عندما تكون كاتبا في مجال السياسة، فإن مورد رزقك يكون قائما -للأسف الشديد- على الصراعات في هذا العالم الذي لا يهدأ، حروب وأزمات وصراعات وانقلابات ورصاص ودماء، هكذا هي خريطة العالم في اختزال مخل، لذلك من الصعب القول إن هناك مجالا للمتعة في الكتابة السياسية، اللهم الشغف بالمهنة نفسها.

لكن أحيانا، وعلى فترات متباعدة، تعطيك الكتابة هدية غاية في الجمال، بأن تجعلك تكتب عن شيء تحبه وتشغف به، وأن تبحث في أمور تستمتع بها كثيرا، كأن تكتب عن رمز المتعة الكروية بالنسبة للملايين، عن الفتى الذهبي لكرة القدم، “دييغو أرماندو مارادونا”.

لم يقتصر حضور مارادونا على مجال الكرة فحسب، فهو وإن كان أحد أعظم لاعبي الكرة في التاريخ (أو أعظمهم على الإطلاق حسب الكثيرين)، فإن حضوره في مجال السياسة لم يكن أقل إثارة عن لمسات يُسراه في الملاعب المختلفة، فقد ارتدى لباس القائد الثوري الشعبي منذ بدايته في علبة الشوكولاتة المسماة “لابونبونيرا”، وحتى وصل كاتدرائية كرة القدم في نابولي، التي تُدعى “سان باولو”، إذ حارب بالكرة التفاوت الطبقي والعنصرية المتقدة بين شمال إيطاليا الغني وجنوبها الكادح.

“يد الله” تنتقم من رصاص الإنجليز

كان هدف مارادونا من لعب الكرة تحقيق أمرين أساسيين، الأول أن يشتري منزلا لأسرته، والثاني ألا يعود أبدا إلى الحي الفقير الذي نشأ فيه. (مواقع التواصل الاجتماعي)

“حينما راوغ مارادونا ستة إنجليز ليسجل هدف الأرجنتين، هبَّت رياح باردة في شوارع بورت ستانلي الخاوية، بينما استمعت القوات البريطانية الموجودة في القاعدة بذُعر كيف لشيطان نابولي الصغير أن يفسد احتفالاتهم بالذكرى الرابعة لاستيلائهم على ما يسمونه الفوكلاند. اصطفت مئات السيارات في بوينِس آيرِس وهي ترفع الرايات وتطالب بإعادة جزر مالبيناس التي خسرها الجنرال غالتيري بالكامل عام 1982، ومن أعلى الشاحنات المليئة بالفتية تردد هتاف باسم مارادونا”.

(من كتاب “حكايات عامل غرف: مختارات من أدب كرة القدم الأرجنتينية”)

عندما يحكي مارادونا عن نفسه وطفولته يقول إنه نشأ في حي “خاص”، لكن الكلمة هنا لا تعني “الخصوصية”- بل ترمي إلى “الخصاص” (أي الفقر والعوز) في كل شيء، من الماء والكهرباء إلى جميع أساسيات الحياة الآدمية العادية. لقد كان هدف مارادونا من لعب الكرة تحقيق أمرين أساسيين، الأول أن يشتري منزلا لأسرته، والثاني ألا يعود أبدا إلى الحي الفقير الذي نشأ فيه بمنطقة “فيا فليريتو” بضواحي العاصمة الأرجنتينية بوينِس آيرِس. وفي سن 15 سنة، تمكَّن الشاب دييغو من تحقيق الحلم الأول بعد أن منحته إدارة فريق “أرجنتينيوس جونيورس” منزلا بالعاصمة. وكان ذلك انتصارا كبيرا للمراهق الذي لطالما تحدث بتأثر عن أبيه العامل الذي استيقظ يوميا في الرابعة فجرا ثم عاد مُنهكا إلى الغرفة التي أجَّرتها الأسرة ونام من فرط الإرهاق.

