تواصل القوات الأوكرانية اليوم الأحد التصدي للهجمات الروسية على مدينة باخموت الإستراتيجية شرقي البلاد، وقد أعلنت أنها تحشد المقاتلين لشن هجوم معاكس بعدما سيطرت مجموعة فاغنر الروسية على الجزء الأكبر من شرقي المدينة.

وقال قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي إن “الأبطال الحقيقيين هم المدافعون الذين تقع الجبهة الشرقية على عاتقهم”.

ونقلت الخدمة الصحفية للجيش الأوكراني عن سيرسكي قوله “يجب كسب الوقت لتجميع احتياطي وشن هجوم معاكس، وهو ليس بعيدا”.

ووفقا للمعلومات التي تنشرها وزارة الدفاع البريطانية، فقد سيطرت مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، التي تقاتل إلى جانب القوات الروسية، على الجزء الأكبر من شرقي باخموت خلال الأيام الأربعة الماضية.

وقالت الوزارة إن “القوات الأوكرانية تسيطر على غربي المدينة وهدمت الجسور الرئيسية فوق النهر”، في إشارة إلى نهر باخموت.

وتعد معركة باخموت أطول المعارك منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022، وقد اكتسبت طابعا رمزيا لكييف وموسكو على حد سواء. وتحرص روسيا على تحقيق انتصار هناك بعد عدد من النكسات.

قصف متواصل في باخموت

وأفاد مراسل الجزيرة اليوم الأحد بتواصل القصف المتبادل بين القوات الروسية والأوكرانية على محور باخموت.

من جهته، أعلن المتحدث باسم قيادة الشرق في القوات الأوكرانية سيرغي شيريفاتي عن وقوع أكثر من 50 اشتباكا مع القوات الروسية أمس السبت، كما اتهم القوات الروسية بإطلاق أكثر من 150 قذيفة باتجاه المواقع الأوكرانية.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن قواتها صدت 92 هجوما للقوات الروسية باتجاه باخموت وأفدييفكا وليمان ومارينكا وشختار شرقي البلاد.

في المقابل، قالت وكالة ريا نوفوستي الروسية إن مجموعة فاغنر سيطرت على مواقع جديدة وصفتها بالمهمة داخل المنطقة الصناعية وسط مدينة باخموت.

وأضافت الوكالة، نقلا عن مصدر موال لروسيا في إقليم دونباس، أن وحدات فاغنر سيطرت على مواقع داخل مصنع الصلب على الضفة الغربية لنهر باخموت، مما يسهل السيطرة على المنطقة الصناعية، ويجعلها منطلقا لهجمات فاغنر على ما تبقى من أحياء يسيطر عليها الجيش الأوكراني.

في الوقت نفسه، قال موقع “ريبار” العسكري إن سلاح الجو الروسي شن ضربات مكثفة على مواقع الجيش الأوكراني وسط باخموت، وفي بلدات مجاورة.

من جهته، واصل رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين الإعلان عن مكاسب جديدة لقواته، كما جدد انتقاداته العلنية لكبار المسؤولين بوزارة الدفاع الروسية بمن فيهم الوزير.

سخرية بريغوجين

وبنبرة ساخرة، وصف بريغوجين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف بأنهما “قائدان عسكريان استثنائيان”، وذلك في مقطع فيديو نشر أمس السبت.

وتابع الرجل الذي لا يكف عن انتقاد إستراتيجية القيادة العسكرية على الأرض، “أؤيد بالكامل وبالتأكيد كل جهودهما”.

وتحدث بريغوجين في المقطع، الذي بثته الخدمة الصحفية لشركته “كونكورد”، عن تقدم جديد لمقاتليه في باخموت.

وقال “هذا هو مبنى الإدارة البلدية، المركز الإداري للمدينة”، مشيرا من سطح مبنى إلى مبنى آخر دليلا على هذا التقدم.

وأضاف أن المبنى يبعد 200 كيلومتر، موضحا “هذه هي المنطقة وهناك معارك مستمرة”.

في غضون ذلك، اعترفت أولغا ستيفانيتشينا نائبة رئيس الوزراء الأوكراني بأن “مقاومة وردع القوات في باخموت تزداد تعقيدا بالنسبة لنا”.

وأضافت “نقدر أن الجيش الروسي خسر حتى الآن 150 ألف رجل منذ العام الماضي في هجماته العسكرية على أرضنا”، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن “الكتلة البشرية للمشاة (الروس) سلاح هائل ولا ينضب على ما يبدو في حجمه وعلى مر الوقت”.

جنود أوكرانيون في مقاطعة خيرسون جنوبي البلاد (الأناضول-أرشيف)

قصف أوكراني في الجنوب

وفي الجنوب، أعلنت سلطات خيرسون الموالية لروسيا مقتل مدني في قصف مدفعي أوكراني استهدف مدينة نوفويا كاخوفكا على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو جنوبي أوكرانيا.

وقالت إن القوات الأوكرانية باتت تقصف الأراضي الواقعة على الضفة اليسرى من النهر بشكل متواصل باستخدام أسلحة غربية الصنع. وأكدت أن القصف المدفعي الأخير استهدف مناطق سكنية وسط نوفويا كاخوفكا.

في المقابل، قالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية ناتاليا هومينيوك إن القوات الأوكرانية تعمل بشكل يومي لدفع القوات الروسية إلى التراجع في الضفة اليسرى من خيرسون، وذلك عبر تكثيف القصف المدفعي على هذه القوات.

واتهمت هومينيوك القوات الروسية بنشر الأسلحة بين منازل السكان هناك، وترهيبهم.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.