تتوالى الإدانات العربية والدولية للقصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. وقد ارتفعت حصيلة الشهداء لليوم الثاني على التوالي إلى 13 فلسطينيا، بينهم طفلة (5 أعوام)، فيما أصيب 114 مواطنا بجراح مختلفة، وفق آخر بيان لوزارة الصحة الفلسطينية.

وأعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين للعدوان الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة الذي أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، كما شددت على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف اعتداءات الاحتلال المتكررة بحق المدنيين، ولا سيما النساء والأطفال.

وذكرت حركة حماس أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أكد لوزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني هاتفيا، أن “جرائم الاحتلال ضد غزة تعبير عن نيات يضمرها بمبررات واهية”.

بدورها، أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن إدانة واستنكار دولة الكويت “بأشد العبارات، العدوان الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلية على قطاع غزة في دولة فلسطين الشقيقة، والذي أدى إلى استشهاد وجرح عدد من الأشخاص”.

جثمان الشهيدة آلاء بين أيدي جدها وأبيها (الأناضول)

من جهتها، دعت الخارجية الأردنية إلى “وقف فوري للعدوان الإسرائيلي المدان على قطاع غزة”، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل “لوقف التصعيد وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق”، وبـ”التصدي لجرائم المحتل”.

كما عبّرت الخارجية التونسية عن إدانتها لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة المحاصر، ودعت المجتمع الدولي لتحمّل مسؤوليته إزاء الفلسطينيين.

وأصدرت الخارجية الجزائرية بيانا جاء فيه “ندين بشدة العدوان الغاشم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة”، كما أعربت عن قلقها من التصعيد.

وقالت الخارجية اللبنانية -في بيان- “يدين لبنان بشدة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ويدعو المجتمع الدولي للتدخل السريع لوقف هذا الاعتداء فورا”.

كما أشاد حزب الله اللبناني “بتكاتف فصائل المقاومة الفلسطينية كافة”، وعبّر “عن تأييده لكافة الخطوات التي تتخذها قيادة حركة الجهاد الإسلامي للرد على العدوان وجرائمه المتمادية”.

وذكرت الخارجية المصرية -في بيان- أنها تجري اتصالات مكثفة على مدار الساعة، بهدف احتواء الوضع في غزة والعمل على التهدئة.

وقال الأزهر الشريف “ندين بأشد العبارات إرهاب الكيان الصهيوني على غزة وقتل الفلسطينيين واستهداف النساء والأطفال”.

وقالت الخارجية السورية -في بيان اليوم السبت- “إن عدم اهتمام المجتمع الدولي بدماء الفلسطينيين أطفالا ونساء وشيوخا، يعكس بشكل سافر تواطؤًا مع العدوان وتجاهلا لكل قيم القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.

الإمارات والبحرين

في الأثناء، دعت سفارة الإمارات لدى تل أبيب مواطنيها الموجودين في إسرائيل بـ”أخذ الحيطة والحذر، وضرورة اتباع تعليمات السلامة الصادرة عن السلطات الإسرائيلية”.

كذلك وجّهت سفارة البحرين لدى تل أبيب نداء لمواطنيها الموجودين في إسرائيل “لاتباع الإجراءات الأمنية الرسمية المعلنة وتوخي الحيطة والحذر”.

ردود دولية

دوليا، دانت الخارجية التركية -في بيان- “بشدة” الغارات الإسرائيلية على غزة، وقالت إنه “من غير المقبول سقوط ضحايا بين المدنيين، بمن فيهم الأطفال”.

وحمّلت إيران إسرائيل المسؤولية عن تبعات “الهجوم الوحشي” على قطاع غزة، ودان المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني -في بيان- “الهجوم الوحشي لنظام الفصل العنصري الصهيوني على غزة، واغتيال قادة في المقاومة ومجموعة من الفلسطينيين العزل”.

وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني نقلا عن قائد الحرس الثوري -اليوم السبت- أن “إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا لهجماتها الأخيرة على الفلسطينيين في غزة.

من جهته، قال رئيس الحكومة الباكستانية السابق عمران خان “نقف مع الشعب الفلسطيني الشجاع، ونطالب المجتمع الدولي بالتحرك ضد الجرائم الإسرائيلية التي ترتكب بحق الفلسطينيين”.

وعبّر المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد عن إدانته للقصف الإسرائيلي على غزة، الذي أوقع عددا من الشهداء والجرحى.

كما أعربت روسيا عن “قلقها البالغ” إزاء التصعيد في غزة، وجاء في بيان للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا “نراقب بقلق بالغ تطور الأحداث التي يمكن أن تؤدي إلى استئناف المواجهة العسكرية على نطاق واسع، وتفاقم تدهور الأوضاع الإنسانية المتردية أصلا في غزة”.