بدأ تألق مارادونا في سن صغيرة جدا بعد أن قاد المنتخب الأرجنتيني للفوز بكأس العالم للشباب عام 1979، بعد سنة واحدة من نجاح المنتخب الأول في الفوز بكأس العالم 1978 التي احتضنتها البلاد، وهي إحدى أكثر النسخ إثارة للجدل في تاريخ المونديال. كان على مارادونا الدخول في دوامة السياسة الوطنية منذ سن 19 سنة، إذ تزامن ذلك مع عهد القمع الدامي في الأرجنتين، حيث مَثَّل كل إنجاز للمنتخب الوطني انتصارا جديدا للديكتاتورية العسكرية. فبعد فوز الأرجنتين بالكأس، ترأس الفتى الذهبي وفد منتخب الشباب الذي استقبله الديكتاتور “خورخي رافاييل فيديلا”، الذي اعتبر الشباب العائد بالكأس من اليابان نموذجا للالتزام وطاعة الأوامر.

أثار هذا الاستقبال العديد من الأسئلة حول مسيرة مارادونا، ففي أثناء هذه الفترة عاشت البلاد أظلم عصور الديكتاتورية، وقد خرج مارادونا بعد سقوط النظام الاستبدادي فيما بعد واصفا “فيديلا” بـ”الحشرة اليقظة”، مؤكدا أنه وزملاءه لم يعلموا حينها بما جرى في البلاد. ولم يكن اعتذار مارادونا ضروريا بالمناسبة، إذ إن السنوات التي تلت عودته بالكأس سرعان ما جعلت منه رمزا سياسيا من الطراز الأول، وأحد الرموز الرياضية التي رفعت أسهم الأرجنتين عاليا في العديد من المسابقات وأبرزها بالطبع كأس العالم.

مارادونا (بالمنتصف) أثناء مباراة ضد إنجلترا خلال ربع نهائي كأس العالم على ملعب أزتيكا في مكسيكو سيتي. فازت الأرجنتين بالمباراة 2-1. (غيتي إيميجز)

لاحقا في مونديال “مِكسيكو سيتي” عام 1986، لم تكن الأرجنتين من بين المرشحين للفوز باللقب، ولكن بدأت الآمال تكبُر بعد التعادل مع بطل العالم إيطاليا في الأدوار الأولى، حيث أظهر مارادونا موهبة نادرة ولعب بأداء فردي باهر أوصل منتخب بلاده في الأخير إلى مباراة فاصلة مع إنجلترا في دور ربع النهائي. وقد جاءت المباراة بعد سنوات أربع على اندلاع الحرب بين البلدين بسبب الصراع على جزر “فوكلاند” (مالفيناس) الواقعة أقصى جنوب الأرجنتين، والخاضعة للسيادة البريطانية منذ عام 1833، إذ تمكَّن الإنجليز عام 1982 من طرد القوات الأرجنتينية من الجزيرة بعد أن أسفرت الحرب التي استمرت لعشرة أسابيع عن مقتل وإصابة نحو 2000 شخص.

منذ انطلاق صافرة المباراة بدت نظرة مارادونا المُبغِضة للإنجليز واضحة على مُحيَّاه. ورغم أن منتخب راقصي التانغو حاول تجنُّب دوامة تسييس الرياضة، فإن صاحب الرقم 10 اعترف بعد ذلك أن لاعبي بلاده أحسُّوا حينها وكأنهم يدخلون حربا وليس مباراة عادية. وقد عرفت هذه المباراة أشهر هدفين لمارادونا، الأول الذي سجَّله بيده وأثار الجدل آنذاك، لا سيما بعد أن صرَّح مارادونا أنها كانت “يد الرب”، والثاني الذي راوغ فيه لاعبي المنتخب الإنجليزي مسجلا أحد أجمل أهداف المونديال. وأحس الأرجنتينيون بنوع من استرداد الكرامة بعد هذه المباراة، فيما لم ينسها الإنجليز أبدا، وخصوصا هدف “يد الرب”، فبعد مرور سنوات طويلة، ووفاة مارادونا عام 2020، صدرت صحف إنجلترا بعناوين مثيرة منها “مارادونا في يد الله”. أما الشعب الأرجنتيني فرأى فيما فعله مارادونا انتصارا لشعب مقهور.

