يقول يوغين روبنسون في عموده بصحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) اليوم إن الكثير من تاريخ هذا القرن سيكتب في أفريقيا، حيث تأتي القمة التي استضافها الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الأسبوع مع 50 زعيما من جميع أنحاء القارة اعترافا متأخرا بهذه الحقيقة.

فقد قال بايدن في كلمة رئيسية أمام القمة “عندما تنجح أفريقيا، تنجح الولايات المتحدة. وبصراحة تامة، العالم كله ينجح أيضا”.

لكن في هذا “الاندفاع الجديد من أجل أفريقيا”، كما يرى الكاتب، يجب أن يحدد الأفارقة أنفسهم النجاح، لأن الاستثمار في القارة لا يعني مجرد استيراد القيم الأميركية، بل يتطلب الاعتراف بالإنجازات والتحولات الضخمة الجارية بالفعل في القارة.

ولفت روبنسون إلى أن الأهمية المتزايدة لأفريقيا لا يمكن إنكارها. إذ وفقا لتوقعات الأمم المتحدة ستكون القارة بحلول عام 2050 موطنا لربع سكان العالم؛ وبحلول عام 2075 سيرتفع العدد إلى الثلث.

وبحلول عام 2100 ستشمل قائمة الدول العشر الأكثر اكتظاظا بالسكان على وجه الأرض نيجيريا والكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وتنزانيا ومصر.

ولا عجب أن دولا مثل الصين قد استثمرت بقوة في بناء العلاقات في القارة. والآن تحاول الولايات المتحدة اللحاق بالركب، حيث وعد بايدن في القمة باستثمارات في القارة بقيمة 55 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

ونبه الكاتب إلى أن هذا السباق الجديد على النفوذ يجب أن يدور حول أكثر ممن يمكنه استخراج واستغلال موارد القارة. ويجب أن يتعلق الأمر برفع مئات الملايين من الأفارقة إلى الطبقة الوسطى العالمية وخارجها، ومعاملة قادتها كشركاء حقيقيين.

وهنا تتمتع أميركا بميزة على بكين وموسكو، اللتين تمولان أركان الاقتصاد الحديث، حيث إن وضعها أفضل للمساعدة في البنية التحتية البشرية والمجتمعية (الصحة والتعليم والحكومة الجيدة) التي تنقل الأمة من الكفاف إلى الازدهار.

وختم روبنسون مقاله بأنه يجب ألا يتم هذا الزحف الجديد للأفارقة ولكن معهم ومن أجلهم.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.