اتهمت وزارة الخارجية الروسية الغرب بعرقلة صادرات الحبوب والأسمدة عبر البحر الأسود جراء العقوبات الغربية أحادية الجانب، التي فرضت عقب اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، وقالت روسيا إن 3% من صادرات اتفاق الحبوب الأوكرانية، تُمنح للدول الأشد فقرا فقط.

وذكرت الخارجية الروسية أن مجموعة كبيرة من السفن يتم تجميعها بشكل مصطنع في إسطنبول للضغط على الخبراء الروس العاملين في مركز الرقابة على شحن الحبوب من أوكرانيا بهدف إضعاف الرقابة، وتسريع إجراءات فحص البضائع.

وأشار بيان الخارجية الروسية إلى أنه لا يمكن تجاهل الانتهاكات للممر البحري، لا سيما في ظل التحقيق المتواصل في طرق نقل المتفجرات التي استهدفت جسر القرم في الثامن من الشهر الجاري.

وكانت روسيا وأوكرانيا وقعتا يوم 22 يوليو/تموز الماضي في مدينة إسطنبول على مبادرة دعمتها الأمم المتحدة لحل أزمة الحبوب الأوكرانية العالقة في الموانئ جراء الحرب المستمرة منذ 24 فبراير/شباط الماضي. ونتيجة لهذا الاتفاق جرى تصدير ملايين الأطنان من الذرة والقمح ومنتجات دوار الشمس والشعير وبذور اللفت وفول الصويا من أوكرانيا إلى مختلف الأسواق العالمية.

الشكوى الروسية

غير أن الرئيس فلاديمير بوتين وباقي المسؤولين الروس اشتكوا مرارا في الفترة الأخيرة من مشاكل حقيقية تواجه اتفاق إسطنبول، وحذرت موسكو من إمكانية الانسحاب منه إذا لم تتم الاستجابة لمطالبيها.

وقالت موسكو اليوم الجمعة إن الدول الأشد فقرا تحصل على 3% فقط من صادرات الغذاء الأوكرانية، التي تتم في إطار الاتفاق التي توسطت فيه الأمم المتحدة لنقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية، وإن نصف الشحنات تذهب للدول الغربية.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت أمس الخميس إن بلادها لم تتخذ قرارا بعد بشأن ما إذا كان ينبغي تمديد اتفاق الحبوب الأوكرانية، الذي تنتهي صلاحية يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وأضافت المتحدثة في تصريحات صحفية أن الغرب لم يتخذ خطوات كافية لتخفيف العقوبات على قطاعات اللوجيستيات والمدفوعات والتأمين الروسية لتسهيل صادرات الحبوب والأسمدة.

وينص اتفاق إسطنبول إلى جانب تصدير الحبوب الأوكرانية، على تسهيل الصادرات الروسية، التي تضررت من تأثيرات العقوبات الغربية المشددة على الاقتصاد الروسي.

التحذير الأميركي

وردا على التصريحات الروسية، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الخميس إن روسيا ستواجه “غضبا شديدا” إذا تراجعت عن اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية.

وأضاف الوزير بلينكن أن الغضب الشديد تجاه موسكو سيأتي من بلدان في كل أنحاء العالم تستفيد من الحبوب الأوكرانية، ولا سيما الدول النامية في نصف الكرة الجنوبي.

بخلاف التصريحات الروسية، قال وزير خارجية الولايات المتحدة إن ثلثي شحنات الحبوب الأوكرانية ذهبت إلى دول في أمسّ الحاجة إليها.

وبخلاف النسبة التي قدمتها روسيا، قال وزير خارجية الولايات المتحدة إن ثلثي شحنات الحبوب الأوكرانية ذهبت إلى دول في أمسّ الحاجة إليها.

وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث زار روسيا في وقت سابق هذا الشهر لإجراء مناقشات مع المسؤولين الروس لتمديد اتفاق إسطنبول، وقال المسؤول الأممي إنه “متفائل نسبيا” بشأن تمديد الاتفاق.

وتسعى الأمم المتحدة إلى تمديد الاتفاق إلى ما يصل إلى عام، وتيسير عمليات التفتيش المشتركة للسفن التي يجريها في إسطنبول مسؤولون من الأمم المتحدة وتركيا وروسيا وأوكرانيا.

وحذرت الأمم المتحدة في الآونة الأخيرة من أن هناك تراكما للسفن بسبب عمليات التفتيش، شمل أكثر من 150 سفينة، في حين اتهمت أوكرانيا الاثنين الماضي روسيا بتعمد تأخير أكثر من 165 سفينة لشحن الحبوب عن طريق تمديد عمليات التدقيق في مركز التنسيق المشترك في إسطنبول.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.