“ماسانييلو” الأرجنتيني

“إذا دخل فرانز بِكِنْباور إلى أي حانة في أي بلد، فسيكون مطالبا بدفع ثمن مشروبه، لكن إذا دخل مارادونا، فالكل يناديه بحميمية ’دييغو‘، ويتسابقون على دفع ثمن المشروب بدلا منه”.

(إدواردو غاليانو، الكاتب الأوروغوياني الشهير)

في يونيو/حزيران 1620 وُلد “توماسو أنيلو أمالفي” الشهير بـ”ماسانييلو” بمدينة نابولي لوالد صياد وأم ربة بيت، وكانت حياة هذا الطفل عادية، إذ نشأ شابا في أسرة أقرب إلى الفقر، حتى اندلعت الثورة في يوليو/تموز 1647 بمدينة نابولي بسبب المشكلات الاقتصادية في المدينة. وقد وجد “ماسانييلو” نفسه دون إعداد منه يشارك في هذه المظاهرات ثم يقودها، فصار بدعم من الشعب ملكا للمدينة، لكن جنون العظمة نال من النابوليتاني الثائر فتحوَّل إلى شخص متسلط وانتهى به الأمر مقتولا بواسطة أولئك الذين دعموه وأحبوه ونصبوه ملكا عليهم ذات يوم. وعندما سُئِل مارادونا في آخر أيامه بمدينة نابولي عن معرفته بقصة “ماسانييلو” أجاب بالنفي، لكنه استدرك بالقول بعد سماعها من الصحفي المحاور إنه لا يُفضِّل أن يلقى مصير الثائر الملك.

وجد “ماسانييلو” نفسه يشارك في المظاهرات ثم يقودها، فصار بدعم من الشعب ملكا للمدينة، لكن جنون العظمة نال من النابوليتاني الثائر فتحوَّل إلى شخص متسلط وانتهى به الأمر مقتولا. (مواقع التواصل الاجتماعي)

لم تتحقق أمنيات مارادونا، فخروج الملوك من ممالكهم لا يكون سهلا، وقد لا يكون إلا بالموت أو النفي، أو هكذا يقول التاريخ، وهكذا كانت قصة مارادونا. فبعد تجربة قصيرة غير موفَّقة في برشلونة، وصل مارادونا إلى نابولي، تلك المدينة الفقيرة القابعة في جنوب إيطاليا، حيث وقف في استقباله 75 ألف مشجع جاؤوا يوم 5 يوليو/تموز 1984 إلى ملعب “سان باولو” للقاء الشيطان الصغير الذين بات بعد فترة صغيرة أشهر رسول للسعادة في تاريخ نابولي. لقد جاء وصول مارادونا بعد زلزال 1980 الذي تسبب في وفاة 2483 شخصا وخلَّف أكثر من 7700 مصاب علاوة على 250 ألف مواطن وجدوا أنفسهم دون منزل. ولم يكن لدى نابولي أي بلدية أو خدمات عامة، فيما واصلت البطالة تصاعدها المأساوي مع تدهور الوضع الصحي في المدينة. بيد أن الجميع نسوا ذلك ولو ليوم واحد، واحتفوا بقدوم الساحر الأرجنتيني.

ظل السؤال يطرح نفسه، لماذا اختار مارادونا اللعب لنابولي؟ ذلك الفريق المغمور الذي لا يملك سوى لقبَيْن يتيمَيْن بكأس إيطاليا؟ أجاب مارادونا نفسه عن هذا التساؤل قائلا إن أحدا ببساطة لم يرغب في شرائه من برشلونة بسبب الإصابات ومشكلاته السلوكية التي ظهرت إلى الرأي العام في أحيان كثيرة، كما حدث أمام نادي “أتليتيكو بيلباو” ذات مرة أثناء نهائي كأس الملك لعام 1984، أمام مرأى ومسمع الملك نفسه.

