أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن كوريا الشمالية أطلقت ما يبدو أنه صاروخ باليستي عابر للقارات، بعد يوم من إطلاقها صاروخا أصغر، في وقت تصاعدت فيه التوقعات من أن تكون بيونغ يانغ تستعد لإجراء تجربة “أكثر خطورة”.

وأشار الجيش الكوري الجنوبي إلى أنه رصد “إطلاق صاروخ باليستي غير محدد باتجاه الشرق”، كما أكدت اليابان أيضا إطلاق الصاروخ، واصفة ما حصل بأنه “غير مقبول إطلاقا”، وفقا لرئيس وزرائها فوميو كيشيدا.

وقال كيشيدا “الصاروخ الباليستي الذي أطلقته كوريا الشمالية يبدو أنه سقط في منطقتنا الاقتصادية الخالصة غربي هوكايدو”، واصفا عملية الإطلاق الصاروخية هذه بأنها “غير مقبولة إطلاقا”، وأشار إلى عدم ورود أنباء عن وقوع أضرار بأي سفن أو طائرات.

وأضاف كيشيدا “احتججنا بشدة لدى كوريا الشمالية. (بيونغ يانغ) تكرر الأعمال الاستفزازية بوتيرة غير مسبوقة، ونؤكد مجددا بشدة أن هذا أمر غير مقبول إطلاقا”. وتابع “اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية يجب أن تنسق بشكل وثيق العمل على النزع الكامل للسلاح النووي لكوريا الشمالية”.

وكان كيشيدا قال في وقت سابق أمس الخميس إنه أعرب للرئيس الصيني شي جين بينغ عن “مخاوف جدية” حيال كثير من قضايا الأمن الإقليمي خلال اجتماعهما في بانكوك.

تحذير أميركي

وردا على تلك التجارب الصاروخية، أكدت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أمس الخميس أن إطلاق كوريا الشمالية الصواريخ يستمر في زعزعة الاستقرار بالمنطقة.

وقالت سابرينا سينغ نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع “إن إطلاق هذه الصواريخ الباليستية ما زال يزعزع الاستقرار، وإذا استمروا في ذلك فإن ذلك سيزيد زعزعة الاستقرار في المنطقة”.

كما نددت وزارة الخارجية الأميركية بتجربة كوريا الشمالية الصاروخية الأخيرة ووصفتها بأنها تهديد للمنطقة والمجتمع الدولي.

تجارب مستمرة

وفي الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أطلقت كوريا الشمالية صاروخا باليستيا عابرا للقارات، لكن عملية الإطلاق هذه باءت بالفشل على ما يبدو وفقا لسيول وطوكيو. وكانت بيونغ يانغ انتهكت في مارس/آذار الماضي ما فرضته على نفسها عام 2017 من وقف اختياري لإطلاق هذا النوع من الصواريخ بعيدة المدى.

وكانت كوريا الشمالية أطلقت أيضا صاروخا باليستيا قصير المدى أمس الخميس، بعد ساعات من تحذير وزير خارجيتها تشوي سون هوي من “ردود عسكرية أعنف” على التحركات الأميركية لتعزيز وجودها العسكري، قائلة إن واشنطن تقوم “بمقامرة ستندم عليها”.

وفي بيان نشرته وسائل الإعلام الرسمية، ندد تشوي بقمة ثلاثية عُقدت الأحد الماضي بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، إذ انتقد خلالها زعماء تلك البلدان اختبارات الإطلاق الصاروخي التي تجريها بيونغ يانغ وتعهدوا بتعاون أمني أكبر.

وكثفت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان مناوراتها العسكرية المشتركة في الأشهر الأخيرة في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية التي ترى في هذه المناورات تدريبات على غزو لأراضيها أو قلب نظامها.

مخاوف متصاعدة

وخلال اجتماع عقد الثلاثاء الماضي على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي، حاول الرئيس الأميركي جو بايدن إقناع نظيره الصيني شي جين بينغ بالتدخل لدى كوريا الشمالية حتى تتخلى عن إجراء تجربة نووية.

وكان بايدن ونظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول ورئيس الوزراء الياباني كيشيدا وعدوا الأحد الماضي برد “قوي وحازم” إذا أجرت بيونغ يانغ هذه التجربة التي ستكون -في حال حصولها- الأولى لكوريا الشمالية منذ عام 2017 والسابعة في تاريخها.

ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن محللين يرون أن كوريا الشمالية -التي يُمنع عليها بموجب قرارات الأمم المتحدة إطلاق صواريخ باليستية- أصبحت أكثر جرأة بسبب احتمال إفلاتها من أي عقوبات أخرى قد تُفرض عليها، بسبب الانقسامات في مجلس الأمن.

وأجرت بيونغ يانغ عددا قياسيا من تجارب الصواريخ خلال العام الحالي، وأطلقت أكثر من 50 صاروخا قصير المدى وبعيده منذ 25 سبتمبر/أيلول الماضي.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.