يصوت مجلس النواب الليبي اليوم الأربعاء لإقرار ميزانية حكومة فتحي باشاغا التي عينها في مارس/آذار الماضي، رغم رفض الحكومة الحالية برئاسة عبد الحميد الدبيبة التنحي، في خطوة قد تعجل العودة إلى الحكم الموازي.

وبدأت جلسة البرلمان في مدينة سرت الساحلية (وسط البلاد) أمس الثلاثاء لمناقشة خطة الموازنة المقترحة لحكومة باشاغا، الذي لم يتمكن من دخول طرابلس وتولي الحكم فيها.

ويهدد الخلاف الدائر بشأن تولي الحكم والسيطرة على إيرادات الدولة، وأيضا بشأن حل سياسي يضع حدا للفوضى والعنف المستمرين منذ 11 عاما؛ بإعادة ليبيا إلى الانقسام الإداري والحرب.

ففي طرابلس، يرفض الدبيبة -الذي تم تعيينه العام الماضي رئيسا لحكومة وحدة مؤقتة من خلال عملية مدعومة من الأمم المتحدة- تعيين البرلمان باشاغا، ويقول إنه لن يستقيل إلا بعد إجراء انتخابات.

وحتى الآن لم يتم الاتفاق على تاريخ جديد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية يأمل الليبيون أن تنهي نزاعا عانى منه لسنوات بلدهم الغني بالنفط.

ويمول مصرف ليبيا المركزي حكومة الدبيبة، ويتخذ المصرف من طرابلس مقرا له، وهو جهة الإيداع الوحيدة المعترف بها دوليا لعائدات النفط في البلاد.

ومع ذلك، فإن البنك يدفع أيضا رواتب الموظفين من مختلف الطيف السياسي الليبي المنقسم، بما يشمل رواتب مقاتلين من أطراف مختلفة في الصراع، بموجب اتفاقيات سابقة.

رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة (يمين) ورئيس الحكومة المكلف من قبل البرلمان فتحي باشاغا (الفرنسية-رويترز)

انقسام وتناحر

وكانت ليبيا منقسمة بين عامي 2014 و2020 بين فصائل شرقية وغربية متناحرة مع وجود حكومة موازية تشكلت في الشرق ولديها مؤسساتها الحكومية الخاصة التي تشمل بنكا مركزيا.

ويُنظر إلى الجهود المبذولة لإعادة توحيد النظام المصرفي الليبي على أنها جوهرية لإنهاء دوافع اقتصادية كامنة وراء الصراع، وكانت بمثابة قوة دفع رئيسية للدبلوماسية الدولية، لكنها تتقدم ببطء.

ويتخذ البرلمان -الذي عيّن باشاغا رئيسا للوزراء- مقرا في الشرق، ودعم إلى حد بعيد الحرب التي شنها اللواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس والفصائل الغربية.

وإذا رفض مصرف ليبيا المركزي في طرابلس تمويل ميزانية باشاغا بعد موافقة البرلمان عليها، فقد يطلب البرلمان من رئيس الفرع الشرقي لمصرف ليبيا المركزي توفير التمويل، ومن شأن ذلك أن ينهي فعليا عملية إعادة توحيد المصرف المركزي.

في غضون ذلك، حرضت الفصائل الشرقية التي تطالب الدبيبة بالتنحي على حصار معظم إنتاج النفط الليبي، إذ انخفض الإنتاج إلى ما بين 100 و150 ألف برميل يوميا، حسب وزارة النفط.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.