الموقف الأميركي

أما في واشنطن، فقد قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي -في تصريحات للجزيرة- “إن الولايات المتحدة تؤيد حقَّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الجماعات الإرهابية التي أزهقت أرواح المدنيين الأبرياء في إسرائيل”.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) “إن الوزير لويد أوستن اطلع على مستجدات الغارات الإسرائيلية على غزة، وإن إسرائيل تنفذها حماية لمواطنيها”.

وأضافت أن وزير الدفاع أعرب عن قلقه بشأن التقارير المتعلقة بمقتل مدنيين، ودعا إلى إجراء تحقيق في الوقت المناسب.

كما أكد البنتاغون أن وزير الدفاع حث نظيره الإسرائيلي على اتخاذ خطوات لتهدئة الموقف.

ورفض المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك التعليق على الهجمات الإسرائيلية، وقال -في إفادة صحفية- “لطالما كنا نشعر بالقلق إزاء الوضع الإنساني في غزة. وفيما يتعلق بما يحدث اليوم، نحن على اتصال بزملائنا على الأرض، ونحاول فقط الحصول على بعض الإيضاحات”.

من جانبه، قال المبعوث الأممي إلى الشرق الأوسط تور وينسلاند إن “التصعيد في غزة خطير، وأدعو جميع الأطراف إلى تجنب المزيد من التصعيد”.

وأضاف -في بيان نشره على تويتر- “أشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد في غزة، بما في ذلك استهداف أحد قادة الجهاد الإسلامي”.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة تعمل مع كل الأطراف المعنية لتجنب المزيد من التصعيد.

ردود فلسطينية

ودانت الرئاسة الفلسطينية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وطالبت بوقفه فورا، وحمّلت قوات الاحتلال مسؤولية هذا التصعيد الخطير، وطالبت المجتمعَ الدولي بإلزام إسرائيل وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية -في بيان- “إننا نطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية لأبناء شعبنا، ووقف فوري للعدوان الإسرائيلي على أهلنا في غزة”.

وكذلك قالت الخارجية الفلسطينية “ندين العدوان الإسرائيلي على غزة، ونطالب بتحرك دولي عاجل لوقفه ولتوفير الحماية للفلسطينيين”، وأضافت أن “ردود الفعل الدولية لا ترتقي لمستوى جرائم الاحتلال بل تشجعه على مواصلة عدوانه ضد قطاع غزة”.

وأكدت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- “أن دماء أبناء شعبنا لن تذهب هدرا، وستكون لعنة على الاحتلال بإذن الله”.

وقال إسماعيل هنية “إننا إذ ننعى القائد الجعبري والشهداء الأبرار، لنؤكد أن الأمور مفتوحة على كل الاتجاهات”، داعيا إلى “لجم العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني”.

كما قال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم -للجزيرة- إنه “من الواضح أنه كانت لدى الاحتلال نية مبيتة للعدوان على غزة وارتكاب جرائمه”.

وأكّد برهوم “أن المقاومة بكل أذرعها العسكرية وفصائلها موحدة في هذه المعركة، وستقول كلمتها وبكل قوة، ولم يعد ممكنا القبول باستمرار هذا الوضع على ما هو عليه”.

من جهتها، نعت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- قائدها في المنطقة الشمالية الذي ارتقى جراء غارة إسرائيلية استهدفته مساء اليوم بمدينة غزة.

وقالت سرايا القدس “نزف القائد الكبير تيسير محمود الجعبري عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الشمالية الذي ارتقى جراء غارة صهيونية استهدفته مساء اليوم بمدينة غزة”.

وتوعّد الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة إسرائيل بمعركة “دون خطوط حمراء”، والرد على غاراتها.

استشهد 15 فلسطينيا بينهم طفلة (5 أعوام) وأصيب 125 بجراح مختلفة خلال القصف الإسرائيلي على غزة (الأناضول)

أما كتائب الشهيد أبو علي مصطفى -الذراع العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- فاستنكرت العدوان على غزة، ونعت الشهداء وعلى رأسهم القائد تيسير الجعبري.

وأكدت الجبهة -في بيان- “أن الاحتلال الصهيوني المجرم يتحمل المسؤولية كاملة عن اغتياله القائد الشهيد الجعبري وما سينجم عن جريمته”.

وفي هذا الشأن، أعلنت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة -أمس الجمعة- أن “الرد قادم وبالطريقة التي تحددها قيادة المقاومة”.

ويتواصل العدوان الإسرائيلي على القطاع، حيث تجوب طائرات الاستطلاع مختلف أجواء غزة، بينما تجوب الطائرات الحربية الأجواء بين الفينة والأخرى.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.