|

أمام اتساع دائرة السرقة والنشل في السودان، اتخذت ولاية الجزيرة الواقعة وسط البلاد خطوة لافتة أثارت جدلا بمواقع التواصل، حيث وجهت إنذارا شديد اللهجة، هددت فيه من يرتكب تلك الجرائم بالتشهير والفضح عبر عرض مقاطع فيديو لهم.

ومؤخرا، سجلت مدن السودان المختلفة، ارتفاعا لافتا بجرائم النهب والسرقة بالإكراه، وبرز في هذا السياق، عصابة “9 طويلة” التي قالت صحيفة الصيحة، إنها نفذت أكثر من 10 آلاف حالة اعتداء على المواطنين بولاية الخرطوم خلال عام 2020.

وعصابة “9 طويلة”، مجموعات احترفت السرقة وخطف الحقائب والهواتف المحمولة من أيدي المارة في شوارع السودان، ويقوم أفرادها بتلك العمليات وهم على متن دراجات نارية.

وتنفذ العصابة تلك العمليات في وضح النهار، وتستهدف المارة في الشوارع وخاصة النساء، وانتشرت بمواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لعدد من تلك العمليات، التقطت بكاميرات المراقبة القريبة من موقع الجريمة.

وسميت العصابة “9 طويلة”، بسبب الطريقة التي يقومون بها لنشل الحقائب والهواتف، حيث يمر شخصان على دراجة نارية، بجانب الضحية ويسرق الشخص الذي يجلس في الخلف الحقيبة أو الهاتف، ثم يلتف بعدها قائد الدراجة على شكل رقم 9 ويلوذان بالهرب.

وفي بعض الحالات، يصل الأمر للطعن بالسكين أو جر الضحية في حال تمسك بحقيبته أو هاتفه ولم يستطع السارق السيطرة السريعة على المسروق.

ودفع انتشار هذه الأعمال الإجرامية واتساع دائرتها، والي الخرطوم لإصدار قرار يحظر على من يقود دراجة نارية حمل شخص آخر معه، مقررا عقوبة السجن والغرامة على من يخالف القرار.

قرار لافت

أما شرطة ولاية الجزيرة فاتخذت قرارا لافتا أعلنته عبر منشور في موقع فيسبوك، توعدت فيه أفراد عصابات النهب المسلح والسرقة بالتشهير، حيث كتبت “دي (هذه) رسالة لكل من تسول له نفسه العبث بممتلكات المواطنين (حرامي أو 9 طويلة) نقبضك نصورك لايف ونخلي العالم كلو يشوفك ويتعرف عليك”.

ومستبقة حالة الجدل المتوقعة على خلفية هذا التوجه، تابعت “بالنسبة للناس البتقول دا تشهير وانتهاك حقوق شخصية.. نحنا بنتعامل بشفافيو لانو السرقة وترويع المواطنين تحت تهديد السلاح أكبر مهدد وفيهو انتهاك أيضا للحقوق”.

وعلى الفور، بدأت الولاية تطبيق وعيدها، حيث نشرت مقاطع فيديو لمن قالت إنهم من أشهر المعتدين والنشالين وأخطرهم، وتضمنت إقرار بعضهم بالمشاركة في عمليات النشل، بينما أنكر آخرون ذلك.

وتابعت حلقة برنامج “شبكات” بتاريخ (2023/3/21) جانبا من ردود فعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي على هذا المنشور اللافت، والتي جاءت متباينة؛ حيث أيد البعض هذا الخيار غير المعهود في حين استنكره آخرون.

الوليد، أبدى تعجبه من معارضة البعض لما قامت به شرطة ولاية الجزيرة وغرد “ياجماعة لما تكتر السرقة والإجرام وتسعة طويلة تقولوا الشرطه ماشايفه شغله ولما الشرطه تشتغل وتقبض الحرامية تنتقدوا عملها اها هسي يعملوا معاكم شنو؟ موفقين يا شرطة ودمدني”.

كذلك اعتبرت “كتمة” أن هذا “عين العقل” مضيفة في تغريدة “لو ما نشرتوا صورته للعامة يعتبر ده تستر عليه، يتصور وأرفاق اسمه رباعي للحيطة والحذر منه اجتماعيا، أينما وجد الناس تتعرف عليه، وإذا وقعت حادثة سرقة هو محل اتهام لتواجده في موقع ارتكاب الجريمة”.

في المقابل، غرد عبد العزيز “أنت كرجل أمن حدود عملك محدودة، أن تقبض الحرامي ثم تحقق معه وتقفل للملف وتسلمه للقاضي وهو يحكم وانتهى الموضوع، أما تجي تعمل بطولات وتعمل نفسك أبو علي في مواقع التواصل هذا ليس من حقك”.

كذلك غردت عبق، “هو غلط بس لسه صغير ولو ما محتاج ما بسرق أصلا، الدولة لو حلت المشكلة من جذورها ووفرت ليهم شغل، صدقني ما حاينشل تاني”.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.