اتهم دانيال كريتنبرينك مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا الصين بترهيب تايوان ومحاولة إخضاعها، فيما تستعد واشنطن وتايبيه لإطلاق مفاوضات لتعزيز العلاقات التجارية بينهما.

وفي أغسطس/آب الجاري نفذت بكين على مدى أيام عدة مناورات جوية وبحرية في مضيق تايوان تزامنا مع زيارة قامت بها إلى الجزيرة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، وأعقبتها زيارة أخرى لوفد من الكونغرس الأميركي.

وردا على المناورات الصينية أجرت تايوان مناورات حاكت خلالها كيفية التصدي لغزو صيني محتمل.

ونقلت رويترز عن كريتنبرينك قوله إن الصين استخدمت زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان ذريعة لمحاولة تغيير الوضع القائم في الجزيرة، متوقعا أن تستمر حملة الضغوط الصينية على تايوان.

وأكد كريتنبرينك أن الولايات المتحدة كانت صريحة مع الصين في أن نهجها تجاه تايوان لم يتغير، بما في ذلك التزام واشنطن بسياسة “صين واحدة” وعدم دعم الاستقلال الرسمي لتايوان.

وأضاف “في حين أن سياستنا لم تتغير فإن ما تغير هو الإكراه المتزايد من بكين التي تضغط على تايبيه وتخاطر بإجراء حسابات خاطئة وتهدد السلام والاستقرار في مضيق تايوان”.

وأضاف كريتنبرينك أن خطوط الاتصال الأميركية مع بكين لا تزال مفتوحة، لكنها ستواصل دعم تايوان واتخاذ خطوات هادئة ولكن حازمة لدعم السلام والاستقرار في مواجهة جهود بكين المستمرة لتقويضهما، على حد قوله.

ولا ترتبط واشنطن بعلاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان، لكنها ملزمة بموجب القانون بتزويدها بوسائل الدفاع عن نفسها.

ولدى تايوان حكومة مستقلة منذ عام 1949، لكن الصين تعتبر الجزيرة جزءا من أراضيها، وترفض بكين الاتصالات الرسمية بين الدول الأخرى وتايبيه.

استعراض جوي

من جانب آخر، عرضت تايوان مساء أمس الأربعاء مقاتلتها الأكثر تطورا وهي طائرة حربية أميركية الصنع من طراز “إف-16 في” (F-16V) مزودة بصواريخ، وذلك خلال طلعة ليلية نادرة أعقبت مناورات عسكرية غير مسبوقة أجرتها الصين قبالة سواحل الجزيرة.

ومساء أمس، حمّل عناصر من سلاح الجو التايواني في قاعدة بمقاطعة هوالين (شرق) صواريخ أميركية الصنع مضادة للسفن من طراز “هاربون إيه جي إم-84” (Harpoon AGM-84) تحت جناحي مقاتلة من طراز “إف-16 في”، وهي نسخة مطورة وأكثر تعقيدا من مقاتلات “إف-16” (F-16) التي يعود تاريخها إلى التسعينيات.

وفي إطار هذا التمرين على “الاستعداد القتالي” أقلعت من القاعدة الجوية ليلا 6 طائرات من طراز “إف-16 في” -من بينها اثنتان مسلحتان بصواريخ- وذلك في مهمة استطلاع ليلي، حسب ما أعلن سلاح الجو التايواني.

وقال سلاح الجو في بيان إنه “في مواجهة التهديد الناجم عن التدريبات العسكرية الأخيرة التي قامت بها القوات الشيوعية الصينية ظللنا يقظين، مع ترسيخنا في الوقت نفسه مفهوم ساحات القتال في أي مكان والتدريب في أي وقت، وذلك لضمان الأمن القومي للبلاد”.

تدريبات صينية

وفي سياق متصل، ذكرت وزارة الدفاع الصينية في بيان أن الجيش سيجري تدريبات عسكرية في روسيا بمشاركة الهند وبيلاروسيا ودول أخرى.

وأضافت الوزارة أن الصين ستشارك في هذا التدريب لتعزيز التعاون مع جيوش تلك الدول، حسب وكالة “بلومبيرغ” للأنباء أمس الأربعاء.

وقالت الوزارة إنه لا علاقة للمشاركة الصينية بالوضع الإقليمي والدولي الحالي.

وكانت قيادة “المسرح الشرقي” لجيش التحرير الشعبي الصيني قد أكملت الأسبوع الماضي مهامها في تدريبها العسكري قرب تايوان، وستجري دوريات بشكل منتظم في المنطقة، حسب ما ذكر مركز القيادة العسكري الإقليمي في بيان.

وذكرت تايوان أن التدريبات الصينية تظهر الإعداد لغزو محتمل، وهي تعيش تحت تهديد مستمر بالتعرض لغزو من جانب الصين التي تطالب بالسيادة على الجزيرة.

وتتمتع تايوان بحكم ذاتي، لكن الصين تعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيها وتؤكد أن الجزيرة ستعود إلى سيادتها يوما ما، وبالقوة إن لزم الأمر.

مفاوضات تجارية

اقتصاديا، أعلنت الولايات المتحدة وتايوان أن محادثات تجارية ستنطلق رسميا بينهما.

وكان الجانبان قد حددا الأهداف العريضة للمحادثات التجارية التي تهدف إلى تعميق علاقتهما التجارية والاستثمارية، وتعزيز الأولويات التجارية المتبادلة القائمة على القيم المشتركة، وتعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي الشامل لعمالهما وشركاتهما، حسب ما قالت سارة بيانكي نائبة الممثل التجاري الأميركي.

كما أعلن مكتب المفاوضات التجارية في تايوان عن بدء محادثات رسمية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس بتوقيت تايبيه، قائلا إنه يهدف إلى إجراء مفاوضات لجذب المزيد من الاستثمارات الأميركية وتمهيد الطريق أمام تايوان للانضمام إلى التكتلات التجارية الدولية، مثل الاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة عبر المحيط الهادي التي تقودها اليابان.

وأكد المكتب التجاري التايواني أنه لن تتم مناقشة الرسوم الجمركية.

ومن المتوقع أن تبدأ المفاوضات التجارية في أوائل الخريف، حسب ما أعلن مكتب الممثلة التجارية الأميركية، وذكرت وكالة الأنباء المركزية التايوانية الرسمية الإطار الزمني نفسه.

وكانت واشنطن وتايبيه كشفتا النقاب عن “المبادرة الأميركية التايوانية بشأن تجارة القرن الـ21” في يونيو/حزيران الماضي.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.