لم يكن الأمر رياضيا فقط، إذ إن نابولي فريق من جنوب إيطاليا يعيش المآسي، ويواجه في الدوري ذاته حيتان الشمال الغنية مثل “يوفنتوس” من مدينة تورينو، و”إنتر ميلان” و”إيه سي ميلان” من مدينة ميلانو، و”روما” فريق العاصمة الأول. ولذا، ومن أجل منافحة الطبقة الغنية، بذل فريق المدينة الفقيرة 7 ملايين يورو كاملة لعيون مارادونا. لقد وجد اللاعب الأرجنتيني ضالّته في نابولي، ووجد فيه سكان المدينة في الوقت نفسه بطلهم الذي أمكن أن يقودهم إلى تحقيق العدل، فكل هدف في مرمى فرق الشمال بمنزلة انتقام للمدينة وتاريخها، وكل لقب حققه أمام الفِرَق الأخرى يعني أن آخر تلاميذ الفصل صار الأول بعد أن تحصَّل على عصا سحرية صُنِعَت في الأرجنتين.

لقد وجد اللاعب الأرجنتيني ضالّته في نابولي، ووجد فيه سكان المدينة في الوقت نفسه بطلهم الذي أمكن أن يقودهم إلى تحقيق العدل. (غيتي إيميجز)

حكى مارادونا عن أيامه في نابولي قائلا: “سكان نابولي يُعتَبَرون أفارقة إيطاليا، لقد كانوا يعانون من العنصرية، وعندما ذهبنا للعب في الشمال وجدنا لوائح كبيرة كُتب عليها ’استحموا‘”. قاد دييغو ثورة نابولي العظيمة، وهو ما جعل منه رمزا تجاوز الرياضة والكرة، فقد وضع سكان المدينة صورته بجانب صورة العذراء والمسيح على أسِرَّتهم تيَمُّنا بقدمه اليسرى التي أطربتهم كثيرا. ولكن لأن لكل قصة حب نهاية، جاءت النهاية وكانت حزينة، شأنها شأن غالبية قصص الحب العميقة.

بدأت النهاية في مونديال 1990، فعلى عكس النسخة السابقة دخلت الأرجنتين وهي مرشحة بقوة للقب، وامتلكت إيطاليا بدورها أيضا منتخبا قويا مرشحا للإبقاء على الكأس داخل البلد المضيف. وقد تسلَّق المُنتخبان الدرجات، فكان اللقاء في دور نصف النهائي بين الأرجنتين وإيطاليا. وخرج مارادونا حينها بتصريح غاية في الاستفزاز للإيطاليين، حينما قال إنه أعطى كل شيء لسكان مدينة نابولي، مؤكدا أنه يعلم أنهم سيساندونه في المباراة التي أُقيمت على ملعب “سان باولو” نفسه بين فتى المدينة المُدلَّل ومنتخب البلاد، مستدعيا بذلك العداء بين الشمال الغني والجنوب الفقير.

كان مارادونا محقا بالنسبة لشريحة من الطليان ساندته ضد إيطاليا بالفعل، لكن غالبية النابوليتانيين كانوا مع منتخب بلادهم بطبيعة الحال، وعندما فازت الأرجنتين بركلات الترجيح تحوَّل مارادونا من “نصف إله” إلى شيطان كرهه الجميع في ليلة وضحاها، وتخلَّى عنه جميع أصدقاء الأمس من سياسيين ومشجعين ورجال النفوذ، حتى بعد أن خرج مُعتذِرا مؤكدا أنه يعلم أن سكان نابولي هم إيطاليون كجميع الإيطاليين. لكن الأوان كان قد فات، فوجد نفسه يترك المدينة بعد مشكلات كثيرة حاصرته على حين غرة من الآلاف المؤلفة التي استقبلته وأحبته يوما ما.

يساري يحب فلسطين

“أنا لست ساحرا، السحرة هم الذين يعيشون بـ”فيا فلوريتو” (مكان ولادته). يجب أن تكون ساحرا حتى تتمكن من العيش بـ400 بيزو أرجنتيني في الشهر”.

