مدة الفيديو 01 minutes 41 seconds

لم يحدث أبدا، منذ بدء الطاقة النووية المدنية عام 1954، أن بلدا يستضيف محطات للطاقة النووية كان مسرحا لنزاع مسلح، ولذلك يتم استغلال الرعب الذي يثيره احتمال وقوع كارثة نووية في الخيال الجماعي على نطاق واسع من طرفي النزاع، وإن كان المتخصصون لا يتوقعون أكثر من انصهار في قلب مفاعل أو خرق في المبنى الذي يحتويه.

بهذه الفقرة، صدرت مجلة لوبوان (Le Point) الفرنسية تقريرا بقلم جيرالدين فوسنر قالت فيه إن الانفجار الذي وقع قرب موقع محطة توليد الكهرباء بيفدينوكراينسك، عشية انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، بدا وكأنه طلقة تحذيرية، وإن لم يكن له تأثير على سلامة المفاعلات الثلاثة التي تنتج 15% من الكهرباء في أوكرانيا.

لكن الخوف الذي أصبح سلاحا في حد ذاته في الحرب الأوكرانية، اندلع مرة أخرى -كما تقول الصحيفة- في وقت تركز فيه مناقشات الأمم المتحدة على تأمين محطة طاقة زاباروجيا التي كانت هدفا لقصف تحاول كل من أوكرانيا وروسيا التملص من المسؤولية عنه، علما بأن الأخيرة تبذل ما في وسعها لاستهداف البنية التحتية المدنية وتلوح بالتهديد النووي لإجبار الغربيين على وقف دعمهم لكييف التي تبذل ما لديها لإقناع أوروبا بدعمها أكثر لتجنب “كارثة عالمية”.

لا لن تكون هناك تشرنوبل جديدة

وأشارت الصحيفة إلى استحالة وقوع كارثة على نطاق مماثل لتلك التي شهدتها تشرنوبل، لاختلاف طبيعة المفاعلات اليوم وطرق تأمينها، ولكنها لم تستبعد احتمال فقدان إمدادات المياه والكهرباء لمحطات الطاقة، مما قد يتسبب في سيناريو من نوع فوكوشيما في اليابان، عندما مزقت موجة تسونامي خطوط الجهد العالي وأغرقت منشآت الإنقاذ، مما أدى إلى منع التبريد وبالتالي ذوبان جزئي لنواة المفاعل.

ومع أن سيناريو من نوع “فوكوشيما” ضعيف الاحتمال فإنه يبقى في حدود الإمكان، رغم أن هيئة السلامة النووية أخضعت جميع محطات الطاقة الأوكرانية “لاختبارات الإجهاد”. ويقول فيليب دوبوي، نائب مدير إدارة محطات الطاقة النووية بهيئة السلامة النووية “حتى في حالة وقوع حادث خطير مع انصهار اللب دون فقدان المبنى الحاوي، يمكن إجلاء السكان الذين يعيشون في دائرة نصف قطرها 5 كيلومترات حول المصنع”.

وقد أكدت فرق الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن موقع زاباروجيا يمكن أن يستمر 10 أيام في العمل عند انقطاع التيار الكهربائي، أما بعد ذلك فسيكون بحاجة للوقود لتشغيل مولدات الطوارئ، ومن هنا قلق الخبراء الذين يخشون القصف على طرق الإمداد.

ما التأثيرات المتوقعة في حالة قصف المفاعل بقنبلة؟

أما في حال تعرض مفاعل نووي لضربة مباشرة بقنبلة، فمن الصعب التنبؤ بالنتائج بدقة -حسب الصحيفة- لأن اختبارات السلامة لم تتطرق إلى استخدام الأسلحة التقليدية، تقول المديرة العامة المساعدة للمعهد الفرنسي للحماية من الإشعاع النووي كارين هيرفيو “مباني المفاعل ليست مقاومة لكل شيء، لكن لديها متانة معينة، وبالتالي قد لا يتأثر سوى النفايات المخزنة “جافة” وستكون العواقب “موضعية للغاية” لا تتجاوز دائرة نصف قطرها بضع مئات من الأمتار، كما يحدد دوبوي فـ “حتى لو لم تكن محطات الطاقة مصممة لمقاومة أعمال الحرب، فهي تقدم أعلى مستوى من المقاومة والمتانة ضد هذا النوع من الهجمات، لأنها تأخذ الزلازل وتحطم الطائرات والأعاصير، وحتى الانفجارات المحتملة في الاعتبار”.

ومع أن الأسلحة المستخدمة عمدا يمكن أن تفتح خرقا، فإن عواقبه الوخيمة ستبقى على أوكرانيا والقوات الروسية المتمركزة هناك، وبدرجة أقل على البلدان المجاورة، مع أن جميع المراقبين يستبعدون سيناريو الهجوم المتعمد، وبالتالي تبقى مخاطر وقوع حادث نووي في أوكرانيا محدودة، كما ختمت لوبوان.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.