سيكون عشاق المستديرة، اليوم الثلاثاء، على موعد مع أول ظهور للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في كأس العالم قطر 2022، عندما يدشن رفقة منتخب بلاده مباريات المجموعة الثالثة، حيث سيخطو “ليو” خطوته الأولى في “الرقصة الأخيرة” مع منتخب “ألبيسيليستي”، في المباراة التي ستجمعه مع منتخب المملكة العربية السعودية، أحد ممثلي العرب الثلاثة في المونديال.

كما يتميز اليوم الثالث من أغلى المنافسات الرياضية في العالم بظهور المنتخب العربي الثالث، فسيقارع المنتخب التونسي منتخب الدانمارك، في لقاء يسعى فيه “نسور قرطاج” إلى التحليق عاليا في “مونديال العرب”.

اليوم ذاته، سيشهد كذلك أول ظهور لحامل اللقب، منتخب فرنسا، الذي سيجابه منتحب أستراليا، ممثل آسيا، في الوقت الذي يتساءل فيه عشاق الكرة عن الوجه الذي سيظهر به رفقاء كيليان مبابي، بعد سلسلة الغيابات الوازنة والإصابات التي ألمت بأبرز نجومه، آخرهم حامل الكرة الذهبية، كريم بنزيمة.

أما رابع المواعيد الكروية الواعدة في هذا اليوم، فستكون المباراة التي تجمع بين بولندا والمكسيك، في قمة أوروبية أمريكية شمالية، تعِدُ بالكثير.

الرقصة الأخيرة

في الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت مكة المكرمة على أرضية ملعب لوسيل، سيظهر ميسي في أول مباراة له ضمن آخر مونديال سيخوضه في مسيرته، وكله رغبة في أن تكون البداية بخطوة صحيحة في طريق حصد أول لقب له في كأس العالم مع منتخب بلاده.

وكان ميسي الحائز على الكرة الذهبية 7 مرات صرّح -في السادس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي- بأن نسخة 2022 ستكون الأخيرة له، ولا شك بأنه يريدها تتويجا لمسيرة مظفرة فاز خلالها بجميع الألقاب الممكنة في صفوف برشلونة الإسباني ثم باريس سان جيرمان الفرنسي، كما توّج مع بلاده بكوبا أميركا عام 2021 ليقودها إلى أوّل لقب قاري منذ عام 1993.

ويشارك ميسي (35 عاما) في المونديال الخامس له، وكانت أبرز نتيجة له حلوله وصيفا في نسخة البرازيل عام 2014.

المنتخب الأرجنتيني لا يتسلح بنجومه الكبار، فقط عندما يواجه السعودية، بل إنه سيدخل المباراة بحافز معادلة الرقم القياسي الذي بحوزة منتخب إيطاليا، وبلوغ المباراة الـ37 في سلسلة اللاهزيمة، إذ إن رفاق دي ماريا لم يتجرعوا مرارة الهزيمة طوال 36 مباراة على مدى الـ3 سنوات الأخيرة.

يملك المدرب ليونيل سكالوني تشكيلة متجانسة وصلبة وتعتمد -بالإضافة إلى ميسي- على المخضرم أنخيل دي ماريا جناح يوفنتوس الإيطالي، ولاوتارو مارتينيز مهاجم إنتر الإيطالي، بالإضافة إلى ثنائي قلب الهجوم كريستيان روميرو لاعب توتنهام الإنجليزي وليساندرو مارتينيز من مانشستر يونايتد الإنجليزي أيضا.

وكانت آخر تجربة للمنتخب الأرجنتيني، بطل 1978 و1986، فوزه الساحق قبل أيام على مضيفه الإماراتي بخماسية نظيفة.

“الأخضر”.. من أجل مباراة العمر

لن تكون مهمة المنتخب السعودي بالسهلة حينما يواجه أحد عمالقة العالم وأبرز المرشحين للتتويج باللقب العالمي، لكن يتعين على المنتخب السعودي خوض مباراة العمر إذا ما أراد تحقيق نتيجة إيجابية أمام العملاق الأميركي الجنوبي.

المنتخب السعودي، الذي يضم 12 لاعبا من الهلال بطل آسيا، ينعم بالاستقرار الفني منذ تولي المدرب الفرنسي هيرفيه رينارد تدريبه يوليو/تموز 2019، إذ نجح في قيادته إلى النهائيات للمرة السادسة في تاريخه، بعد تصدره مجموعة ضمت اليابان وأستراليا.

