منذ أن بدأ موسم التخييم في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، أصبح مشهد الخيام والبيوت المتنقلة (الكبائن) الذي انتشر في المناطق الشمالية والجنوبية والوسطى في دولة قطر بشكل ملحوظ، مشهدًا يوميًّا مألوفًا للمواطنين والمقيمين.

خلفية التخييم في قطر، المتعلقة بالموروث الشعبي المرتبط قديمًا بالبر والبحر على حد سواء، تغيرت وتطورت في العقود الأخيرة، لتكون أكثر من مجرد عادة أو تقليد، إذ تحوّلت إلى أسلوب حياة ونوع من الرفاهية.

وتجسّد تطوُّر التخييم، المتأصّل في قطر ودول المنطقة منذ عصور، في نقل الحياة المدنية بكل أشكالها إلى البر أو البحر، وانعكس بصورة كبيرة على طبيعة الخيام التي باتت أكثر تطورًا ورفاهية.

كبائن التخييم تحمي العائلات من البرودة والحرارة والغبار (مواقع التواصل)

ويرى الباحث في استخدام الذكاء الاصطناعي في البيوت الذكية الدكتور أيمن أربد أن التخييم تطوّر بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة، ففيما كان نوعًا من المعاناة في السابق، تغيّر الوضع الآن وأصبح نوعًا من الرفاهية وأسلوب حياة.

خيام 5 نجوم

يقول أربد، وهو أستاذ مشارك في كلية العلوم والهندسة في جامعة حمد بن خليفة للجزيرة نت، إن تطوّر التخييم انعكس بصورة رئيسة على الخيام التي تحولت من خيام الشعر المفتوحة إلى خيام مغلقة على أحدث الطرز تضاهي فنادق 5 نجوم، فضلاً عن البيوت المتنقلة (الكبائن) التي تتوافر فيها إمكانات وتكنولوجيات هائلة تمنع برد الشتاء وحرارة الصيف.

ويشير إلى أن مساحات التخييم باتت تحيط بها أنواع من الأبنية وأماكن مختلفة من الخدمات، كما أن منطقة التخييم لم تعد رملية في ظل وضع أنواع من التغطية على الرمال، ما أدى إلى نقل الحياة المدنية بصورة كاملة إلى أماكن التخييم.

ولم يعد التخييم مكانًا يذهب إليه الشباب أو العائلات، ليوم أو اثنين أو في نهاية الأسبوع، وإنما تحوّل إلى أسلوب حياة بعدما أصبحت تتوافر فيه كل وسائل الترفيه، فضلاً عن أنه يضم أحيانًا بعض المواد غير المتوافرة في البيوت المدنية، وفقًا لأربد.

وانطلق موسم التخييم الشتوي السنوي في قطر هذا العام، في المناطق الشمالية والوسطى بدءًا من الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ويستمر حتى الأول من أبريل/نيسان المقبل، بينما بدأ في المناطق الجنوبية من 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي ويستمر حتى 20 مايو/أيار المقبل.

تقليد سنوي

يوضح المواطن القطري جابر الكبيسي أن التخييم في السابق كان يتجسّد في حمل الأجداد خيامهم على ظهور الإبل، ونصبها في أماكن الرزق. أما الآن، فشهد تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، خصوصًا في ما يتعلق بالخيام التي تنوعت أشكالها وأنواعها مستفيدة من الوسائل التكنولوجية الحديثة.

ويوضح الكبيسي، وهو صاحب أحد المخيمات في منطقة المرونة، للجزيرة نت أن أشكال التخييم في الوقت الحالي تعددت، فهناك الخيام العادية، والخيام المكيفة من طراز 5 نجوم، فضلاً عن البيوت المتنقلة (الكبائن) التي انتشرت في السنوات الأخيرة، وتضم أحدث الوسائل التكنولوجية، وتقي الأهل والأطفال من البرد أو الحرارة، وكذلك من الغبار والأتربة والأمطار.

الكبيسي يعتبر أن التخييم عادة وتقليد عن الآباء والأجداد (الجزيرة)

ويلفت إلى أن التخييم بات عادة وتقليدًا سنويًّا لدى القطريين وأهل المنطقة، ويختلف بحسب الشخص أو العائلة، فالبعض يذهب إلى التخييم ويعود يوميًّا، وبعضهم الآخر يخيم آخر الأسبوع فقط، فيما يقبل بعض المواطنين على التخييم لمدة شهر أو شهرين متتاليين، بينما هناك من يخيّم طوال الأشهر الستة (الموسم) من كل عام.

التخييم السياحي

ويقول منظم أحد منتجعات التخييم باسل حمد إن فكرة التخييم تطوّرت في قطر خلال العقد الأخير، وتحولت من عادة وتقليد سنوي إلى مصدر لجذب السياح، ما أدى إلى ظهور “مخيمات فندقية” ومنتجعات تخييم ذات رفاهية عالية.

الخيم الفندقية تتراوح أسعارها ما بين 1500 و1800 ريال قطري (مواقع التواصل الاجتماعي)

ويقول حمد للجزيرة نت إن الخيم الفندقية تناسب كل الفئات، فهناك خيمة متعددة تناسب شخصًا واحدًا أو شخصين أو أسرة مع طفلين، فضلاً عن وجود خيمة تضم غرفتين وصالة ومجلسًا.

ويوضح أن الخيم الفندقية تضم كل الخدمات، من وسائل النقل والانتقال إلى المخيم، ورحلات السفاري في الصحراء، فضلاً عن خدمات الإعاشة (إدارة الطعام والشراب) والإقامة كاملة طوال فترة التخييم.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.