الأساسي “عدد 9” لعام 2019.

وشددت “العفو الدولية” على ضرورة أن “تتوقف السلطات (التونسية) عن استخدام المحاكم العسكرية لمحاكمة الأشخاص الذين ينتقدون السلطات بصفة علانية”.

قيس سعيد أصدر قوانين جدلية بعد توليه مهام التشريع إثر حل البرلمان (صفحة رئاسة الحكومة)

وفي 21 يناير/كانون الثاني الماضي أوقفت السلطات التونسية سيف الدين مخلوف زعيم كتلة ائتلاف الكرامة بعد أن دانته محكمة عسكرية بشتم عناصر من الشرطة، في ما يعرف بقضية مطار تونس قرطاج في مارس/آذار 2021.

وأعربت المنظمة الحقوقية الدولية عن قلقها البالغ “بعد الموجة الأخيرة من الاعتقالات التي شملت معارضي الرئيس قيس سعيد”، داعية إلى “احترام حقوق الإنسان، وحماية الحريات الأساسية للمواطنين، بما يتوافق مع المعايير الوطنية والدولية”.

ومنذ 11 فبراير/شباط الماضي تشهد تونس حملة توقيفات شملت سياسيين وإعلاميين وناشطين وقضاة ورجال أعمال، يتهم الرئيس سعيد بعضهم بـ”التآمر على أمن الدولة، والوقوف وراء أزمات توزيع السلع وارتفاع الأسعار”.

ولفتت “العفو الدولية” إلى أن “تسارع وتيرة القمع في تونس تتزامن مع تصاعد خطاب الكراهية والإقصاء، لا سيما تجاه مهاجرات ومهاجري أفريقيا جنوب الصحراء الموجودين في تونس”.

وفي 21 فبراير/شباط الماضي دعا الرئيس التونسي إلى وضع حد لما قال إنه تدفق “أعداد كبيرة” لمهاجرين غير نظاميين من جنوب الصحراء إلى بلاده، ووصف الأمر بأنه “ترتيب إجرامي، يهدف لتغيير تركيبة تونس الديمغرافية”.

تصريحات سعيد أثارت ردود فعل واسعة في الداخل والخارج، ووصفتها أحزاب بـ”العنصرية”، ليرد سعيد بأن “من يتحدث عن تمييز عنصري في تونس هو طرف يبحث عن الفتنة”.

وعلى الإثر أعلنت مجموعة البنك الدولي، الاثنين، تعليق “مناقشات الشراكة مع تونس مؤقتا”، وهي المناقشات التي تهدف إلى حصول تونس على قروض وتمويل بقيمة تصل إلى 520 مليون دولار.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.