كذلك، يحلم المنتخب السعودي بتكرار حلم التأهل إلى الدور ثمن النهائي كما فعل في باكورة مشاركاته وتحديدا في مونديال الولايات المتحدة عام 1994، عندما سجل له نجمه سعيد العويران هدف الفوز التاريخي والرائع في مرمى بلجيكا، قبل أن يخسر الأخضر أمام السويد 1-3.

ويملك رينارد خبرة كبيرة في البطولات القارية والعالمية، فلقد قاد زامبيا إلى أول لقب في كأس أمم أفريقيا عام 2012، ثم نجح في تحقيق الإنجاز ذاته مع ساحل العاج بعدها بـ3 سنوات، ليصبح أول مدرب ينال هذا الشرف مع منتخبين مختلفين في البطولة القارية، كما قاد المغرب في مونديال روسيا 2018.

وقال المدرب الفرنسي، في آخر تصريحات له قبل المباراة، “لتقديم عروض رائعة في بطولة كبرى، عليك أن تكون قويًا جدًا على المستوى الجماعي”، واعتبر أن مواجهة ميسي “ستكون أمرا رائعا”، وأضاف “عندما تقرّر أن تصبح مدربا، فأنت ترغب في مواجهة أفضل الخصوم”.

وبخصوص إذا ما كانت السعودية ستلعب تحت الضغط في أقرب مونديال تشارك فيه من حيث المسافة إليها، أجاب رينارد “لا. لقد استقبلَنا سمو ولي العهد (الأمير محمد بن سلمان). وبارك لنا التأهل إلى كأس العالم، مؤكدا أن لا ضغوط مفروضة على اللاعبين، وأنه علينا فقط إظهار صورة جميلة عن كرة القدم السعودية. أراها خطوة ذكية. هو تواصل مثالي وواقعي. لكن هذا لا يعني بأننا سنتساهل في أداء مهمتنا”.

“نسور قرطاج”.. للتحليق عاليا

في ثالث ظهور للعرب في المونديال، تأمل تونس في تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل، أمام منتخب الدانمارك الذي يسعى بدوره إلى إكمال مسيرته الناجحة التي بدأها في أمم أوروبا العام الماضي، وذلك عندما يلتقيان الساعة الرابعة بتوقيت مكة المكرمة على ملعب المدينة التعليمية.

ومن أجل محو الصورة السلبية التي ظهروا بها في النسخة الأخيرة من المونديال في روسيا، أكد “نسور قرطاج” استعدادهم للتحليق عاليا في أول مونديال يقام على الأراضي العربية، ويراهنون كثيرا على النزال الأول أمام الدانمارك.

وقبل المباراة، قال المهاجم أنيس بن سليمان (21 عامًا) -الذي فضّل اللعب لـ”نسور قرطاج” على الدانمارك التي ولد فيها ويلعب في بطولتها المحلية مع فريق بروندبي- إن “المجموعة صعبة نوعا ما، وسيكون الأمر صعبًا. لكني أعتقد أن كل لاعب سيبذل قصارى جهده، لتجاوز دور المجموعات”.

كذلك، تراهن تونس، الحالمة بالتأهل للمرة الأولى إلى الدور الثاني، على ورقة الخبرة في قطر، حيث يخوض وهبي الخزري وديلان برون وإلياس السخيري ونعيم السليتي مونديالهم الثاني، إضافة إلى وجوه شابة جديدة بقيادة المدرب جلال القادري.

من ناحيته، تطرق فرجاني ساسي -لاعب الدحيل القطري- إلى مباراة الدانمارك قائلا: “في كل بطولة، الأهم هي المباراة الأولى. قمنا بالتحضير لها كما يجب، ونعلم جيدا أن المباراة ليست سهلة، وإن شاء الله، نكون حاضرين كما يجب، ونطبق تعليمات المدرب مع أعلى مستوى من التركيز”.

الدانمارك تفتقر إلى الهداف

من ناحيتها، وصلت الدانمارك إلى قطر وفي جعبتها الكثير لترويه، بداية مع قصة لاعبها كريستيان إريكسن، العائد إلى الملاعب بعد نوبة قلبية كادت تودي بحياته، بوصفه نجما لمنتخب بلاده يسعى للوصول إلى أبعد نقطة في مونديال قطر.

وقد خاضت الدنمارك 18 مباراة اكتسبت خلالها حب وتقدير بلدها، وتطورت من ناحية اللعب وخاضت تصفيات جيدة، في ظل تألق سيمون كاير (ميلان الإيطالي) والحارس كاسبر شمايكل (نيس الفرنسي) ويواكيم مايهلي (أتالانتا الإيطالي). ويشكل غياب الهداف “القاتل” نقطة الضعف الرئيسية للدانمارك التي من المتوقع أن تتجاوز هذه السلبية وتحجز بطاقتها إلى الدور الثاني.

