استبعد الرئيس الأميركي جو بايدن أن يلجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استخدام أسلحة نووية في حربه على أوكرانيا، واصفا التلويح بذلك بأنه “عمل غير مسؤول”.
واعتبر بايدن -في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” (CNN) الأميركية- أن بوتين لاعب عقلاني أخطأ كثيرا في حساباته بإقدامه على غزو أوكرانيا، مشيرا إلى أنه لا يعلم ما يدور في ذهن الرئيس الروسي لكنه يرى أنه بإمكانه الانسحاب من أوكرانيا.
كما ذكر أنه لا يعتزم لقاء بوتين على هامش قمة العشرين، مؤكدا أن ذلك “يتوقف على الأمر الذي يريد (الرئيس الروسي) مناقشته”، وأنه لن يتفاوض بشأن أوكرانيا دون مشاركة كييف في المفاوضات.
وكانت وكالة تاس قد نقلت عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله، إن موسكو مستعدة لبحث اقتراح عقد لقاء بين بوتين وبايدن على هامش قمة مجموعة العشرين، مشيرا إلى أن بلاده لم تتلق أي عروض أميركية جادة لإجراء اتصال بشأن الوضع في أوكرانيا.
عواقب وخيمة
وجاءت تصريحات الرئيس الأميركي بعد قمة طارئة لمجموعة الدول السبع أكدت في ختام أشغالها استمرار الدعم المالي والعسكري والدبلوماسي لأوكرانيا، محذرة من أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية أو البيولوجية أو النووية من قبل روسيا ستكون له “عواقب وخيمة”.
كما كررت التزام هذه الدول بدعم وحدة أوكرانيا الترابية، متعهدة بمحاسبة بوتين عن الضربات الصاروخية الأخيرة، وبفرض المزيد من التكاليف الاقتصادية على موسكو.
وقالت إنها ستعمل بتضامن وتنسيق لمعالجة الآثار السلبية لما سمته العدوان الروسي على الاستقرار الاقتصادي العالمي، داعية بيلاروسيا إلى وقف السماح للقوات الروسية باستخدام أراضيها وتقديم الدعم للجيش الروسي.
وقد طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -في كلمة له أمام القمة- قادة المجموعة بدعم جيش بلاده بمزيد من منظومات الدفاع الجوي لصد الهجمات والتهديدات الروسية، وفرض مزيد من العقوبات على الروس.
على صعيد آخر، أعرب الرئيس الروسي -خلال اجتماع له مع الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي- عن استعداده لمناقشة الوضع في محطة زاباروجيا النووية، واصفا الوضع فيها بالمقلق، ومضيفا أن بلاده تلاحظ تسييسا في ما يتعلق بالأنشطة النووية.
ضربات روسية
ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها واصلت لليوم الثاني على التوالي استهداف منشآت البنية التحتية العسكرية وأنظمة الطاقة الكهربائية في أوكرانيا من الجو والبحر.
وقال الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف، إنها واصلت الضربات العسكرية الواسعة بأسلحة عالية الدقة وبعيدة المدى على منشآت القيادة العسكرية ونظام الطاقة الأوكراني.
واستهدف القصف الروسي الجديد أمس الثلاثاء منشآت للطاقة في مدن لفيف وفنيتسا ودنيبرو، مما أسفر عن انقطاع جزئي للكهرباء في المناطق المستهدفة.
في المقابل أعلن الجيش الأوكراني أن دفاعاته الجوية أسقطت 18 صاروخ كروز بعضها انطلق من بحر قزوين، بالإضافة إلى إحدى 11 طائرة مسيرة خلال الموجة الثانية من الهجوم الروسي.
وفي روسيا، قال حاكم إقليم بيلغورود إن الكهرباء انقطعت عن أكثر من ألفي شخص بعد أن قصفت أوكرانيا محطة كهرباء فرعية في بلدة واقعة قرب الحدود.
وقالت السلطات في منطقة زاباروجيا، إن روسيا قصفت بالصواريخ والطائرات المسيرة عددا من المناطق الأوكرانية، منها زاباروجيا، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة العشرات جراء استهداف أحياء سكنية.
وذكرت القوات الأوكرانية أنها دمرت كتيبة للجيش الروسي كانت تتحرك في منطقة خيرسون، مما تسبب في تدمير دبابتين روسيتين وعدد من المدرعات ومدافع الهاوتزر، كما استولت على دبابة تركتها القوات الروسية قبل انسحابها من خيرسون.
وأكدت أنها تواصل هجماتها لاستعادة السيطرة على مزيد من المناطق في المقاطعة الواقعة جنوبي البلاد.
أنظمة متطورة
من ناحية أخرى، نقلت وكالة بلومبيرغ عن مصادر في وزارة الدفاع الأميركية أن الوزارة تعمل على تسريع وتيرة شحن أنظمة الدفاع الجوي المتطورة لأوكرانيا.
وفي رد فعلها على هذه التقارير، أعلنت الرئاسة الروسية أن إمداد واشنطن كييف بأنظمة دفاع جوي سيطيل الصراع ويجعله أكثر إيلاما لأوكرانيا لكنه لن يغير أهداف روسيا.
في حين قال السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنطونوف إن قرار روسيا بضرب منشآت البنية التحتية بأوكرانيا بأسلحة دقيقة التوجيه كان ردا على ما وصفه بالأعمال الإرهابية التي ارتكبت في روسيا، محملا المسؤولية كاملة لنظام كييف.
كما اعتبر أن الإمدادات العسكرية الأميركية لأوكرانيا دليل آخر على أن واشنطن قد ضمنت وضعها كمشارك في الصراع، وفق تعبيره.
وحذر من أن هذا الدعم العسكري والاستخباراتي يؤدي إلى زيادة مخاطر الصدام بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، داعيا واشنطن وحلفاءها إلى عدم تجاوز “الخطوط الحمراء” التي اقتربوا منها والتوقف عن تزويد كييف بالأسلحة.
المصدر: وكالات + الجزيرة نت
