تشكل رائدات الأعمال الأفريقيات نحو 30% من تعداد النساء في القارة السمراء بإجمالي إسهامات في النمو الاقتصادي للقارة خلال هذا العام يُقدر بنحو 350 مليار دولار. ورغم ذلك، فإن رائدات الأعمال الأفريقيات يواجهن تحديات كبيرة.

عندما بدأ سريان اتفاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية -المعروف اختصارا بـ”إيه إف سي إف تي إيه” (AFCFTA)- في الأول من يناير/كانون الثاني العام الماضي، كانت العديد من رائدات الأعمال في القارة السمراء يأملن في أن يعزز إنشاء أكبر منطقة تجارة حرة في العالم بسوق قوامه 1.2 مليار شخص، فرص نجاح لأعمالهن التجارية ومحاربة الفقر المدقع.

بيد أن العديد من رائدات الأعمال في أفريقيا تحدثن إلى “دويتشه فيله” (DW) عن عدم حصولهن على فرص لتعزيز إسهاماتهن في الأسواق بسبب أن المشاريع لا تزال صغيرة مع ضعف الإنتاج وضآلة التمويل المقدم من الحكومات وهيئات التمويل.

وتشتكي رائدات الأعمال الأفريقيات من صعوبة الحصول على تأشيرات السفر والوثائق اللازمة للتصدير. ومن داخل مزرعة للدواجن في العاصمة الكاميرونية ياوندي، قالت صاحبة المزرعة إن لديها شحنة مؤلفة من 30 ألف دجاجة كانت في طريقها إلى الأسواق في الغابون، لكنها لم تغادر البلاد بعد.

بدورها، قالت بيسو ناكاتوما، التي ترأس منظمة تُعنى بالنهوض بالمشاريع الريفية في النيجر، إن رائدات الأعمال في البلد الواقع في غرب أفريقيا يواجهن أيضا صعوبات مماثلة في تصدير السلع من المناطق النائية إلى دول الجوار.

النساء يوفرن الغذاء حيث يعملن في الزراعة، لكنهن لا يمتلكن هذه الأراضي (رويترز)

مضايقات كثيرة

وأضافت ناكاتوما أن “رائدات الأعمال تسعى إلى الاستفادة من الفرص التي توفرها منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية عن طريق التصدير، لكن تواجهن مضايقات كثيرة”، كما ترفض البنوك “منح قروض للنساء، ولذا يتعين عليهن الاعتماد فقط على أسرهن ومجتمعاتهن ومدخراتهن الضئيلة”.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن قرابة 70% من التجارة عبر الحدود غير الرسمية في أفريقيا تتم بواسطة نساء تاجرات.

صراعات أمام رائدات الأعمال

ويضاف إلى ذلك عبء الصراعات التي تعصف بالكثير من بلدان القارة الأفريقية، مما يؤدي إلى فوضى واضطرابات أمنية.

وبخصوص ذلك، قالت كاثرين سامبا-بانزا، وهي محامية وشغلت منصب الرئيس المؤقت لجمهورية أفريقيا الوسطى بين عامي 2014-2016، إن حالة انعدام الأمن جراء الصراعات المسلحة تشكل تحديا كبيرا أمام رائدات الأعمال في أفريقيا.

وأضافت أن النساء يشكلن نسبة 20% من ريادة الأعمال في القارة السمراء، لكنهن يواجهن الكثير من المصاعب سواء التحديات القائمة على أساس الجنس أو جراء الأزمات التي تعصف بالقارة.

وقالت في البداية “كانت جائحة كورونا، ثم ظاهرة تغير المناخ والصراعات المسلحة، والآن الحرب الروسية في أوكرانيا”.

الجدير بالذكر أن الكاميرون استضافت رائدات الأعمال من 35 دولة أفريقية لحضور منتدى رائدات الأعمال الأفريقيات برعاية الأمم المتحدة بمشاركة أكثر من 200 سيدة في المنتدى الذي عُقد تحت شعار “رائدات الأعمال.. التحديات والفرص”.

وخلال المنتدى، طالبت المشاركات بتعزيز الحصول على تمويل من أجل تقديم يد العون للشركات التي تديرها سيدات، فضلا عن ضرورة تسهيل إجراءات الحصول على ائتمانات التصدير وضمانات القروض.

وأكد المنتدى أنه في حالة تعزيز فرص رائدات الأعمال، فإنهن بمقدورهن المساعدة في محاربة الفقر وتحسين سبل العيش في المناطق النائية والريفية في القارة الأفريقية.

إذا امتلكت المزارعات الأفريقيات الكثير من الأراضي ستتحسن سبل عيش الناس ويعودون للريف (غيتي)

النساء ومعضلة امتلاك الأراضي

بدوره، يسلط المحلل الاقتصادي الكاميروني سيرج غيفو الضوء على الصعوبات التي تواجهها رائدات الأعمال الأفريقيات في قضية امتلاك الأراضي.

وفي مقابلة مع دويتشه فيله، قال غيفو إن “النساء من توفر لنا الغذاء، حيث يعملن في الزراعة، لكن ورغم ذلك لا يمتلكن هذه الأراضي. نشتري الأرز من تايلند وفيتنام، ونشتري القمح من أوكرانيا. نحتاج إلى تغيير ذلك، خاصة أننا في حاجة إلى تحقيق أمن الأرض”.

وأضاف إذا امتلكت النساء الكثير من الأراضي، فسوف نرى أن العديد من الناس “يعودون من المدن إلى مجتمعاتهم (الريفية) السابقة بسبب تحسن سبل العيش، ولأن دخلهم سيكون أفضل مما عليه الوضع في المدن”.

ويشار إلى أن إسهامات رائدات الأعمال في عجلة النمو الاقتصادي في أفريقيا خلال العام الجاري بلغت أكثر من 350 مليار دولار مما يعادل نحو 13% من الناتج المحلي الإجمالي للقارة.

وعلى ضوء ذلك، تطمح النساء في القارة السمراء في الحصول على المزيد من الفرص للاستفادة من منطقة التجارة الحرة لأفريقيا بهدف تعزيز تنمية في أفريقيا.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.