الظهور الأول لحامل اللقب

منتخب فرنسا سيستهل حملة الدفاع عن لقبه بمعضلة العثور على حل للعب من دون أفضل لاعب في العالم -مهاجمه كريم بنزيمة الغائب للإصابة- في مواجهة أستراليا، في إعادة للمواجهة الأولى بينهما في الدور ذاته قبل 4 أعوام في مونديال روسيا 2018.

و تلقت فرنسا ضربة معنوية قوية قبيل انطلاق المنافسات بانسحاب المهاجم المخضرم ابن الـ34 عاما (أفضل لاعب في العالم) من التشكيلة لإصابة بفخذه، لينضم إلى سلسلة غيابات أرهقت “الديوك”.

وتواصل مسلسل سقوط المصابين واحدا تلو الآخر، فقبل بنزيمة، ودّع تشكيلة أبطال نسختي 1998 و2018، كل من نجمي الوسط بول بوغبا ونغولو كانتي، وبالإضافة إلى الحارس مايك مينيان، يغيب كل من قلب الدفاع بريسنيل كيمبيبي والمهاجم كريستوفر نكونكو. غير أنّ غياب بنزيمة صبّ في مصلحة إعادة إحياء الثنائية بين كيليان مبابي وأوليفييه جيرو التي قادت فرنسا قبل 4 أعوام إلى لقبها العالمي الثاني، بمؤازرة من غريزمان.

في المقابل، احتاجت أستراليا إلى الملحق الدولي للحاق بركب المنتخبات المتأهلة إلى قطر، وهي تتحضر لمباراتها الأولى بتشكيلة من دون نجوم من العيار الثقيل، ولكن “بحالة ذهنية لا تشوبها شائبة”، وعلى أسس أفكار المدرب غراهام أرنولد المساعد السابق للهولندي غوس هيدينك خلال حقبة توليه المهام الفنية في “سوكورز” عام 2006.

وتشارك أستراليا -التي تحتل المركز الـ36 في التصنيف العالمي للمنتخبات- في نهائيات كأس العالم للمرة السادسة في تاريخها، وذلك بعد 16 عاما من وصولها إلى ثمن النهائي في مونديال ألمانيا، في أفضل سجل لها في المونديالات.

بولندا أمام المكسيك.. قمة متكافئة

على ملعب 974، الملعب الوحيد الذي سيُفكّك بالكامل من بين ملاعب المونديال الثمانية، تلعب بولندا تحت قيادة هدافها المخضرم روبرت ليفاندوفسكي أمام المكسيك، في مشاركتها التاسعة، وكانت أبرز مشاركاتها في نسختي 1974 و1982.

يعوّل منتخب “بيالو تشيرفوني” (أبيض وأحمر) على المهاجم الجديد لبرشلونة الإسباني وأحد صانعي أمجاد بايرن ميونخ الألماني في العقد الأخير، كما يرغب ابن الـ34 تعويض المشاركة المحبطة في 2018، عندما تذيل فريقه مجموعته في دور المجموعات وأخفق في تسجيل أي هدف.

أكد ليفا، أفضل هداف في تاريخ بولندا (76 في 134 مباراة دولية)، في تصريح قبل المباراة أنه يفكر “في كأس العالم الأخيرة. سأقوم بكل شيء لتحقيق حلم التسجيل في كأس العالم”.

من جهته، عبّر المدرب تشيسلاف ميخنييفيتش عن رغبته في “الاحتفاظ بالكرة أطول وقت ممكن، وبناء جمل سريعة بعد الاستحواذ والتمرير بسرعة لتخفيف ضغط الخصم”، معتبرا أن تنظيم خط الوسط يشكّل “المعضلة الأساسية” بالنسبة إليه.

في الجهة المقابل، تأمل المكسيك -المشاركة للمرة الـ17، أبرزها في 1970 و1986 على أرضها عندما بلغت ربع النهائي- في تحقيق بداية إيجابية، متسلحة بنجومها الشباب، وانسجام عناصرها، لكنها تخشى فقدان واحد من أبرز النجوم؛ ويتعلق الأمر بمهاجم ولفرهامبتون الإنجليزي، راؤول خيمينيز، الذي تحوم شكوك حول جاهزيته لخوض المباراة، إذ إنه لم يلعب كثيرا منذ أغسطس/ آب الماضي بسبب إصابة في فخذه، مع بداية موسم متعثرة بإصابة أخرى في ركبته.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.