قالت صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية في تحقيق إن روسيا نجحت في تجاوز الكثير من العراقيل التي أوجدتها العقوبات الغربية عليها منذ اندلاع الحرب على أوكرانيا، وذلك من خلال التعاون مع واجهات اقتصادية وشركات وسيطة منتشرة في دول محيطة بروسيا، بينها بيلاروسيا، وأرمينيا، وكازاخستان، والإمارات العربية المتحدة.

وأوضحت الصحيفة أن روسيا تمكنت من خلال هذا النهج من استيراد مواد عديدة ضمنت لها استمرار التزود بالتكنولوجيا الغربية الأساسية بالنسبة لصناعاتها، وخاصة العسكرية منها.

وذكرت لوموند أن الأرقام الرسمية للتجارة الخارجية الأوروبية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك فعالية هذا الأسلوب في خدمة المصالح الروسية، حيث سجلت المبادلات التجارية بين أوروبا والدول المحيطة بروسيا -على غير العادة- أرقاما قياسية عام 2022، مثلما سجلت المبادلات التجارية بين تلك الدول وروسيا أرقاما كبيرة جدا في العام نفسه.

أجهزة منزلية

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن دبلوماسي أوروبي قوله إن الصادرات الأوروبية من الغسالات نحو كازاخستان على سبيل المثال ارتفعت منذ بدء الحرب من 60% إلى 80%، دون أن يكون للدول الأوروبية أي دليل يثبت مآل تلك الغسالات، وهل بقيت في كازاخستان أو انتقلت إلى دولة أخرى قد تكون روسيا؟

وتؤكد المصادر الأوروبية أن العديد من مكونات الأجهزة الإلكترونية من ثلاجات وغسالات وهواتف نقالة يمكن استخدامها في الصناعات العسكرية، وخاصة ما تعلق بأنظمة الصواريخ، والقذائف الذكية، والرادارات، والمسيّرات.

وذكرت الصحيفة أنه قبل الحرب كانت الصناعة الحربية الروسية تعتمد بشكل كبير على التقنيات الغربية التي لا تستطيع إنتاجها، وكان مصدرها أساسا الولايات المتحدة وهولندا وتايوان وكوريا الجنوبية، وهو ما لم يعد ممكنا بعد اندلاع الحرب على أوكرانيا.

وأوردت لوموند تصريحا لفلاديسلاف فلاسيوك، وهو المسؤول عن العقوبات في إدارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأنه لا توجد بضاعة يمكن للسلطات الروسية إهمالها، فحتى البضائع المتواضعة تحرص على استيرادها، وبينها السجائر الإلكترونية التي تعمل استخدام بعض مكوناتها في صناعة بطارية الطائرة الروسية دون طيار “كاميكازي لانسيت”.

استخدام مزدوج

وبحسب أحد أعضاء لجنة الخبراء المكلفة بدراسة مكونات الأسلحة التي تغنم من القوات الروسية في الميدان، فإن استيراد روسيا للبضائع ذات الاستخدام المزدوج مشكلة حقيقية، في إشارة إلى عثور الأوكرانيين ومعهم الخبراء الأجانب على ما يثبت استخدام مكونات أجهزة منزلية أوروبية في أسلحة روسية عثر عليها خلال المعارك.

وأوضحت لوموند أن الصين بدورها تمد روسيا بقطع تستخدم في صناعات المسيّرات، وخاصة ما ارتبط منها بالبطاريات والكاميرات، حيث تحصل موسكو على ما تريد من شركة “دا جيانغ للابتكارات العلمية والتكنولوجيا” (Da Jiang Innovations Science and Technology) وهي شركة صينية اشتهرت بصناعة المسيّرات، والتي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات عام 2021 لمساهمتها في تشديد المراقبة على مسلمي الإيغور.

وتدعو أوكرانيا حلفاءها الغربيين لتشديد العقوبات على روسيا لكيلا تقوى ترسانتها العسكرية، كما تدعوهم للعمل على تقليل مداخيل روسيا من خلال خفض ثمن برميل النفط، حتى لا تتمكن موسكو من مواصلة حربها وهي مطمئنة إلى أن خزينتها المالية ممتلئة.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.