أنهى منتخب كرواتيا أحلام البرازيل في نهائيات كأس العالم، وحكم عليه بالرحيل مبكرا عن قطر، كما اغتال آمال النجم نيمار بمجاورة الأساطير البرازيلية التي حملت كأس العالم في 5 مرات سابقة، وذلك بعد أن انتصر رفاق المخضرم لوكا مودريتش بركلات الترجيح إثر انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1.

ولم يقوَ نجوم منتخب “السامبا” على كبح دموعهم وهي تنهمر بغزارة حزنا على ضياع حلم التتويج باللقب، لتتصدر صور دموع اللاعبين مشاهد يوم جديد من مونديال المفاجآت الكبيرة.

انهيار نيمار

كانت سعادة نجم باريس سان جيرمان لا تسعها السماء وهو يحتفل بتسجيل واحد من أجمل الأهداف في المونديال خلال الشوط الإضافي الأول، واعتقد الجميع أن نجم برشلونة السابق سيكون بطل الليلة دون منازع.

لكن ما حملته دقائق المباراة من أحداث كان كفيلا بأن يقلب كل التأويلات والتوقعات رأسا على عقب، فصار نيمار قصة اليوم الحزينة.

ركلة ماركينيوس الأخيرة في ضربات الجزاء التي ارتطمت بالقائم أجهزت رسميا على حظوظ البرازيل، وتوجهت عدسات الكاميرا مباشرة إلى النجم البرازيلي الذي ظهر مستسلما للدموع.

ولم تفلح مواساة المخضرم داني ألفيس في إطفاء نار حزن نيمار الذي فشل من جديد في تحقيق واحد من أبرز أحلامه.

أنتوني أيضا

وإلى جانب نيمار فإن أنتوني لاعب مانشستر يونايتد كان أكثر اللاعبين تعبيرا عن حزنه، وبدا عاجزا تماما عن إيقاف دموعه.

وانهار أنتوني بعد ضربة جزاء ماركينيوس بعد أن تيقن أن حلمه بالتتويج باللقب في أول مشاركة له في المونديال قد تبخر رسميا.

ودخل أنتوني بديلا في الدقيقة الـ56 من زمن المباراة، وساهم في هدف نيمار، لكنه فشل في الحفاظ عليه.

صدمة كبيرة في البرازيل

سيتأجل حلم العودة لرفع الكأس العالمية من جديد بعد غياب 20 عاما (آخر تتويج للبرازيل كان سنة 2002)، وعلى البرازيليين الآن التفكير في النسخة القادمة بعد 4 سنوات.

ويبدو أنه من الصعب على الشعب البرازيلي المعروف بحبه الكبير للكرة تقبل هذا الواقع المرير.

هذا على الأقل ما تخبرنا به الصور والفيديوهات القادمة من أكبر المدن البرازيلية، حيث تجمع الملايين أمام شاشات عملاقة لمشاهدة المباراة.

وعلت علامات الأسى والحزن والغضب محيا البرازيليين، فيما لم يجدد عدد منهم من وسيلة للتعبير عما يخالج شعورهم سوى البكاء.

مواساة من نوع خاص

لم يحتفل المنتخب الكرواتي وجهازه الفني لوحدهم بهذا الانتصار والتأهل التاريخي إلى دور النصف للمرة الثانية على التوالي، بل لحق بهم مجموعة من الأطفال.

ويتعلق الأمر بأطفال اللاعبين الكروات الذين فضلوا مشاركة آبائهم الفرحة، ووثقوا جميعا اللحظة بصورة جماعية جميلة.

لكن طفلا واحدا منهم اختار طريقة أخرى لفتت الانتباه، وهي التوجه إلى نيمار من أجل مواساته، ولم يكن من هذا الأخير سوى أن قبل التفاته الرقيقة وبادله التحية ثم قبّل رأسه.

وحسب تقارير صحفية، فإن الطفل صاحب المبادرة اسمه “ليو”، وهو ابن نجم منتخب كرواتيا إيفان بيريسيتش.

احتفالات أرجنتينية

لم تكن الجماهير الكرواتية هي الوحيدة التي كانت تصرخ فرحا بعد ضربة جزاء ماركينيوس الضائعة، والتي أعلنت منتخبها فائزا ومتأهلا لدور النصف، بل إن جمهورا آخرا في ملعب مغاير كانت يرقص فرحا هو أيضا، والأمر يتعلق بالجماهير الأرجنتينية التي انتقلت بكثافة إلى ملعب لوسيل استعدادا لمشاهدة مباراة منتخبها أمام هولندا.

وقد أظهرت صور ومقاطع فيديو تم تداولها بشكل واسع على تويتر فرحة عارمة للجماهير الأرجنتينية بخروج غريمها التقليدي من المنافسة وهي تشاهد المباراة على شاشات الهواتف.

واكتملت فرحة الأرجنتينيين بعد حسم منتخبهم بطاقة التأهل إلى نصف النهائي عقب الفوز على هولندا 4-3 بركلات الترجيح بعد نهاية اللقاء بالتعادل 2-2.

تيتي أول الراحلين عن “السيليساو”

مباشرة بعد الهزيمة وفي أول تصريح له بعد اللقاء أعلن مدرب منتخب البرازيل تيتي أنه سيفي بوعده وسيترك منصبه بعد الخروج من كأس العالم 2022.

مدرب منتخب البرازيل تيتي يواسي لاعبيه بعد الإقصاء (رويترز)

وبدا تيتي محبطا وحزينا وهو يفشل في تحقيق الهدف الرئيسي من قيادته المنتخب.

وقبل المنافسة صرح مدرب البرازيل بأنه لا يملك أي أعذار هذه المرة بعدم التتويج باللقب، بعد أن حظي بالفرصة كاملة لإعداد المجموعة والتحضير للمنافسة، كما أنه يتوفر على أقوى توليفة من النجوم في المونديال.

وانضم تيتي -الذي تولى مهمة تدريب منتخب بلاده عام 2016- إلى قائمة ضحايا المونديال، ومن أبرزهم مدرب بلجيكا روبرتو مارتينيز والمدرب الإسباني لويس إنريكي.

العقدة تتواصل للمرة الخامسة تواليا

ومنذ أن حصل المنتخب البرازيلي على لقبه الأخير في نسخة كوريا الجنوبية واليابان عام 2022 ولعنة دور الربع تطارده في النسخ الخمس التي تلتها، فقد خرج من نسخة 2006 في ألمانيا على يد منتخب فرنسا، وسنة 2010 بجنوب أفريقيا على يد هولندا، ثم في نسخة 2014 على يد ألمانيا، قبل أن يخرج في النسخة الماضية في روسيا من الدور نفسه على يد منتخب بلجيكا، لتكون نسخة مونديال قطر هي الخامسة على التوالي التي يخرج فيها منتخب البرازيل من دور الثمانية.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.