يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الأحد، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة مجموعة السبع في هيروشيما، حيث “سيواصل التأكيد على دعم الولايات المتحدة القوي والحازم لأوكرانيا”، وفق ما صرح مسؤول رفيع بالإدارة الأميركية.

يأتي ذلك فيما دشن البابا فرانشيسكو “مهمة سلام” جديدة لوقف الحرب المتواصلة في أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط 2022.

كما أعلن رئيس شركة فاغنر شبه العسكرية سيطرة قواته على كامل مدينة باخموت الإستراتيجية شرقي البلاد رغم النفي الأوكراني، متهما القيادة العسكرية الروسية بـ”خيانة” جنوده لعدم تقديمها الدعم والسلاح لهم.

وقد هنّأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجموعة فاغنر وجيش بلاده بعد إعلانهما السيطرة على باخموت، حسب بيان للكرملين جاء فيه أن بوتين “هنأ وحدات فاغنر الهجوميّة وكذلك جميع جنود وحدات القوات المسلحة الروسية الذين قدموا لها الدعم اللازم لإتمام عملية تحرير أرتيموفسك”، الاسم السوفياتي لباخموت.

ولم يؤكد المسؤول الرفيع بإدارة بايدن تقارير وسائل إعلام أميركية مفادها أن الحكومة ستعلن حزمة أسلحة جديدة لأوكرانيا الأحد، لكنه قال إن الشحنات المستقبلية ستواصل على الأرجح التركيز على قذائف المدفعية وذخائر الأسلحة الصغيرة وربما ذخيرة راجمات الصواريخ من طراز هيمارس.

مقاتلات أميركية

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قد أعلن قبل ذلك أن بايدن “يتطلّع إلى فرصة لقاء” زيلينسكي “وجها لوجه”.

ووصل الرئيس الأوكراني السبت إلى اليابان على متن طائرة حكومية فرنسية بعدما زار السعودية الجمعة للمشاركة في قمة جامعة الدول العربية.

وقبل وصوله إلى اليابان أعلن الرئيس الأميركي، بعد تردد طويل، موافقته على السماح لدول أخرى بتزويد كييف بمقاتلات “إف-16” أميركية الصنع، في قرار رحب به زيلينسكي واصفا إيّاه بأنه “تاريخي”.

وأكد سوليفان -خلال مؤتمر صحفي في هيروشيما- أن واشنطن تدعم الآن مبادرة مشتركة لحلفائها بهدف تدريب طيارين أوكرانيين على طائرات “إف-16″، مشيرا إلى أنه خلال مدة هذا التدريب الذي سيستغرق أشهرا، سيُقرر الغربيون الجدول الزمني لتسليم الطائرات وعددها والدول التي ستوفرها.

وأشار إلى أن طائرات “إف-16” جزء من المعدات التي ستحتاجها كييف “في المستقبل” حتى “تكون قادرة على ردع أي عدوان روسي والدفاع عن نفسها”، وهذا أمر بعيد عن الضرورات العاجلة المرتبطة بالهجوم الأوكراني المضاد الذي أعلنت عنه كييف قبل أسابيع عدة.

وكرّر البيت الأبيض الموقف الأميركي المتمثل في أن الولايات المتحدة، من خلال مساعدتها العسكرية بما في ذلك الطائرات المقاتلة، “لا تُسهل أو تدعم هجمات على الأراضي الروسية”، مشيرا إلى أن “الأوكرانيين أشاروا باستمرار إلى أنهم مستعدون لاحترام هذا الموقف”.

قمة هيروشيما

من جهتهم، أكد رؤساء الدول الأعضاء في مجموعة السبع في ختام قمتهم بمدينة هيروشيما، الاستمرار في محاسبة روسيا ومن يدعمها بسبب حربها على أوكرانيا.

وأكد قادة الدول السبع -في بيان لهم- التزامهم بدعم أوكرانيا مهما تطلب إحلال السلام الشامل من وقت، داعين الصين للضغط على موسكو بشأن الحرب.

