اضطراب الوسواس القهري من الاضطرابات التي تتسبب في وجود أفكار وسواسية وسلوكيات وأفعال قهرية وفي أغلب الأحيان لا يمكن السيطرة على هذه السلوكيات، وعلى ذلك فإن الأشخاص المصابين به لا يشعرون بالراحة ويلازمهم الخوف من حدوث أمر ما ولكن بطريقة معينة، فبذلك تدخل الهواجس إلى حياتهم اليومية وتجعلهم غير قادرين على العيش بشكل طبيعي دون قلق.

ما هو الوسواس القهري؟

اضطراب الوسواس القهري OCD هو أسلوب ما من الأفكار والمخاوف التي تسيطر على تفكير الإنسان بشكل غير مرغوب فيه مما يدفعه إلى القيام بأفعال وسلوكيات قهرية مما يُعيق أدائه وعمله في مهامه اليومية مما يترتب عليه أن يتسبب في ضيق شديد.

يمكنك تجاهل أي وساوس قد تهاجم تفكيرك وإيقافها ولكن هذا الأمر لن يزيد سو شعورك بالقلق والتوتر مما قد يدفعك إلى أداء بعض السلوكيات القهرية في محاولة منك في تخفيف هذا التوتر، فعلى الرغم من جهدك في السيطرة على هذه الأفكار؛ إلا أنك تستمر في التفكير فيها وذلك ما يُسمى باضطراب الوسواس القهري.

يدور هذا الاضطراب حول بعض الموضوعات مثل الخوف من التلوث بسبب الميكروبات والجراثيم بشكل مفرط؛ لذلك فإن المريض يحاول تقليل هذا الخوف قدر الإمكان لذلك يقوم بغسل يديه بشكل قهري ومكثف مما يترتب عليه إصابته بالتقرحات.

أعراض الوسواس القهري

الوساوس القهرية قد تظهر بشكل مفرط مما يترتب عليه استنزاف وقتك بقدر كبير بما يؤثر على روتين يومك وأدائك في العمل وخلال تعاملاتك الاجتماعية، فهذه الوساوس هي أفكار متكررة ومستمرة مما يتسبب في إصابتك بالقلق والضيق، وتتمثل أعراض هذا الاضطراب:

أسباب الوسواس القهري

على الرغم من عدم وجود سبب مفهوم للإصابة بهذا الاضطراب، ولكن هناك بعض النظريات تدور حول ذلك، تتمثل في الآتي:

الخصائص الحيوية

ينتج هذا الاضطراب عن حدوث بعض التغييرات في الكيمياء الطبيعية للجسم أو في وظائف الدماغ.

الخصائص الوراثية

من الممكن أن ينتج الوساوس القهرية عن مكون وراثي لم يتم تحديده حتى الآن سواء كان جينات محددة أم ماذا.

التعلم

من الممكن أن يتعلم المريض السلوكيات القهرية وأفكاره من خلال مشاهدة أحد الأفراد المحيطين به.

أسباب الوسواس القهري

متى يجب زيارة الطبيب

دائمًا هناك فرق ما بين الإصابة باضطراب الوسواس القهري وما بين الرغبة في الحصول على نتائج كاملة ولا يوجد بها أي نقص، فكل الأفكار التي تتعلق بالوساوس ما هي إلا مخاوف حول أمور حقيقية بشكل مفرط أو محاولات في ترتيب وتنظيف الأشياء من حوله بشكل معين، فإذا كانت هذه الوساوس أو الأفكار تؤثر عليك بشكل سلبي في حياتك؛ فيجب عليك استشارة الطبيب المختص في الصحة العقلية.

عوامل خطر الوسواس القهري

هناك بعض العوامل التي قد تزيد من فرص إصابتك بهذا الاضطراب تتمثل فيما يلي:

التاريخ العائلي المرضي

في حالة إذا كان أحد الوالدين أو الأقارب بهذا الاضطراب قد يزيد فرص الإصابة به.

أحداث الحياة اليومية المسببة للتوتر

في حالة إذا تعرضت إلى صدمة نفسية أو حادث ما تسبب لك في زيادة التوتر؛ فإن ذلك يترتب عليه زيادة فرص إصابتك بالوساوس القهرية كرد فعل طبيعي لهذا الأمر، كذلك فإن هذا الأمر يساعد في إثارة الاضطرابات العاطفية والأفكار السلبية نتيجة الإصابة باضطراب OCD.

اضطرابات الصحة العقلية

من الممكن أن يكون إصابتك بهذا الاضطراب ناتج عن اضطرابات عقلية أخرى مثل إذا كنت مصابًا بالاكتئاب أو القلق أو إذا كنت تتناول العقاقير المخدرة أو الكحوليات أو غيرها من الاضطرابات المختلفة.

مضاعفات الوسواس القهري

هناك الكثير من المضاعفات التي من الممكن أن تظهر نتيجة إصابتك بهذا الاضطراب، فيمكننا ذكر بعض المشاكل الناتجة عنه على سبيل المثال:

  • تكرار الصلاة وأداء الطقوس والشعائر بشكل مفرط؛ للشك في أدائها بشكل صحيح.
  • حدوث التهابات جلدية بسبب غسل اليدين بشكل متكرر.
  • عدم المشاركة في الأنشطة الاجتماعية مما يترتب عليه صعوبة في التعامل مع الزملاء سواء في الدراسة أو العمل.
  • اضطرابات في علاقاتك مع الآخرين.
  • التفكير بشكل متدني مما يؤثر على حياتك وجودتها بشكل عام.
  • التفكير بشكل متكرر في الانتحار.

