يدرس الاتحاد الأوروبي تخصيص أكثر من مليار دولار من الدعم الإضافي لتوفير ذخائر لأوكرانيا في حربها المتواصلة ضد الروس منذ 24 فبراير/شباط من العام الماضي.

يأتي هذا في حين أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء أن قوات بلاده “تسيطر على كل قطاعات الجبهة” في مدينة باخموت الإستراتيجية، بعد ساعات من إعلان القيادة العسكرية الأوكرانية أن القوات الروسية تتقدم قرب المدينة التي تستهدفها القوات الموالية لموسكو بهجمات مكثفة.

وجاء في وثيقة مقترح الدعم الإضافي التي وزعت على دول الاتحاد الأوروبي أن الأموال ستأتي من “صندوق السلام الأوروبي”، الذي وفر حتى أكثر من 3.6 مليارات دولار لتسليح أوكرانيا منذ بدء الحرب.

وسيناقش وزراء دفاع دول الاتحاد الاقتراح في اجتماع يومي السابع والثامن من مارس/آذار الجاري في ستوكهولم.

وينص اقتراح الاتحاد الأوروبي الجديد على الاشتراك في تقديم “طلب ضخم” من الذخائر لصالح أوكرانيا وكذلك لإعادة ملء مخزونات الدول الأعضاء.

وتورد الوثيقة أن ذلك من شأنه أن يرسل إلى الشركات المصنعة “إشارة طلب واضحة تمكنها من زيادة طاقتها الإنتاجية بطريقة منظمة وثابتة في جميع أنحاء أوروبا”.

وستتولى “وكالة الدفاع الأوروبية” التابعة للاتحاد تنسيق عملية الشراء المشتركة، على أن يتم إبرام العقود الأولى في وقت مبكر من الشهر المقبل.

وبموجب الاقتراح، قد ينشئ الاتحاد في نهاية المطاف صندوقا خاصا لشراء الأسلحة لأوكرانيا إذا وافقت الدول الأعضاء على ضخ المزيد من الأموال.

مجموعة العشرين

من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء أن لا خطط لديه للقاء نظيريه الروسي والصيني خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين اليوم الخميس بنيودلهي، في وقت يلقي ملف أوكرانيا والتوتر مع الصين بظلاله على محاولات الهند المضيفة بناء تفاهمات بين أكبر اقتصادات العالم.

وسيكون الاجتماع المرة الأولى التي يوجد فيها المسؤولان الأميركي والروسي في القاعة نفسها منذ اجتماع مجموعة العشرين في بالي في يوليو/تموز الماضي.

وقال بلينكن للصحفيين في طشقند قبل وصوله إلى نيودلهي، “إذا كانت روسيا مستعدة حقا للانخراط في دبلوماسية هادفة ضرورية لإنهاء العدوان، فسنكون بالطبع أول من يعمل للانخراط فيها، لكن لا يوجد أي دليل على ذلك”.

وأكد المسؤول الأميركي أيضا أنه ليس لديه خطط للقاء نظيره الصيني تشين غانغ على هامش اجتماع مجموعة العشرين الذي يستمر يومين في نيودلهي.

وكان بلينكن قد عقد اجتماعا مع كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي الشهر الماضي في ألمانيا، بعد أن أسقطت الولايات المتحدة قبالة ساحلها الشرقي في الرابع من فبراير/شباط منطادا صينيا حلق فوق أراضيها لأيام وقالت إنها تشتبه في أنه مخصص لأغراض التجسس.

ودفع الحادث بلينكن إلى إلغاء زيارة نادرة إلى الصين، منتقدا “انتهاكا غير مقبول لسيادة الولايات المتحدة والقانون الدولي.. يجب ألا يتكرر أبدا”.

معارك باخموت

ميدانيا، أعلن الجيش الروسي تصديه لهجوم أوكراني كثيف بمسيرات على شبه جزيرة القرم، تزامنا مع احتدام المعارك على جبهة باخموت الإستراتيجية شرقي البلاد بين القوات الأوكرانية ومليشيا فاغنر.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إنها متمسكة باستعادة السيطرة على المدينة، وإنها قامت بإرسال وحدات عسكرية إضافية للدفاع عنها.

وذكرت القوات الأوكرانية أن قناصتها قتلوا 7 من قوات استطلاع روسية وأصابوا 3 آخرين كانوا يحاولون الزحف نحو مواقع أوكرانية في باخموت، خلال الليل.

وتم تدمير البلدة، التي كانت تضم 70 ألف نسمة، ولم يبق سوى بضعة آلاف من سكانها.

وتمثل “باخموت” الجزء الرئيسي من خط الدفاع الذي تم إقامته بينها وبين بلدة “سيفيرسك” في منطقة “دونيتسك”، وحال سقوطها فإن الطريق إلى مدينتي “سلوفيانسك” و”كراماتورسك” يصبح مفتوحا أمام القوات الروسية، مما يجعلها أقرب إلى الغزو الكامل لمنطقة “دونيتسك”.

ووصف الرئيس الأوكراني هجمات المدفعية الروسية على البلدات والقرى الواقعة خلف الجبهات في جنوب وشرق أوكرانيا بأنها “إرهاب متعمد”، لكنه أكد استمرار السيطرة على جميع مناطق الجبهة.

وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أعلن أمس الأربعاء أن بلاده “تجاوزت أصعب شتاء في تاريخها” شهد قصفا روسيا مكثفا أغرق ملايين الأشخاص في الظلام.

وقال موقع “ريبار” العسكري التابع لروسيا، إن مليشيا فاغنر تقدمت في الجهة الشمالية الغربية لباخموت، باتجاه بلدة “خروموفا”، آخر طرق إمدادات الجيش الأوكراني في المدينة.

واتهم الرئيس الأوكراني موسكو بإقحام دفعات من المقاتلين في معركة باخموت دون اكتراث بأرواحهم، وقال إن هذه المعركة “هي الأصعب” لكن الدفاع عنها ضروري.

وكتبت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في منشور على فيسبوك مساء الأربعاء “يواصل العدو التقدم.. الهجوم على مدينة باخموت مستمر”.

في حين قال رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين إن الأوكرانيين يظهرون “مقاومة باسلة” في محاولتهم للمرابطة على المدينة بأي ثمن، مؤكدا أن القوات الأوكرانية أرسلت تعزيزات إضافية إلى باخموت، وأن المعارك هناك تزداد دموية.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.