طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس -مساء الأحد- الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل لوقف إجراءاتها الأحادية الجانب بحق الفلسطينيين. في المقابل، نشرت إسرائيل قوات إضافية في القدس والضفة الغربية، كما بدأت تنفيذ قرارات “انتقامية” ضد الفلسطينيين ردا على العمليتين الأخيرتين في القدس المحتلة.

وبينما يستعد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لزيارة الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الفلسطينيين والإسرائيليين إلى وقف التصعيد وتفادي اشتعال المواجهة المسلحة.

وقالت الرئاسة الفلسطينية -في بيان لها- إن عباس أطلع مدير جهاز المخابرات العامة الأميركية وليم بيرنز على خطورة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وأهمية التدخل العاجل للضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف إجراءاتها الأحادية الجانب، والالتزام بالاتفاقيات الموقعة.

وأكد عباس على ضرورة عودة الأفق السياسي على أساس الشرعية الدولية، بما يحقق الأمن والاستقرار للجميع في المنطقة، ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله في دولته وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.

وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية منذ 2014، جراء تنصل تل أبيب من مبدأ حل الدولتين ورفضها وقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية وإطلاق دفعة من معتقلين قدامى.

وكان فلسطينيان قد قتلا أمس الأحد، أحدهما برصاص حارس أمن مستوطنة إسرائيلية في قلقيلية والآخر متأثرا بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مداهمته مخيم جنين للاجئين يوم الخميس الماضي.

وتشهد الأراضي الفلسطينية تصاعدا في التوتر منذ مقتل 9 فلسطينيين في عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين يوم الخميس الماضي، تلاه هجوم مسلح لشاب فلسطيني في القدس المحتلة خلف 7 قتلى وعدة إصابات. كما نفذ صبي فلسطيني (13 عاما) هجوما في القدس الشرقية أمس السبت أسفر عن إصابة شخصين.

اعتداءات واعتقالات

وفي سياق متصل، اعتدت مجموعة من المستوطنين على مواطنين فلسطينيين في قرية جالود جنوب نابلس بالضفة الغربية.

وذكر شهود عيان أن المستوطنين هاجموا منازل في القرية وأحرقوا مركبة على الأقل، كما هاجمت مجموعة أخرى بالحجارة مركبات فلسطينية عند مدخل القرية.

كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد 9 فلسطينيين -بينهم طفل- من بلدتي بيت حنينا وسلوان في مدينة القدس.

وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان، بأن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 8 شبان من بلدة بيت حنينا شمالي القدس.

كما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية طفلا يبلغ من العمر 16 عاما، في بلدة سلوان المحاذية للمسجد الأقصى، بحسب شاهد عيان.

وفي السياق ذاته، اندلعت مواجهات بين قوات إسرائيلية وشبان فلسطينيين في بلدة جبل المكبر جنوبي القدس، أطلقت خلالها قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص في الهواء، وفق شهود عيان.

إجراءات انتقامية

وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بدأت أمس الأحد تنفيذ قرارات “انتقامية” ضد الفلسطينيين، ردا على العمليتين الأخيرتين في القدس المحتلة. كما قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعزيز الشرطة الإسرائيلية بسرايا من الجيش، لمساعدتها في القدس والمناطق القريبة من خط التماس، وتوسيعَ تسليح المستوطنين.

ودفع الجيش الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية إلى الضفة الغربية والقدس المحتلة، لدعم القوات المنتشرة هناك بحسب الحكومة الإسرائيلية.

وقال نتنياهو إن الإجراءات الانتقامية تشمل مصادرة الحق في السكن والإقامة والمواطنة لعائلات منفذي العمليات. وجاء ذلك خلال اجتماع للحكومة بعد ساعات من اتخاذ الطاقم الوزاري الإسرائيلي المصغر سلسلة قرارات انتقامية ضد الفلسطينيين، شملت إغلاق منزل منفذ عملية القدس الشهيد خيري علقم.

كما هدمت جرافات الاحتلال الأحد منزل عائلة راتب شقيرات في جبل المكبر بالقدس المحتلة، بحجة عدم الترخيص.

وبالتزامن، أحرق مستوطنون متطرفون منزلا ومركبات لفلسطينيين في قرية ترمسعيا قرب رام الله بالضفة الغربية.

صور لعملية القدس

بدورها، نشرت القناة 13 الإسرائيلية مقطع فيديو يظهر اللحظات الأولى للعملية التي نفذها خيري علقم في حي “النبي يعقوب” الاستيطاني بالقدس المحتلة.

وأظهرت الصور قيام منفذ العملية بإطلاق النار على أحد المارة، واستهداف شخص آخر كان يستقل دراجة نارية.

وأشارت تقديرات أمنية إسرائيلية إلى أن منفذ العملية قد يكون تلقى تدريبا عاليا على استخدام السلاح، مما أدى لسقوط 7 قتلى و5 جرحى.

دعوة لافروف

دوليا، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -أمس الأحد- الفلسطينيين والإسرائيليين إلى وقف التصعيد وتفادي اشتعال المواجهة المسلحة.

جاء ذلك في محادثات هاتفية أجراها لافروف مع نظيريه الفلسطيني رياض المالكي والإسرائيلي إيلي كوهين.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن لافروف أكد أن موسكو تشعر بقلق بالغ إزاء موجة العنف الجديدة بين فلسطين وإسرائيل، التي تهدد بإشعال مواجهة مسلحة واسعة النطاق تفضي إلى وقوع ضحايا ودمار.

وأضاف البيان أن لافروف دعا الشركاء الإسرائيليين والفلسطينيين لتحمل أقصى قدر من المسؤولية، والامتناع عن أي عمل يمكن أن يؤدي إلى مزيد من تدهور الأوضاع.

وأعرب لافروف عن تعازيه لنظيريه الفلسطيني والإسرائيلي بضحايا التوتر الأخير.

جولة بلينكن

من جانبه، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد إلى القاهرة، في سياق جولة تشمل الأراضي الفلسطينية وإسرائيل.

وينتظر أن يناقش بلينكن خلال هذه الجولة التصعيد في الأراضي الفلسطينية، والتخفيف من حدة التوترات، والحفاظ على الوضع التاريخي في القدس المحتلة، وملف حل الدولتين وملفات أخرى.

ونددت واشنطن بعملية القدس التي سقط فيها قتلى إسرائيليون، وأكدت التزامها بأمن إسرائيل، لكن مسؤولين أميركيين أشاروا في المقابل إلى ضرورة خفض التصعيد.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.