فالإنسان الحر حر في أن يحب ما يشاء أو مَن يشاء، ولكنه عندما يحب أو عندما يؤمن فإنما يتنازل عن حريته في سبيل حبه وإيمانه” هذه عبارة ثمينة عَلك سمعتها يوما ولكنك ربما لم تتسائل عن قائلها، دعني أخبرك أنه الكاتب والروائي المصري إحسان عبدالقدوس، هذا الكاتب ذو الاصول التركية عاش وترعرع في مصر ويعتبر هذا الأديب ذو الحصيلة الأكبر من الأعمال سواء الروائية أو السينمائية وحتى التليفزيونية.
من هو إحسان عبدالقدوس
ولد إحسان عبدالقدوس في القاهرة، مصر عام ١٩١٩ لعائلة والده السيد محمد عبدالقدوس ووالدته روز اليوسف، نشأ في بيت جده في قرية السيدة الميمونة زفتا في محافظة الغربية، تخرج من الجامع الأزهر وعمل كرئيس كتاب بالمحاكم الشرعية كما عمل كمحامي لبعض الوقت ولكنه أعرب عن فشله بالقيام بهذا العمل “كنت محاميا فاشلا لا أجيد المناقشة والحوار وكنت أداري فشلي في المحكمة إما بالصراخ والمشاجرة مع القضاة، وإما بالمزاح والنكت وهو أمر أفقدني تعاطف القضاة، بحيث ودعت أحلامي في أن أكون محاميا لامعا”.
ويعتبر هذا المصري من أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا في قصصهم الحب البعيد أو الحب الصريح.
كتب أكثر من ستمائة رواية وقصة، تحولت 49 رواية منها إلى أفلام وتحولت 5 روايات أخرى إلى نصوص مسرحية، و 9 روايات إلى مسلسلات إذاعية و 10 روايات أخرى إلى مسلسلات تلفزيونية كما تم ترجمت 65 رواية إلى الإنجليزية والفرنسية والٱلمانية والأوكرانية والصينية.
ناقشت رواياته قضايا الفساد المصري وانغماس المجتمع المصري في الرذيلة وحب الشهوات والبعد عن الدين، ومن هذه الروايات “النظارة السوداء” و”بائع الحب” .
ربما تندهش حينما تعلم أن المسلسل الشهير الذي أدى بطولته النجم نور الشريف مع النجمة عبلة كامل “لن أعيش في جلباب أبي” كان أحد أعمال هذا العبقري المصري.
وقد حصل إحسان عبدااقدوس على العديد من الجوائز الثمينة أبرزها جايزة أحسن قصة فيلم عن روايته الشهيرة التي تحولت إلى فيلم بطولي ناجح ” الرصاصة لا تزال في جيبي.
رحل هذا الأديب في 11 يناير عام 1990 وودعته الكثير من الأصوات المنصفة التي أشادت له بالعبقرية والنضال الحر وقال البعض: “لن تنسى الحياة السياسية المصرية نضال إحسان عبد القدوس من أجل الديموقراطية والحياة الدستورية والحريات العامة”.
المصدر: وكالات
