تعرف علي خلل التطورات والتغييرات في العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة

لا يستقيم ابدا ان يبحث الرجل عن زوجة تملك هذه المواصفات في حين ان يكون هو مفتقرا لكل ما تبحث عنه الزوجة من صفات زوجها، ومن هنا يأتي الخلل ويحدث الشقاق بين الزوجين وتنهار الاسرة وتنهار معها احلام الشباب الوردية بسبب سوء الاختيار والاستعجال في اتخاذ قرار الزواج بدافع الحب اللحظي المبني علي احلام وطموحات لا دليل علي وجودها في الشريك الاخر.

عادة تكون فترة الخطبة مليئة بالحب والغزل والهدايا والاهتمام بالأخر، فيتكون لدي طرفي العلاقة قناعة ان هكذا سوف تكون كل حياتهم الزوجية لاحقا، ويتناسوا او يتغافلوا ان الحياة الزوجية لديها من المسؤوليات الكثير وتختلف كليا عن فترة الخطبة، ففي الحياة الزوجية مسؤوليات العمل ومسؤولية المنزل ومسؤولية المصروفات ومسؤولية الاولاد والمدارس وغيرها من العديد من مسؤوليات الحياة التي تؤدي عادة الي كشف الوجه الحقيقي لكلا الزوجين، فإذا كان الزوجين قد احسنا اختيار بعضهما البعض فسوف يستطيعان تجاوز تلك المسؤوليات والمصاعب ويعيشوا حياة طبيعية، يقدم كل منهما اقصي ما يستطيع لإبقاء مركب زواجهما تصل الي مبتغاها ولا تغرق بهم، اما اذا كان احد الزوجين لم يكن اختيارا صحيحا فينكشف الوجه الحقيقي له وتصبح الحياة اصعب مما ان يتحملها الاخر .

قد يشعر احد الزوجين بعد فترة من الزواج بما يسمي الملل الزوجي، وعادة ما يكون سبب شعور احد الزوجين بالملل الزوجي نتيجة ضعف الحوار بينهم او انعدامه، فقد يحدث احيانا ان ينشغل الزوجين عن بعضهما بالتزامات الحياة ومسؤوليات العمل والاسرة وينسي كلا الزوجين العاطفة بينهم وتنعدم رغبتهم في تبادل الحديث بينهم، مما يؤدي الي حدوث ظاهرة الملل الزوجي.

تحتاج المرأة دائما الي الاهتمام من زوجها والشعور بأهمية وجودها في حياته وحياة الاسرة بأكملها، ولكن بعض العلاقات الزوجية بمرور الوقت يقل فيها اهتمام الزوج بزوجته وبمشاعرها مما يشعرها بالإحباط وعدم الاستطاعة عن مواصلة الحياة الزوجية.

احيانا يقارن احد الزوجين بغيرهم من الازواج من حيث طريقة التعامل والتفاهم بينهم او طريقة اهتمام احدهم بالأخر بل واحيانا تتم المقارنة بين احوالهم الاقتصادية وبين الاحوال الاقتصادية لغيرهم من الازواج، فيحدث الشقاق النفسي والتباعد الغير صريح ويزداد الامر مع الوقت شقاقا وتباعدا الي ان تستحيل الحياة الاسرية بين الزوجين مما يهدد بظهور شبح الطلاق بينهم .

الحوار بين الزوجين لا يقتصر فقط عن احوال الابناء والاوضاع المادية للأسرة ولكن يجب ان يكون الحوار بين الزوجين اعم واعمق من ذلك، ويجب ان يتصارح الزوجين دائما بمشاعرهم تجاه بعضهم البعض، وبما يثير غضب احدهم او ما يحبه ويفضله من تصرفات تصدر من الاخر، حتي يستطيع كلا الزوجين الابتعاد عما يعكر صفو حياتهما وان يصلح من التصرفات التي قد تضايق او تغضب احدهما قدر الاستطاعة.