كيفية الوقاية من الوسواس القهري

لا يمكننا ذكر طرق بعينها للوقاية من الإصابة بهذا الاضطراب؛ ولكن من الممكن أن تحصل على الاستشارة الطبية اللازمة والعلاج المناسب؛ للوقاية من تدهور حالتك إذا أثبت الطبيب المعالج أنك تعاني من هذا الاضطراب.

تشخيص الوسواس القهري

إذا اتخذت قرارًا أكيدًا في الاستعانة بأحد المتخصصين في مجال الصحة العقلية، فيمكننا القول إن من الصعب تشخيص هذا الاضطراب حيث إن أعراضه متشابهة إلى حد كبير لأعراض الاضطرابات العقلية مثل القلق والاكتئاب والفصام واضطراب الشخصية الوسواسية، ولكن من الممكن أن نذكر خطوات تشخيص حالتك في الآتي:

الوسواس القهري
الوسواس القهري

التقييم النفسي

هذا الاختبار يتضمن مناقشة مشاعرك وأفكارك والأعراض التي تعاني منها، بالإضافة إلى أنه يتساءل عن نمط حياتك مما يساعده في تحديد ما إذا كنت تعاني من هواجس وأفكار قهرية تعيق نمط حياتك أم لا، كذلك بعد أن ينتهي الطبيب من سؤالك عما يريد الاستفسار عنه؛ فإنه ينتقل إلى عائلتك وأصدقائك بعد الحصول على موافقتك أولاً.

معايير تشخيص اضطراب الوسواس القهري (OCD)

من الممكن أن يستخدم الطبيب بعض المعايير التي ينص عليها الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الذي قامت الجمعية الأمريكية للطب النفسي بنشره.

الفحص البدني

من الجدير بالذكر أن يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني لك مما يساعده في استبعاد أي مشاكل ملموسة قد تتسبب في ظهور أعراض هذا الاضطراب عليك والاطمئنان على عدم وجود أي مضاعفات.

علاج الوسواس القهري

لا يمكننا القول إن هذا الوساوس القهرية يمكن التخلص منها بشكل نهائي، ولكن يمكننا القول إن العلاج يساعد في السيطرة عليها وعلى الأعراض التي تصاحبها وتعيق حياتك اليومية، ومن الممكن أن يتطلب المريض علاج لوقت طويل أو متسمر، فمن الجدير بالذكر أن علاج الوسواس القهري له نوعين وهما:

الوسواس القهري
الوسواس القهري

العلاج النفسي

هذا النوع من العلاج هو العلاج السلوكي المعرفي الذي يعد خيار فعال من الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب، فهذا النوع من العلاج يقوم على استخدام طريقة التعرض ومنع الاستجابة وذلك من خلال مواجهتك بعنصر يثير الوساوس والأفكار الموجودة في رأسك مثل الجراثيم أو الغبار، ومن ثم يتطلب منك مقاومة الرغبة في عمل أي شيء من طقوسك الوسواسية.

هذا النوع من العلاج قد يكون صعبًا بعض الشيء حيث إنه يجعلك تواجه مخاوفك ومطلوب منك منع الاستجابة للأفكار والوساوس القهرية في ذهنك بشكل يحتاج جهد وممارسة، ولكن بمجرد أن تتعلم كيفية السيطرة على هذه الوساوس وإدارتها بشكل كبير؛ فسيصبح لديك القدرة الكافية للاستمتاع بحياتك بشكل أفضل من ذي قبل.

العلاج الدوائي

من الممكن السيطرة على الوسواس القهري من خلال تناول الأدوية النفسية التي يصفها الطبيب المعالج لك حيث إنه يساعدك في السيطرة على الأفعال القهرية أو الهواجس التي تهاجم عقلك، ولكن من أكثر الأدوية المستخدمة في ذلك هي أدوية الاكتئاب، ومن الجدير بالذكر أم تتناقش مع طبيبك حول الأدوية التي وصفها لك.

يمكننا القول إن الهدف من تناول هذه الأدوية هو السيطرة على الأعراض بأقل جرعة دواء ممكنة، فمن الممكن أن يوصي الطبيب بتناول أكثر من نوع دواء، كذلك فإن تحسن الأعراض وملاحظتها يستغرق من أسابيع إلى شهور منذ البدء في تناول الدواء الموصوف، من الضروري التحدث مع الطبيب الخاص بك حول الآثار الجانبية المحتمل حدوثها نتيجة تناول هذه الأدوية، وما هي المتابعة اللازم اتباعها أثناء تناولها؛ لذلك ننصح أن تستشير الطبيب الخاص بك في حال إذا شعرت بأي أثر جانبي ناتج عن هذه الأدوية على الفور.

المصدر: وكالات

Share.

عراقي متمرس في تحرير الاخبار السياسية ومهتم بالاخبار والاحداث العالمية

Comments are closed.