وفي رد فعل روسي على هذه التوجهات الغربية، قال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو إن موسكو ستأخذ بعين الاعتبار ضمن خططها نية الغرب تزويد أوكرانيا بمقاتلات “إف-16”.

واتهم غروشكو الدول الغربية بمواصلة السير على نهج تصعيد الصراع في أوكرانيا، مؤكدا أنه نهج محفوف بمخاطر هائلة على تلك الدول نفسها.

كما قالت الخارجية الروسية إن الولايات المتحدة تشن حربا هجينة ضد روسيا والمنطقة بأكملها، وإنها تضلل وتنافق بقولها إنها ستمنح أوكرانيا طائرات “إف-16” شرط عدم استخدامها لضرب روسيا.

من جهته، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الغربية بمحاولة هزيمة بلاده والقضاء عليها كمنافس جيوسياسي، وفق تعبيره.

وأضاف لافروف أن الغرب حدد مهمته بالقضاء على روسيا كمنافس جيوسياسي، وهو ما تَمثل في القرارات التي اتخذت في قمة هيروشيما، التي تهدف إلى “الردع المزدوج لروسيا والصين”.

مهمة سلام

على صعيد آخر، كلف البابا فرانشيسكو رئيس مجمع الأساقفة الإيطاليين الكاردينال ماتيو زوبي قيادة مهمة سلام لمحاولة وقف الحرب في أوكرانيا، بحسب ما أفاد الفاتيكان.

وقال المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني إن زوبي طُلبت منه “المساعدة في تخفيف التوترات في النزاع في أوكرانيا، على أمل أن يتمكن البابا من بدء مسارات سلام، وهو أمر لم يتخل عنه قطّ”.

وأضاف في مذكرة “تجري حاليا دراسة توقيت هذه المهمة وطرائقها”.

وكان البابا فرانشيسكو قد تحدث لأول مرة عن مهمة محتملة لدى عودته من زيارة إلى المجر الشهر الماضي، وقال للصحفيين “هناك مهمة يجري العمل عليها حاليا، لكنها لم تعلن بعد”، ولم يذكر تفاصيل أخرى.

غموض باخموت

ميدانيا، أعلن رئيس شركة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين سيطرة قواته على كامل مدينة باخموت شرقي أوكرانيا، مشيرا إلى أن عملية السيطرة عليها استغرقت 224 يوما.

وقد أكد الجيش الروسي أن المدينة صارت بالفعل “محررة كليا”.

وقال بريغوجين إن قواته ستبدأ الانسحاب من باخموت اعتبارا من الخميس المقبل تمهيدا لتسليمها للجيش الروسي.

في المقابل، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك إن إعلان بريغوجين السيطرة على باخموت يأتي للتغطية على حجم الخسائر التي تعرضت لها قواته في المدينة.

وأضاف بودولياك أن تصريحات بريغوجين تهدف لتخفيف وطأة التصريحات الداعمة لأوكرانيا في قمة مجموعة السبع بهيروشيما.

كما أكد المتحدث باسم القيادة الشرقية الأوكرانية سيرغي شيريفاتي أن قواته تنفذ عملية لتطويق باخموت، وأنه يمكن لهذه القوات أن تغادر المدينة نفسها.

وأضاف أنه في الجزء الذي تسيطر عليه القوات الأوكرانية من باخموت أصبحت العملية الدفاعية إشكالية لأنها تتم في مساحة ضيقة ومن السهل استهدافها، وقال إنه عاجلا أم آجلا ولأسباب أمنية ستخرج قواته من باخموت.

وكان شيريفاتي قد نفى أن تكون قوات فاغنر قد سيطرت على باخموت وقال إن القوات الأوكرانية تصد هجمات في جنوب غربي المدينة.

وأضاف -في مقابلة مع الجزيرة- أن قواته تمكنت من بسط سيطرتها على مناطق جديدة غرب باخموت.

كما قلّل من أهمية تصريحات بريغوجين، وقال إن بلاده اعتادت على تكرار هذه الرواية الروسية، مؤكدا أن القوات الأوكرانية نجحت في استنزاف فاغنر في باخموت.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.