(مارادونا)

ظهرت التوجهات اليسارية لمارادونا منذ أيامه الأولى في الملاعب، ويكفي أن نشير إلى الوشم على ذراعه لزعيم الثوار الأرجنتيني “تشي غيفارا”، والوشم الآخر على رجله لرمز اليسار العالمي وصديقه الشخصي “فيدِل كاسترو” (رويترز)

من نادي “بوكا جونيورز” إلى نابولي، لطالما شعر مارادونا بالراحة في الأوساط الشعبية، فلم يحب برشلونة كثيرا، لكنه وجد ضالته في نابولي، حيث رحَّب به الجميع من الشارع العادي حتى المافيا وتجار الكوكايين. وفي مونديال 1994، الذي رأى فيه مارادونا أن الفيفا بترت له رجليه بعد أن تم إخضاعه لفحص منشطات خرجت نتيجته إيجابية، لم يتردَّد قائد المنتخب الأرجنتيني في الاحتجاج على تنظيم المباريات في فترة الظهيرة في درجة حرارة بلغت 40 درجة مئوية وذلك لإرضاء القنوات التلفزيونية ليس إلا. لم يحب مارادونا الفيفا يوما، وعلى عكس منافسه البرازيلي “بيليه”، كان على خلاف مع الاتحاد الدولي للكرة، وعدوا لا يُخفِي عداءه للجميع من “سيب بلاتر” الرئيس السابق للمنظمة إلى “جيان آنفنتينو” الرئيس الحالي. ورغم العداء الكبير، خرج السويسري “بلاتر” بعد وفاة مارادونا للحديث عن اللحظات الجميلة التي لا يمكن نسيانها التي قضاها مع الفتى الذهبي للأرجنتين.

ظهرت التوجهات اليسارية لمارادونا منذ أيامه الأولى في الملاعب، ويكفي أن نشير إلى الوشم على ذراعه لزعيم الثوار الأرجنتيني “تشي غيفارا”، والوشم الآخر على رجله لرمز اليسار العالمي وصديقه الشخصي “فيدِل كاسترو”، بجانب دعمه للكثير من الأنظمة اليسارية في أميركا اللاتينية، التي حاربت توسُّع الولايات المتحدة في المنطقة. ففي عام 2005 وبينما استعد الرئيس الأميركي جورج بوش الابن لزيارة بوينِس آيرِس، وقف مارادونا على منصة صديقه الرئيس الفنزويلي “هوغو تشافيز”، وصرخ أمام الجمع: “اطردوا تلك القمامة البشرية التي تُدعى جورج بوش”. بيد أن مارادونا لم يكن يساريا ماركسيا بالمعنى الأيديولوجي، لكنه في العموم تلاقى مع القيم اليسارية في عدائها للنظام العالمي الرأسمالي الذي أعدم حقوق الفقراء الذين انتمى إليهم يوما، وظل قريبا منهم معنويا حتى بعد أن جمع ثورة لا بأس بها من كرة القدم.

لم تقتصر مواقف مارادونا السياسية على الانحياز لليسار، فقد دعم مارادونا القضية الفلسطينية، وفي أثناء لقاء له مع الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” عام 2018 أثناء مونديال روسيا، نشر النجم الأرجنتيني صورته مع عباس وعلَّق عليها قائلا: “أنا قلبي فلسطيني”، كما سبق له التنديد بالقصف الإسرائيلي لغزة عام 2014 مُعلِنا تضامنه مع الشعب الفلسطيني، وهو تضامن لم يمنع “بنيامين نتنياهو”، رئيس الوزراء الإسرائيلي القديم والجديد، من وصف مارادونا بـ”صديق إسرائيل”.

كانت هذه سيرة سياسية موجزة لمارادونا، فتى الأرجنتين الأول، الذي ما زالت صوره تُزيِّن المدرجات في قطر حينما يلعب المنتخب الأرجنتيني مبارياته في كأس العالم بقيادة “ليونيل ميسي”، الذي ورث عن مارادونا سحره الكروي، ورقمه الأثير 10، دون أن يرث جنونه ولا اهتمامه الكبير بالملفات السياسية، فاختار الفتى الذهبي الثاني الهدوء، علَّه ينال به حياة تنتهي بشكل أقل جدلا وصخبا من حياة الراحل دييغو.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.